كذبة محاربة إيران في اليمن
الصمود || اقلام حرة || بقلم /زيد البعوه
بعد جهود مضنية وبعد عاصفة الحزم وتلتها عاصفة الأمل وبعد آلاف المجازر والجرائم التي ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي تمكن طيران العدوان من تدمير مفاعل بوشهر النووي الإيراني في مدينة عمران اليمنية كما استطاعت دول العدوان أن تسيطر على مضيق هرمز في باب المندب وأن تجبر القوة البحرية الإيرانية على التراجع وفي خطوة عسكرية وعملية نوعية قامت بها دول العدوان تم تدمير اكبر عدد من الترسانة الصاروخية الإيرانية في مدينة صعدة الإيرانية كما استطاع طيران العدوان أن يدمر ويقتل اكبر عدد من الحرس الثوري الإيراني في العاصمة الإيرانية صنعاء هكذا خلطت دول العدوان في حربها على اليمن بين إيران واليمن فدمرت البنية التحتية اليمنية وقتلت الإنسان اليمني واحتلت الجزر اليمنية وإيران هناك بعيدة عما يحصل في اليمن..
منذ الأيام الأولى للعدوان في 26 مارس 2015م ونحن نسمع دول العدوان ووسائل إعلامهم تتحدث عن محاربة إيران في اليمن والمد الفارسي والروافض وها نحن اليوم نودع ثلاثة أعوام من العدوان ونستقبل العام الرابع ولم يقتل إيراني واحد ولم نسمع أو نشاهد أن إيران تضررت إنسانياً أو عسكرياً أو اقتصادياً من العدوان على اليمن الذي يروجون انه يستهدفها ويحد من توسعها في اليمن فقط المتضرر الوحيد من العدوان هو الشعب اليمني الذي ليس له أي علاقة بإيران بقدر ما ينظر إليها كدولة إسلامية لها مواقف ضد أمريكا وإسرائيل لهذا لم نلاحظ يوماً أن دول العدوان استهدفت إيران أو نالت منها وكذلك بالنسبة لإيران هي مشغولة ببرنامجها النووي والاتفاق الموقع بينها وبين أمريكا ولديها مشاكل داخلية ومشغولة ببناء اقتصادها وتدبير أمورها وكل ما تفعله هو التنديد والاستنكار بما يجري من عدوان على الشعب اليمني الذي يقتل ويدمر باسم إيران..
تم الإعلان عن شن العدوان على اليمن من أمريكا من قبل الجبير الذي كان لا يزال سفيراً للسعودية لدى واشنطن وبسبب مواقفه ونشاطه وإخلاصه في خدمة أمريكا تم ترقيته إلى وزير للخارجية لا يهمنا ذلك بقدر ما يهمنا إيش دخل إيران في العدوان على اليمن؟ وهذا السؤال يدور في رأس كل يمني منذ بداية العدوان إلى اليوم لماذا لا تتجرأ دول العدوان وتشن حملة عسكرية مباشرة على إيران وتترك اليمن وشانه رغم أننا كشعب يمني لا نتمنى أن يحصل ذلك فإيران بلد إسلامي ولا يوجد أي مبرر للاعتداء عليه ولكن من باب الرد على مغالطات دول العدوان ..
هل احتلال جزيرتي سقطرى وميون من قبل الإمارات هو مقابل الجزر التي تحتلها إيران على الإمارات منذ زمن بعيد؟ لماذا لا تذهب وتستعيد جزرها بالقوة من إيران بدلاً من احتلال جزر اليمن أم أنهم جبناء ضعاف أذلاء ليس لديهم القدرة على الدخول في حرب مع إيران؟ وهم فعلاً كذلك جبناء أذلاء لا يستطيعون وما عنوانهم هذا إلا عبارة عن هروب من الحقيقة التي هي أنهم يتحججون ويردون عدوانهم على اليمن بأنه ضد إيران حتى لا يكشفوا للعالم كم هي ضعاف أمام قوة وجبروت الشعب اليمني نحن لا نعتدي على الشعب اليمني فقط نحارب إيران في اليمن فهي من تمولهم وتدعمهم عسكرياً ومادياً وكل هزيمة وخسارة تحصل لنا سببها إيران هكذا يريدون أن يصوروا ما يحصل في اليمن لكن الواقع يشهد أن الشعب اليمني هو الذي يقهرهم ويهزمهم ويسيطر على عدد كبير من مناطقهم في جيزان وعسير ونجران ومختلف الجبهات بتأييد من الله ..
إذا صنع اليمنيون صاروخا بالستيا وأطلقوه إلى الرياض أو إلى أي منطقة أخرى قالوا إيراني وإذا صنع اليمنيون طائرة مسيرة وقاموا بتفعيلها في المعركة وأحس العدو بوجعها قالوا إيرانية إذا انتصر رجال الله في أي معركة قالوا عناصر إيرانية وهكذا على الرغم من أن كل شيء واضح وأن إيران لا دخل لها بالموضوع فقط يهربون من الحقيقة.
ولو افترضنا جدلاً لمجرد الافتراض والتحليل أن إيران ربما لديها علاقة بما يحصل في اليمن فما الذي تستطيع أن تفعله للشعب اليمني في ظل حصار بري وجوي وبحري مفروض منذ اليوم الأول للعدوان على اليمن كيف ستستطيع إيران إرسال أسلحة أو إرسال مساعدات في ظل الحصار والأقمار الصناعية والطائرات التجسيية والحربية التي لا تفارق سماء اليمن لحظة واحدة ؟ كل الاحتمالات تشير إلى انه لا وجود لأي نشاط إيراني ميداني أو لوجستي في اليمن والواقع الذي يعيشه الشعب اليمني خير دليل على ذلك..
لقد أن الأوان بعد مرور 3 أعوام من العدوان أن تضمحل كذبة محاربة إيران في اليمن وان تتلاشى وتنتهي وأن تظهر الحقيقة الوحيدة التي لا غبار عليها ولا مفر منها وهي أن العدوان يريد أن يستعمر اليمن ويهيمن عليه مستغلاً ذلك بخلافاته مع إيران ومبرراً ذلك بدعوى محاربة المد الإيرني المزعوم.