ليلة إسقاط الصواريخ البالستية .. السعودية والکيان الإسرائيلي في ورطة
الصمود | متابعات
صناعة الوهم أكثر صناعة تشتهر بها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تستطيع هذه الدولة الكبيرة أن تصدر للعالم “الوهم” في كل شيء ببراعة منقطعة النظير، ومن جملة هذا “الوهم” تصديرها لمنظومات السلاح التي تدّعي أنها “فتاكة” ولا تخيب، حيث تمكنت بالفعل من إقناع دول كثيرة بذلك وحصلت منها على مليارات الدولارات ثمناً لهذه المنظومات التي تعرّضت لاختبارين صعبين ليلة أمس الأحد.
الاختبار الأول:
كان من نصيب منظومة الباتريوت “الأمريكية الصنع” على الأراضي السعودية، حيث أطلقت القوة الصاروخية اليمنية ليلة أمس سبعة صواريخ متنوّعة، ثلاثة صواريخ باليستية من نوع “بركان H2” على مطار الملك خالد الدولي في مدينة الرياض ، وقصفت مطار أبها الدولي بصاروخ “M2″، وثلاثة صواريخ من نوع “بدر1” الذي يُعدّ أحدث ما تم الإعلان عنه من صواريخ جديدة في ترسانة القوة الصاروخية اليمنية، حيث استهدف صاروخان مطار جيزان، بينما استهدف صاروخ آخر مطار مدينة نجران.
وكردة فعل طبيعية على إطلاق هذه الصواريخ باتجاه أراضي السعودية، قامت قوات الدفاع الجوي السعودية بمحاولة اعتراض هذه الصواريخ ومنعها من تحقيق أهدفها، وللقيام بذلك لا بدّ لها من استخدام إحدى أهم منظوماتها الدفاعية “الباتريوت” وبالفعل أطلقت السعودية صواريخها لإسقاط الصواريخ اليمنية، ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟!
أولاً:
أطلقت بطاريات الدفاع الصاروخي السعودي من نوع “باتريوت باك 2” سبعة صواريخ لإسقاط الصواريخ الثلاثة التي دخلت أجواء الرياض قادمةً من الأراضي اليمنية، مع العلم أن تكلفة الصواريخ السبعة التي أطلقتها السعودية تصل إلى 15 مليون دولار، ومع ذلك وبالرغم من كل هذه التكلفة الضخمة لا نعلم ما إذا كانت هذه الصواريخ بالفعل أسقطت الصواريخ اليمنية، خاصة وأن الباتريوت لا يستطيع إسقاط الصواريخ التي تعلو فوق 25 كم بينما الصاروخ البالستي اليمني “بركان H2” يحلق على ارتفاعات تصل إلى 100 كم وبالتالي ستكون الصواريخ السعودية مجبرة على اعتراض الصواريخ اليمنية على مسافة قريبة من الهدف وهذا بحدّ ذاته يشكّل خطراً كبيراً على الهدف الذي يتجه نحوه الصاروخ ويربك المنظومة كما حدث في الأمس، فعند اقتراب الصواريخ اليمنية ليل أمس أطلقت السعودية 7 صواريخ من منظومتها الأمريكية، ولكن الغريب أن خللاً أصاب هذه المنظومة عند إطلاق الصواريخ، حيث سقط أحدها على أحد المنازل بعد حدوث خلل في آلية توجيهه عقب الإطلاق، والآخر انفجر بعد ثوان من انطلاقه.
الأول الذي سقط على أحد المنازل قتل مواطناً مصرياً في العاصمة السعودية الرياض وجرح عدداً آخر، بينما الصاروخ الثاني تسبب بمقتل عدد من الضباط والمهندسين العسكريين السعوديين المتخصصين بمنظومة الدفاع الجوي “باتريوت”، وقال مصدر سعودي رفض الكشف عن اسمه، إنه تأكد بنفسه من مقتل عدد من الضباط المختصين بمنظومة الباتريوت “بعد أن تسبب عطل فني بانفجار أحد الصواريخ قبل انطلاقه ما أدى إلى تدمير المنصة بالكامل ومقتل من كانوا موجودين في محيطها” حسب المعلومات التي وصلت المصدر من أحد أقارب واحد من الضباط القتلى.
هذا الكلام يحمل في طياته عشرات علامات الاستفهام أمام هذه المنظومة الأمريكية وآلية عملها ومدى كفاءتها في حال قام اليمنيون بإطلاق عدد أكبر من الصواريخ البالستية في الأيام القادمة.
ثانياً:
من المعروف أن منظومة “الباتريوت” هي فخر الصناعة الأمريكية وأكثرها تطوراً في مجال منظومات الدفاع الجوي، والسعودية دفعت أموالاً طائلة للحصول على هذه المنظومة وما زالت تدفع للحصول على المزيد من الأسلحة الأمريكية، وهذا سيضعها في مواجهة مع شعبها الذي بقي صامتاً على حملات التقشف في البلاد من مبدأ أن أمن السعودية أهم وما يفعله ابن سلمان هو فقط لحماية حدود السعودية وأمنها، ولكن اليوم هذه النظرية سقطت، فهل سيبقى السعوديون صامتون أمام فشل منظومات بلادهم الصاروخية أم سيلتف ابن سلمان على الولايات المتحدة ويتجه شرقاً كما فعل والده منذ عدة أشهر عندما ذهب إلى روسيا لشراء منظومات دفاع روسية؟!.
الاختبار الثاني:
واجهته “القبة الحديدية” الإسرائيلية أيضاً ليلة أمس، حيث أطلقت عدداً من الصواريخ الاعتراضية تبلغ تكلفة الواحد منها بين 50 إلى 90 ألف دولار، نحو أهدافٍ مجهولة، حيث لم يسمع أحد بأن المقاومة الفلسطينية في غزة أطلقت صواريخ نحو الأراضي المحتلة، إذاً ما الذي حصل؟!.
في الحقيقة كانت فصائل المقاومة تجري تدريبات ميدانية عسكرية استخدمت فيها أسلحة ثقيلة، ما أدى إلى حدوث تضليل بفعل هذه التدريبات أدّى إلى خلل في رادرات منظومة “القبة الحديدية” ما دفعها لإطلاق صواريخ اعتراضية دون معرفة إلى أين تتجه ودون حدوث اشتباك مع قوات المقاومة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها فشل هذه المنظومة الإسرائيلية، فقد عجزت منظومة “القبة الحديدية” لثلاث مرات متتالية من اعتراض طائرة دون طيار، فوق هضبة الجولان السوري المحتلة.
في الختام؛ ستكون منظومة “باتريوت” الأمريكية ومنظومة “القبة الحديدية” الإسرائيلية أمام سيل كبير من الانتقادات في الفترة المقبلة، وسيتم إعادة النظر بفاعلية المنظومتين وقدراتهما العملية على تعقب الأهداف وتدميرها، وبالتالي الاستراتيجيات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية والغربية عموماً.