“عام المفاجآت، والزحف نحو النصر”
الصمود || أقلام حرة ||بقلم| أمين النهمي.
عام جديد من المواجهة والصمود والتحدي في وجه أعتى عدوان في التاريخ المعاصر، عام جديد سنكون فيه أشد عوداً وأذكى نارا، عامٌ يدشنه اليمانيّون في حشد مليوني بميدان السبعين، الاثنين القادم صبيحة السادس والعشرين من مارس بالعاصمة صنعاء، ليثبتوا للعالم أجمع مدى تلاحم هذا الشعب، وتوحد صفوفه، وتأكيد صموده، واستمرار دعمه لجبهات العز وميادين الكرامة، وتدشيناً لعام رابع بالمفاجآت المربكة لحسابات العدوان، والزحف نحو النصر.
فبعد مضي ثلاثة أعوام من العدوان والتدمير والحصار، وفي الوقت الذي تتوالى فيه صفقات الأسلحة الأمريكية البريطانية مع البقرة الحلوب، وقبل يومين فقط تفصلنا عن تدشين المرحلة الجديدة لعام التحرر الوطني؛ تتصاعد الخسائر في جانب العدو، وتلوح بشائر النصر اليماني في الأفق، وتتغير موازين القتال ومعادلة المواجهة في مختلف الاتجاهات، ونشهد زخما في العمليات العسكرية النوعية التي يسطرها أبطال الجيش واللجان الشعبية… بدءا بتوثيق عدسة الإعلام الحربي عمليتي اقتحام موقعي الضبعة والحلق بنجران، واغتنام عتادهما، والسيطرة عليهما، ومرورا بالتحول المفصلي الفذ الذي حققته قوات الدفاع الجوي بالأمس في عملية نوعية موثقة لاستهداف وإصابة طائرة F16 في سماء صعدة، وباعتراف العدوان في بيان له عن إصابة إحدى مقاتلاته، وإشارته بتطور القدرات الدفاعية اليمنية، وأخيرا وليس آخرا ما كشفت عنه اليوم القوة الصاروخية عن دخول “بدر1” قصير المدى إلى المنظومة البالستية الجديدة، واطلاقه باتجاه شركة آرامكو السعودية بنجران.
وتأتي هذه الانجازات الكبيرة التي حققتها الدفاعات الجوية، والقوة الصاروخية؛ ترجمةً لتصريحات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي؛ التي أكد عليها في خطاباته المتكررة بالاستراتيجيات المفاجئة للعدوان خلال الأيام القادمة.
نحن إذن أمام معادلات جديدة، تؤشر في اتجاه واضح بتوفر إرادة القتال والمواجهة لدى الجيش اليمني ولجانه الشعبية، فضلا عن القدرات والخبرات والتقنيات العالية التي يمتلكها، في تطوير الدفاعات الجوية لردع سلاح الجو التابع للعدوان، وتصنيع الصواريخ البالستية بمنظومات متعددة، أربكت حسابات العدوان السعودي الأمريكي، وأفشلت كل رهاناته، والمفاجىء لهذا العدوان أن تأتي هذه الانجازات في هذا التوقيت، بعد تصريحاته المتكررة بالتدمير الكلي لمنظومة الصواريخ اليمنية، وبعد مضي ثلاث سنوات من عدوانه الوحشي بشكل يومي، وحصاره المستمر لكافة المنافذ.
ما نجح العدوان السعودي الأمريكي في تحقيقه خلال ثلاثة أعوام؛ هو ذلك السقوط القيمي والأخلاقي والإنساني، وإمعانه المستمر في ارتكاب الجرائم الوحشية بحق النساء والأطفال والمدنيين، كما حصل اليوم من استهداف طيران العدوان لناقلة محملة بالحطب في مديرية الجراحي بالحديدة، وجريمة مماثلة لها بالأمس في نهم، ومجزرة أخرى في صعدة، وخلفت تلك المجازر أكثر من ثلاثين شهيد، وعدد من الجرحى، الأمر الذي يكشف حجم الهزيمة والفشل والتخبط الذي وصل إليه العدوان السعودي الأمريكي، “وما الله بغافل عما يعمل الظالمون”.