على مدى ثلاثة أعوام أسرى الجيش واللجان معاناة وتواطؤ أممي مع دول تحالف الحرب على اليمن ومشاركة لداعش والقاعدة التعذيب والقتل
الصمود / 22 / مارس
تقرير / عبدالله عبدالكريم
تتفاقم محنة أسرى الجيش واللجان الشعبية مع استمرار تحالف الحرب السعودي الأمريكي للعام الثالث على التوالي، رغم تقديم حكومة صنعاء العديد من المبادرات بالإفراج عن أسرى ميليشيات تحالف العدوان على اليمن وبشكل متواصل.
حيث يحتجز تحالف الحرب السعودي الأمريكي المئات من أسرى الجيش واللجان الشعبية في سجون سرية في السعودية والامارات وكذا المناطق المحتلة في الجنوب اليمني ومحافظة مارب، بعضهم دخل عامه الثالث وهو في السجون ويمارس بحقهم شتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، ولم تقم سلطات هذه الدول بكشف مصير هؤلاء الأسرى حتى الآن.
منظمة هيومن رايتس للحقوق والحريات أكدت في تقريرها السنوي لعام 2017م أن دول التحالف تحتجز الالاف من اليمنيين بعضهم من رجال الجيش واللجان الشعبية وأغلبهم من المواطنين الرافضين لدول العدوان أو من الذين رفضوا تنفيذ مهام تخدم دول تحالف العدوان وقيادات ميليشياتهم في الداخل.
وأوضح التقرير أن دولة الامارات لديها 15 سجن سري في اليمن وجيبوتي وارتيريا حيث تحتجز الامارات المئات من الأسرى في جزر يمنية منها جزيرتي سقطرى وميون وكذا العديد من السجون السرية في ارتيريا وجيبوتي، وتقوم بحجز العشرات في أماكن ضيقة ولا تصلح لعيش الحيوانات حتى.
وأكد تقرير المنظمة أن دولة الامارات تمارس أبشع أنواع التعذيب، على غرار ما كان يحصل في السجون الامريكية في العراق وأفغانستان، وأن أحد أساليب التعذيب هي استخدام الكلاب البوليسية.
كما كشف تحقيق استقصائي لوكالة “أسوشييتد برس”، أن الإمارات العربية المتحدة وميليشياتها أقاموا عددًا من السجون السرية في مناطق مختلفة من جنوب اليمن، حيث تم إخفاء المئات من الأشخاص وتعذيبهم بمختلف أنواع التعذيب، كما كشف التقرير عن اعترافات لقادة أمريكيين بالمشاركة في التحقيق والتعذيب الأمر الذي يجعل من الأمم المتحدة مشاركة في هذه الجرائم بصمتها وتغاضيها المستمر عما تفعله هذه القوات.
أسرى سابقون، ممن أفرج عنهم عبر التبادل مع الجيش واللجان الشعبية كانوا محتجزين في القاعدة العسكرية بعسير “خميس مشيط” أوضحوا لـ موقع الجديد برس أنهم تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب عبر الضرب المبرح وكذا تقليع اضافر أيديهم وخنقهم حتى الموت، ناهيك عن التعذيب النفسي عبر منعهم من مزاولة الصلاة، وغيرها وكذا تعذيبهم في الأكل وإعطاء مجموعة كبيرة ما يأكله واحد منهم ناهيك عن عدم صلاحيته للأكل.
أسرى آخرون كانوا محتجزين في سجون ميليشيات التحالف في عدن وحضرموت ومأرب اكدوا انهم كانوا يوضعون في غرف ضيقة فيها كميات من البراز والبول وغيره وانهم تعرضوا للجلد حتى أصيبوا بالجروح ونزفت منهم الدماء.
