صمود وانتصار

فرق الاعدام الاسرائيلية تسرع من حركتها ونشاطها

الصمود|متابعات

تأتي جريمة اغتيال المهندس الفلسطيني فادي البطش في العاصمة الماليزية كوالالمبور، في ظل المجازر التي ترتكب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية خلال الجمعات الاخيرة التي عرفت بجمعات الغضب، والتظاهرات الغاضبة التي شهدتها الاسابيع الاخيرة تحت عنوان مسيرات العودة، والتي استشهد فيها ما لا يقل عن 5 فلسطينيين يوميا، فيما اصيب خمسون آخرون بجروح.

المهندس فادي البطش الذي اذاعت المصادر الاسرائيلية نبأ اغتياله، (وايدت حركة حماس والجهاد الاسلامي احتمال ضلوع الكيان الاسرائيلي في هذه الجريمة)، واعلن تخصصه في صناعة وتطوير الطائرات المسيرة، كان عضوا في حركة حماس، وقد نجح كأول عربي في الحصول على منحة “خزانة” الدراسية الماليزية.

اللافت ان محمد الزواري الذي كان يحمل تخصصا وانتماءا تنظيميا مماثلا لحماس قد تم اغتياله في تونس من قبل.

اغتيال البطش جاء قبيل ايام من موعد نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس ، وعلى اعتاب الذكرى السبعين لتأسيس الكيان الصهيوني الغاصب للقدس، وبعيد العدوان الغاشم للكيان على مطار تيفور السوري، واستشهاد عدد من المستشارين الايرانيين وتهديدات نتانياهو الصاخبة، وكل هذا يؤيد الرأي القائل بأن كيان الاحتلال يصر على ازالة اي عائق مهما كان من امام سياساته التوسعية.

الان وفي ظل التنافس الشديد بين الزعماء العرب على التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، واعتراف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في تصريحاته الاخيرة بكيان الاحتلال ودعمه لما اسماه حق الاسرائيليين في العيش بارض فلسطين، وفيما يعتبر محور المقاومة المتمثل في حماس والجهاد الاسلامي النضال السبيل الوحيد للخلاص ومواجهة اسرائيل، فان من البديهي ان يتعرض مطار تيفور الى العدوان، وان تستهدف كوادر حماس ومصالحها في مختلف مناطق العالم، وان يتعرض الشعب الفلسطيني المتظاهر للمجازر، وان يتم اغتيال العلماء الفلسطينيين على يد فرق الاعدامات، كما يجب الى جانب كل هذا قراءة قضية تسميم الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي رمضان عبد الله شلح في اطار نفس السيناريو.

وفي الختام، يستوقفنا ما ابتلي به القادة العرب والمسلمون في هذه المرحلة من غفلة او تغافل، وغضهم الطرف عن عدوهم الحقيقي، وياتوا يعادون ويستعدون اخوتهم المسلمين، حيث بدلوا خلال مؤتمر الظهران الفلسطيني الوجهة من فلسطين عمليا نحو طهران، وبدل التركيز على قضية الدفاع عن القضية الفلسطينية، باتوا يسوقون بالفلسطينيي الى مذبح التسوية مع اسرائيل، وانزلوا القضية الفلسطينية من مكانتها في اولوية العالم الاسلامي.

حقا هل هناك منتصر حقيقي في هذه المواجهة مع المسلمين في هذه الظروف غير اسرائيل، واي فكر حر يتقبل ان يحقق ترامب ونتانياهو مثل هذا النصر دون اي ثمن؟، الايام تمر بسرعة، فهل هناك من امل بيقضة من هذا السبات العميق والتخلص من من كابوس اسرائيل خلال الايام الباقية؟، التجربة بينت انه اذا لم يكن هناك رد على كل هذا العدوان والعنف فان العدو سيزيد من مستوى عنفه وجرائمه، وهذا ما يعني اننا يجب ان ننتظر خلال الايام المقبلة المزيد والمزيد من هذا العنف واكثر.

قناة العالم