صمود وانتصار

تصريح هام للإعلامي بقناة المسيرة الاستاذ / حميد رزق (نص التصريح)

الصمود / 12 / أبريل

اعتبر مدير البرامج السياسية في قناة المسيرة حميد رزق أنّه لا خيّار أمام الشّعب اليمني إلّا الاستمرار في خياراته الاستراتيجية الصّاروخية في ردع عدوان النظام السّعودي الذي يقف أمام مأزق حقيقي في إنهاء الحرب.

وأشارمدير البرامج السياسية في قناة المسيرة حميد رزق في حواره مع وكالة تسنيم الدّوليّة للأنباء إلى التّصريح الذي أطلقه الرئيس اليمني صالح الصّمّاد حول أن القوّات اليمنية ستُطلق الصّواريخ بشكل يومي على المدن السّعودية، ولفت إلى ان هذا التصريح كان قد سبقه تصريح لقائد حركة أنصار الله السّيد عبد الملك الحوثي في الذكرى السّنويّة للعدوان السّعودي عندما أشار إلى أن العام الرّابع للعدوان سيشهد استهداف صاروخي للمراكز الاستراتيجية في مختلف المدن السّعوديّة.

مسار الرّدع اليمني: الصّواريخ والطائرات من دون طيّار

ونّوه الإعلامي اليمني أن السّنوات السّابقة من العدوان السّعودي لم تكن فقط سنوات محنة وحصار وألم بل كانت فرصة تمت من خلالها بناء القدرات العسكرية وتطويرها وصولا إلى مرحلة التّصنيع الذّاتي وإزاحة السّتار عن عدد من الصّواريخ كبدر 1 وبدر 2، وقال: “كما تابعنا فقد كانت الصّواريخ تصل إلى الرّياض خلال الفترة الماضية، لكن وبما أن العدوان لا زال مستمرا، وبما أن السّعوديين والأمريكيين لم يرتدعوا حتى اليوم، فلا خيار للشعب اليمني سوى إلّا أن يرفع وتيرة الرّدع، ولهذا الأمر فقد أطلق الرئيس الصّماد “عام الرّدع” على هذا العام، ويبدو أن الصّواريخ التي ستطال المدن السّعودية ستكون أكثر بكثير ممّا شهدناه خلال السّنوات الماضية؛ وإلى الآن ومنذ الذّكرى السّنويّة للعدوان لا يمرّ يوم دون سقوط صاروخ باليستي على واحدة من المدن السّعودية”.

وفيما خص الطّائرات المسيرة التي استهدفت مطار أبها وشركة أرامكو السّعودية، اعتبر رزق أن هذه الأحداث هي أحداث مهمّة واستراتيجيّة وكانت مفاجئة للصّديق والعدو، وقال: “نحن اليمنيّون لم نكن نتوقّع ان يتوصّل الجيش واللجان الشّعبية إلى هذه المرحلة. هذا الأمر يزيد النّاس اطمئنانًا وقوّة وثباتًا في معادلة المواجهة مع هؤلاء الأعداء. هذا العدو هو عدوّ متوحّش وقاتل ولا يفهم إلّا منطق القّوة وعلى أيّ حال فإن مسار الرّدع يتمثّل بمسارين: المسار الصّاروخي، حيث أثبت الجيش اليمني ان حديث السّيد عبد الملك الحوثي والرّئيس الصّماد ليست فقط شعارات وتهديدات فارغة بل هي رسالة صاروخيّة تصل إلى كافة المدن السّعودية؛ المسار الثّاني وهو الطّائرات من دون طيّار حيث أُعلن عنها العام الماضي واليوم هناك نقلة نوعيّة في هذا المجال فيما يخصّ شنّ طائرات مسيّرة لغارات على مطار أبها وشركة أرامكو. بكل تأكيد العدو السّعودي سيتعامل معها باستخفاف لكن هذا الخيار الاستراتيجي سيؤلم السّعوديّة في مراكز حسّاسة وسنسمع الصّراخ السّعودي أكثر فأكثر”.

لا خيار للشعب اليمني سوى الاستمرار في المواجهة والصّمود

ولفت مدير البرامج السياسية في قناة المسيرة التابعة لحركة انصار الله أن الشّعب اليمني يُدرك انّه لا يوجد هُناك خيار لوقف العدوان السّعودي سوى الاستمرار بهذه الخيارات الرّدعيّة وليس عبر وهم البحث عن الرّضا السّعودي ولا عبر الأمم المتّحدة أو ما يسمّى بالمجتمع الدّولي.

وفيما خص تصريحات بن سلمان عن اجتناب تحالف العدوان السّعودي دخول صنعاء حرصا على أرواح اليمنيين، قال رزق: “بن سلمان يكذب وعجزهم عن دخول صنعاء هو نتيجة الفشل السّعودي. إذا كان محمد بن سلمان حريصا على اليمنيين فلماذا يقوم بقصفم وقتل النّساء والأطفال بطائراته. أين هذا الحرص؟ هو كاذب”.

