صمود وانتصار

3 سنوات من العدوان .. تعري التحالف وتكشف مكانة الاطفال بالنسبة لمنظمات العالم

الصمود | تقارير

بعد مرور ثلاثة اعوام من العدوان الغاشم على اليمن، شهدت اليمن الكثير من الصور و المشاهد والقصص المأساوية التي تحكي بشاعة ما تعرضت له اليمن والطفولة على وجه الخصوص.

فلم يكن الاطفال بعيدين عما يحصل من انتهاكات ومجازر تسببها العدوان طيلة الـ3 سنوات بحقهم وبحق كل الشعب، فأطفال اليمن لم يعد ينعموا بالأمان منذ أن حلّقت طائرات العدوان السعودي الامريكي وشرعت في قصف كل شيء، حتى المدارس ورياض الاطفال التي لم تسلم من قصفهم.

الاجنة ايضا في بطون امهاتهم اصابهم الاذى من هذا العدوان الجائر فمنهم من مات قبل أن يرى النور ومنهم من ولد كفيفا او معاقا او مصاب بحالة مرضية ناتجة عن سموم الصواريخ والقنابل التي القتها الة الموت السعودية.

ما حصل من جرائم بحقّ الطفولة والإنسانية أشبه ما تكون بمسرحية تراجيدية لشكسبير، تشعر مشاهديها بعد أن تطوي صفحاتها بأن جميع المتابعين لها أيقنوا من هو الظالم ومن المظلوم، إلّا أننا اليوم نشاهد العكس تماما، فمنظمات الطفولة ومن قبلها مجلس الأمن والأمم المتحدة وحقوق الانسان يغضون النظر عن جرائم عدوان التحالف السعودي على الشعب اليمني.
ولكي تتضح الصورة اكثر ، نسرد اليكم غيض من فيض ما حصل خلال السنوات الثلاث الماضية بحق اطفال اليمن:
فبحسب احصائيات محلية ودولية عن جرائم التحالف السعودي ومرتزقتهم في ثلاث سنوات فقد استشهد اكثر من (3078) طفل واصيب نحو (2886) اخرين بسبب الغارات الجوية والقصف.

أي ان 7 أطفال يقتلون ويجرحون يوميا بسبب القصف، كما يصاب نحو 35 الف و988 طفل بالذعر ويرعبون يوميا بسبب القصف

بثينة عين الانسانية
وتعد بثينة الميري ابنة الـ 5 أعوم، التي استشهد كل أفراد عائلتها نتيجة الغارات التي نفذها تحالف العدوان على اليمن في الـ25 من أغسطس من العام الماضي خير شاهد على بشاعة المجازر السعودية رغم عشرات الشواهد الاخرى التي تحكي بشكل اكبر واعمق بشاعة ما يرتكبها العدوان وخاصة في محافظة صعدة, الا ان لعيني بثينة، حكاية استطاعت ان تصل الى مختلف دول العالم لتعري الخذلان الدولي والاممي الانساني ازاء عشرات من جرائم الحرب والابادة التي يتعرض لها اطفال اليمن ووثقتها تقارير منظمات دولية وتابعة للامم المتحدة .

الرعاية الصحية
و كشفت الاحصائيات الصحية عن اوضاع الطفولة في اليمن بأن 6 أطفال يموتون في كل ساعة بسبب الامراض المختلفة.. حيث تسبب العدوان في وفاة 247 ألف طفل واصابة 2 مليون و400 الف طفل لسوء التغذية، كما يعاني 1مليون طفل من سوء حاد في التغذية مع وفاة طفل كل عشر دقائق لأسباب يمكن الوقاية منها .

بالإضافة إلى من قضوا جراء الخوف والهلع، حيث تم تسجيل 3 بالمائة من مواليد 2015 حتى 2018 مصابون بتشوهات خلقية في الأجنة والمواليد, وسجلت 450 حالة إجهاض.

وتشير التقارير والاحصائيات الى أن 3مليون طفل في اليمن معرضون للإصابة بالحصبة و2,9 معرضون للإصابة بالاسهال.
كما تهدد المجاعة حياة نحو 5مليون طفل يمني.

فيما وصل عدد الاطفال النازحين مع ذويهم الى مليون طفل نازح من اجمالي 3ملايين نازح بسبب العدوان
و يحتاج 12,8 مليون طفل الى المساعدة الإنسانية العاجلة، فضلا عن حاجة 8 مليون طفل لخدمات الحماية والدعم النفسي.
كما يحتاج نحو 7,5 مليون طفل الى الرعاية الصحية العامة

وتتفاقم الارقام من يوم الى اخر في ظل صمت مخزي لمنظمات الطفولة وحقوق الإنسان التي اتضح تبعيتها للعدوان السعودي، لا سيما بعد قيام الامم المتحدة بوضع السعودية في قائمة العار الخاصة بقتل الاطفال ومن ثم شطبها من القائمة بسبب الضغوط الدولية.