ذبح الأسرى ومشاركة عناصر القاعدة وداعش في التعذيب
لم تقتصر دول تحالف العدوان من تعذيب الأسرى بل تجاوز ذلك الى عملية ذبح الاسرى وبطرق بشعة ففي نهاية العام 2015م قامت ميليشيات الامارات في المحافظات الجنوبية على قتل أكثر من 20 اسيراً من الجيش واللجان بالرصاص وبعضهم بالسكاكين وبمشاركة من عناصر القاعدة وداعش الإرهابية وفي بداية عام 2016م أقدمت قوات التحالف وميليشياتها على ذبح 4 من اسرى الجيش واللجان في محافظة أبين وتكرر الأمر في عدة محافظات منها مدينة تعز التي شهدت أكثر من 5 عمليات ذبح وسحل للأسرى وبطرق بشعة يثبت بشاعة ميليشيات المرتزقة والقوى الداعمة لها خصوصا دولة الامارات والسعودية.
وشهد العام 2017 العديد من عمليات لقتل الأسرى وذبحهم في محافظة تعز والبيضاء ومارب وشبوة ولحج كما بدأت هذه القوات العام 2018م بعملية ذبح اسير في منطقة الملاجم بمديرية ناطع محافظة البيضاء، الأمر الذي يؤكد أن قتل الأسرى وبطرق بشعة أصبحت وسيلة إرهاب معتمدة لقوى تحالف العدوان وميليشياتها الإرهابية.
ففي 3 مارس 2016م قامت ميليشيات الإصلاح بذبح 7 أسرى من الجيش واللجان وقامت بسحلهم بطريقة بشعة، وفي يوليو من العام ذاته قامت الميليشيات بإعدام احد الاسرى وقامت بصلبه على مدخل مدينة تعز القديمة، وفي 2 أغسطس، 2017 قامت الميليشيات المدعومة اماراتياً بدفن الأسير عبدالقوي الجبري حياً واعدام 3 من رفقائه بطريقة بشعة في منطقة الهاملي بموزع، وفي محافظة البيضاء شهدت مديرية رداع ذبح 3 أسرى من الجيش واللجان بعد خطفهم، وقامت بإعدام 2 آخرين في الليل، ولم الجريمة الأخيرة التي ارتكبتها الميليشيات وعناصر داعش في 18 من شهر مارس 2018 إلا شاهداً كبيراً على ان هذه الميليشيات تستخدم ابشع طرق القتل والتعذيب بحق المخالفين لهم وبدعم من دول تحالف العدوان.
وفي اجمالي لعدد الأسرى الذين تم قتلهم ذبحاً أو بالرصاص فقد تجاوز العدد 250 أسيراً اغلبهم في المحافظات الجنوبية وتعز.
من جهتها قامت لجنة الأسرى والمفقودين أجرت خلال الأعوام الثلاثة السابقة أكثر من 30 عملية تبادل تمكنت فيها عن الافراج عما يقارب 1300 أسير من أسرى الجيش واللجان، فيما أكد عبدالقادر المرتضى رئيس لجنة الاسرى والمفقودين ان العدوان السعودي الاماراتي منع اتمام صفقات كبيرة لتبادل الاسرى بين الجيش واللجان الشعبية والجماعات المسلحة في الجنوب وتعز ومأرب من خلال التحكم بقرار الميليشيات، وكان من المفترض ان يتم الافراج عن مئات الأسرى من الجانبين.
أهالي الأسرى يتحدثون عن ابتزازات وترهيب ويطالبون الأمم المتحدة بالضغط على دول تحالف الحرب وميليشياتها
حصل موقع الجديد برس على شهادات من عدد من أسر أسرى الجيش واللجان حيق أفاد هؤلاء أنهم تلقوا العديد من الاتصالات من قبل الميليشيات للمطالبة بأموال مالم فإنهم سيقومون بذبح أبنائهم، وأكثر هؤلاء قاموا بإرسال مبالغ مالية كبيرة بعضهم ارسل أكثر من 3 ملايين ريال حسب ما أكده أحد أهالي الأسرى.
وطالب أهالي الاسرى في وقفة امام الأمم المتحدة المجتمع الدولي ودول مجلس الأمن وكذا منظمات المجتمع الدولي الضغط على تحالف الحرب على اليمن من أجل تعريف أهالي الاسرى بمصير أبنائهم والالتقاء بهم، مؤكدين ان استمرار تغاضي مجلس الأمن والدول الكبرى يعتبر تماهي وتواطؤ مع دول التحالف، واستخفاف بحقوق الانسان وخصوصاً بعد مشاركة عناصر داعش والقاعدة بشكل علني في الانتهاكات.