وأردف بالقول إن ولي العهد السّعودي يستخدم كل الأساليب الوحشية والقذرة لقتل المدنيين سعيًا منه لتحقيق أهدافه، وأضاف: “على الرغم من هذه الوحشيّة، لكنّه فشل في تحقيق أي من أهدافه تجاه الجيش اليمني واللجان الشّعبية اليمنية”.

نصنّع الصّواريخ ومستعدين لشراء الأسلحة للدفاع عن أنفسنا وليس للإعتداء

وردّا على المزاعم حول إرسال إيران للصّواريخ إلى اليمن، قال رزق: “اليمن لديه مخزون من الصّواريخ، وهي صواريخ روسيّة وكوريّة. فالجيش اليمني كان يمتلك مخزون كبير من الصواريخ الباليستية. كان جزء من هذا المخزون معطّل تم اليوم إعادة تأهيله وإصلاحه، وبعض الصّواريخ تم تعديلها لتصل إلى مديات اكثر. الجيش اليمني يمتلك صواريخ سكود والعالم كلّه يعرف هذا الأمر، لكن اليوم هُناك نقلة جديدة فيما خص تطوير هذه الصواريخ وصناعة نسخات أكثر تطوّرا. لقد استطاع اليمن الوصول إلى مرحلة تصنيع الصّواريخ”.

أمّا عن المزاعم التي تتحدث أن الصّواريخ إيرانيّة، أشار رزق إلى أن الرئيس اليمني الصّماد كان قد تحدّث قبل أيّام أنّ الشّعب اليمني لن يُرهب بهذه التّصاريح التي تُطلق بعد كل عمليّة استهداف صاروخي فالسّعودية تستهدف المدن اليمنية وترتكب المجازر بحق المدنيين بواسطة صواريخ أمريكية ومن فرنسا وبريطانيا وإسرائيل وكل العالم، وقال: “هم يبتزوننا بمزاعهم أن الصواريخ إيرانية، والرئيس الصّماد قال بأن اليمن يسعى إلى امتلاك السلاح من كل دول العالم، فمن كان على استعداد لبيع السلاح لليمن فنحن على استعداد لشراء السلاح منه. هذه الاتهامات لا تعنينا، وما يهمّنا هو ان نطلق الصواريخ على المدن السّعودية ومراكزه الاستراتيجية كما هو يقوم بقصف المدن اليمنية. نحن نستخدم السلاح كوسيلة للرد وليست كوسيلة للإعتداء”.

الشّعب اليمني المسلم اولى بالمقدسات الإسلامية في مكّة والمدينة

وعن التّصريحات السّعودية بأن الجيش اليمني واللجان الشّعبية تستهدف الأراضي المقدسّة، قال الاعلامي اليمني: “هم يسعون لتأجيج الشّارع الاسلامي ضد حركة أنصار الله، وهم يريدون بأن يقولوا بأن اليمنيين وحركة أنصار الله يستهدفون المقدسات وأن السّعودية تخوض حربا للدفاع عن مكّة والمدينة. هذه المزاعم عارية عن الصّحة والشّعب اليمني هم من أوائل المسلمين من المهاجرين الأنصار والشّعب اليمني هو من نشر الإسلام بينما كانت قريش واجداد محمد بن سلمان يحاربون النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم). هذه الاتهامات تدلّ على قذارة هذا النظام الذي أصبح خادما لأمريكا وإسرائيل. اليوم أمريكا وبريطانيا هما من يقدمان الحماية للنظام السّعودي. هل أمريكا تقوم بحماية المقدسات الاسلامية من الشّعب اليمني؟! هذا كلام فارغ. فالشعب اليمني المسلم ليس خطرا على المقدسات الاسلامية”.

واعتبر رزق أن السّعودية تتهرّب من فشلها عبر إطلاق هذه الاتهامات، وقال: “النظام السّعودي أصبح مكشوفا اليوم ولم يعد يفيده هذا الكلام. والصّواريخ اليمنية أصبحت تطال أهداف عسكرية واستراتيجية في الرّياض وجدّة ومدن مختلفة. أما مكّة والمدينة فنحن اولى بها وبالدّفاع عنها، ومن يشكّل الخطر عليها هو نظام آل سعود الذي أصبح مرتهنا لاعداء المسلمين من أمريكا وإسرائيل”.