الحرمان من الحق في التعليم
وفي جانب التعليم فقد ادى العدوان السعودي الامريكي الى حرمان 3,8 مليون طفل من الذهاب الى المدارس بسبب القصف، واجبر نحو 1,8 على ترك التعليم، وفقد 360 الف طفل فرصهم التعليمية بسبب العدوان
وبحسب تقارير المنظمات يحتاج نحو 2,4 مليون طفل الى المساعدة للحصول على التعليم من اصل 5,8 ملايين طفل في سن الدراسة
كما تحولت 216 مدرسة لمراكز إيواء للنازحين، في حين اغلقت3750 مدرسة في العام 2015م فقط
ووصل عدد المدارس التي خرجت عن الاستخدام بسبب قصف العدوان (2641) مدرسة منها (293) مدرسة دمرها العدوان كليا و(2348) تضررت بأضرار جزئية وتدمير شبه كاملا بسبب قصف العدوان
شاهد على بشاعة العدوان
مؤسسة الشوكاني لرعاية اليتيم في العاصمة صنعاء، والتي تقع على بعد حوالي 100 متر من جبل النهدين عانا مرتاديها من الاطفال من القصف الجوي بطيران العدوان حيث يشرح الطفل اليتيم “موسى صالح منصور” ذو 14 ربيعا ما يحصل بقوله بعينين يملؤهما الدمع المتمنّع: كنا خائفين، وفي كل مرة نسمع فيها ضجيج الطائرة، كان موظفو المؤسسة يسرعون بنا إلى الطابق السفلي لحمايتنا من قذائف الطائرات.
ويتابع الطفل الذي نكّد العدوان عيشه: ان العديد من اصدقائي تركوا دار الأيتام وعادوا الى أقاربهم.
يُذكر أن المؤسسة كانت تستضيف حوالي 350 يتيما قبل بدء العدوان. إلا أنه لم يتبقّى سوى الثلث فقط بعد أن فرّ معظمهم للعيش مع أفراد الأسرة في الريف تحت جناح الأمان النسبي.

موقف المنظمات :
وفيما يخص موقف المنظمات الدولية والذي لم يخرج عن اطار التنديدات فقد وصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) اليمن بأنه أسوأ الأماكن على وجه الأرض بالنسبة للأطفال، وحذرت من كارثة وشيكة إذا لم تصل المساعدات لأكثر من 11 مليون طفلا.
وأشار المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في اليونيسيف “خيرت كابلياري” إن التقديرات تشير إلى أن طفلا واحدا يموت هناك كل عشر دقائق من أمراضٍ يمكن الوقاية منها.
من جانبها طالبت فرجينا غامبا ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأطفال في مناطق النزاع التحالف بإجراءات صارمة بشأن قواعد الاشتباك في اليمن، ووصفت عدد الأطفال ضحايا غارات التحالف بأنه غير مقبول.
وقالت غامبا إن عددا كبيرا من الأطفال والمدارس في اليمن تعرضوا للقصف من قبل التحالف الذي يشن حملة منذ مارس/آذار 2015.

كما حمّل تقرير أعدته لجنة العمل الدولية لرصد أوضاع الأطفال بمناطق النزاعات، حملت التحالف بقيادة السعودية المسؤولية الكبرى عن قتل وتشويه عشرات الأطفال في اليمن.

وليست المرة الأولى ولا الأخيرة على ما يبدو ضمن سلسلة “تحميل المسؤولية” لما يجري بحق أطفال اليمن، من دون أن يلقى ذلك آذانا صاغية.
من الواضح أن هناك ما يرتكب وهناك من يفلت من العقاب، كما تقول كريستين موناهان مسؤولة البحوث في منظمة “قائمة مراقبة الأطفال والنزاعات المسلحة”

وتضيف أن التحالف يشن مؤخرا 30 غارة يوميا، وهذا يتماشى مع ما تورده الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية من حقائق، لكن الأهم أن السعودية -ومعها حلفاؤها- لم تغير نهجها.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أدرج اسم التحالف على القائمة السوداء للدول والكيانات التي تنتهك حقوق الأطفال في اليمن.

واتهم غوتيريش في تقريره لمجلس الأمن قوات التحالف بقتل وتشويه الأطفال واستهداف المدارس والمستشفيات في اليمن.وسجل التقرير 33 هجوما على مدارس في اليمن و19 هجوما استهدفت 16 منشأة صحية أغلبها تتحمل مسؤوليتها قوات التحالف.

وكانت منظمة “انقذوا الاطفال” الخيرية البريطانية اكدت ان التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن يجب ان يدرج في قائمة الدول والاطراف التي تنتهك الحقوق الاساسية للاطفال بسبب دور هذا التحالف في الحرب الدائرة في اليمن، كما حملت منظمة “هيومان رايتس واتش” تحالف العدوان مسئولية قتل اطفال اليمن.

وقالت “انقذوا الاطفال” في تقريرها الذي اعدته بالتعاون مع “قائمة مراقبة الاطفال والصراعات المسلحة” والذي حمل عنوان “الهجمات على المرافق الصحية واثرها على الاطفال: تدهور متسارع” ان التحالف الذي تقوده السعودية قد تسبب في وفاة عدد من الرضع بسبب انقطاع الاوكسجين عن الحاضنات في مشفى الاطفال في العاصمة صنعاء بعد تعرضه لغارة جوية شنها التحالف.

ويتضح من خلال استمرار العدوان وصمت المجتمع الدولي أن مستقبل الطفولة في اليمن على كف عفريت في ظل استمرار العدوان السعودي الهمجي والصمت الدولي المطبق أمام كل الإنتهاكات الإنسانية التي يتعرض له اليمن عموماً وفي حال لم يتم يتم تدارك الأمر فورا فإن الأزمة سوف تتفاقم أكثر وحينها لن تتوقف الأزمة عند حدودها الجغرافية بل ستنعكس سلبياتها على الوضع الإقليمي أيضاً..