الإمارات أداة في العدوان السّعودي وألحقنا بها خسائر فادحة

وعن المشاركة الإماراتية في عدوان التحالف السّعودي، قال مدير الإعلامي اليمني: “السّعودية هي من تُشكّل راس الثّعبان في الحرب على اليمن، والإمارات تُشكّل ثعبان صغير يقوم باللّدغ بين الحين والآخر عبر الجرائم الوحشية التي تُرتكب في جنوب اليمن، كما يُمارسون فظاعات في السّجون السّرية أخطر من الانتهاكات المُرتكبة في سجن أبو غريب في العراق. وفي سياق الرّد على الإمارات، ألحق الجيش اليمني واللجان الشّعبية خسائر كبيرة بالقوات الإماراتية المشاركة في الحرب على اليمن وقد سقط لهم في ضربة توشكا المشهورة حوالي 80 الى 100 جندي يمني، وقد استهدف الجيش اليمني واللجان الشّعبية الإمارات بصاروخيين باليستيين إلى الآن؛ والإمارات لا تزال تُشكل هدفا يحدد مكانه وزمانه القيادة العسكرية اليمنية. الإمارات هي اداة تنفيذية للعدوان الامريكي الاسرائيلي الذي لا يستهدف الإمارات وحسب، بل يستهدف الموقع اليمني في الامة العربية والاسلامية ولكيلا يتحوّل اليمن إلى رافد لمحور المقاومة الذي يتعرّض بدوره اليوم لمحاولات إسقاط من قبل المشروع الأمريكي الاسرائيلي”.

قرار مساندة المقاومة في لبنان هو قرار حاسم واليمنيين سيشاركون بعشرات الآلاف

وعن مساندة اليمنيين لمحور المقاومة ولبنان ضد أي حرب إسرائيلية عليه، قال رزق: “السيد عبد الملك الحوثي قد اعلن عن هذا الامر وأنا أعتقد أنّ ما قاله هو قرار مشاركة عندما توجّه بالسيد حسن نصر الله بقوله بان اليمن جاهز للمشاركة في مواجهة اي حرب تشنها إسرائيل على لبنان او فلسطين. والمشاركة اليمنية لن تكون مشاركة قليلة بل بأعداد تصل إلى عشرات الآلاف. وأن أعتقد أن هذا الكلام ليس مجرّد تصريحات بل هو قرار. والعدو الاسرائيلي يعرف أن مستوى التّنسيق بين قوى المقاومة قد أصبح في اعلى مستوياته والكيان الصّهيوني قلق بسبب هذه التطورات. والسيد حسن نصر الله كان قد قال بأن إسرائيل ستواجه المجاهدين من كافة دول العالم. ولن تكون المعركة المقبلة كما كانت خلال العام 2006 مقتصرة على المقاومة الاسلامية من جهة وإسرائيل من جهة أخرى بل ستتحول إلى مواجهة كبرى بين شعوب الأمة الإسلامية وبين هذا الكيان الغير شرعي”.

لا أفق سياسية لحل الأزمة اليمنية وإنهاء العدوان السّعودي

وعن سُبل حل الأزمة اليمنية والحرب التي يشنّها تحالف العدوان السّعودي، قال مدير البرامج السياسية في قناة المسيرة: “من الواضح اليوم ان أفق الحل السياسي هو أفق مسدود، فالسّعودية لا تملك أي مكسب سياسي يجعلها توقف العدوان، وهم قد فشلوا سياسيًّا كما فشلوا عسكريًّا. وخيارهم هو الاستمرار في العدوان لأنهم في مأزق، فهم لا يريدون التراجع كما أن الاستمرار في الحرب يُشكل استنزافا لهم ولا يمنحهم أي رؤية واضحة في المستقبل. وانا اعتقد أن الاستنزاف سوف يستمر ولا أستبعد ان يحدث انهيارا داخليًا سعوديًّا جرّاء هذا الاستنزاف؛ فقد يحدث صراع في الداخل السّعودي نتيجة مشاكل كثيرة ومن اهمّها نتائج العدوان على اليمن وتداعيات هذا العدوان على الإقليم وعلى الدّاخل السّعودي. محمد بن سلمان ووالده سيستمرون في الركض حتى يصل بهم الأمر إلى الإنهاك فجأة والسقوط إن شاء الله”.

كما بدأت الحرب فجأة قد تنتهي بشكل مفاجئ

وعن احتمال ان تنتهي هذه الحرب هذه السّنة، قال رزق: “كل شيء وارد، وكما كانت بداية هذه الحرب فجأة فنهايتها ربّما تكون مفاجئة. لكن مزاعمهم بتحقيق الانتصار هي مزاعم واهية فهم لم يستطيعوا إعادة عبد ربو منصور هادي إلى الحكم بعد ثلاث سنوات، وصنعاء ليست بايديهم على اعتاب العام الرابع للعدوان. وما هو الوضع الانساني في المناطق التي يسيطرون عليها جنوب اليمن؟ كل هذه الأمور تدل على هزيمتهم في اليمن”.

#تسنيم