تعّرف على رئيس المجلس السياسي صالحاً..صامداً..شهيداً
الصمود |بعد مسيرة حافلة بالجهاد والعلم بدأها من مدينة صعدة، وسطّر خلالها أروع الملاحم البطولية، أبى رجل المراحل الصعبة الرئيس صالح الصماد أن تناله ضربات العدوان في القصر الجمهوري في صنعاء، ليرتفع شهيداً في خطوط المواجهة المشتعلة وتحديداً في مدينة الحديدة على الساحل الغربي والتي يتركّز عليها قصف العدوان السعودي الأمريكي.
فمن هو الرئيس الشهيد صالح الصماد؟
بيان المجلس السياسي
مع غروب شمس يومنا أعلن المجلس السياسي الأعلى في اليمن بأن الرئيس “صالح الصماد” استشهد بغارة لطيران العدوان السعودي يوم الخميس الماضي في محافظة الحديدة وأصدر هذا المجلس بياناً قال فيه:” إن الشهيد الرئيس صالح الصماد لم يخضع في مسيرة جهاده العظيمة ولم يتوانَ ولم يهن ولم يتراجع وكان كلما ازدادت التهديدات ازداد صموداً وصبراً وقوة حتى وصل إلى آخر المراحل في حياته وأبرزها وأهمها وأكبرها مسؤولية وهي فترة رئاسته للبلد والتي أتت في ظروف استثنائية حرجة وحساسة” وهنا سوف نسلط الضوء أكثر على حياة هذا الشهيد العظيم.
الشهيد صالح الصماد كان رئيس المجلس السياسي لجماعة أنصار الله وأحد قيادات أنصار الله التي كانت مطلوبة أمنياً للنظام السابق ضمن قائمة الـ 55.
ولد الشهيد الصماد في قرية بني معاذ التابعة لمديرية سحار التابعة لمحافظة صعدة في الأول من شهر يناير 1979 وتذكر بعض المصادر المحلية أن الشهيد درس العلوم الدينية في أكبر مساجد مدينة صعدة وعلى يد المرجعيات الزيدية مثل العالمين الجليلين مجدالدين المؤيدي الذي كان مقيماً في منطقتهم والسيد بدرالدين الحوثي والذي من خلاله تعرّف على نجله السيد حسين بدرالدين منذ مطلع الألفية الثالثة وبعد تخرجه من الثانوية العامة قام بالالتحاق بجامعة صنعاء ليدرس في قسم التاريخ وبعد أن تخرّج منها عمل مدرّساً في إحدى مدارس محافظة صعدة.
علم وبطولة
لمع نجم الشهيد صالح الصماد في حرب صعدة الثالثة حين فتح جبهة مقاومة في بني معاذ لتخفيف الضغط العسكري على مران ونشور وضحيان وفي تلك الأثناء قاد الشهيد الصماد مجموعة قليلة من المكبرين والمجاهدين ودخلوا في مواجهات شرسة مع قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح في المناطق القريبة من مدينة صعدة وبالتحديد ما بين المقاش والطلح وفي سهول قيعان الصعيد الزراعي، لتأتي الحرب الرابعة ضارية الهجوم على قرى بني معاذ وما حولها فكان الشهيد الصماد للخصوم بالمرصاد ونتيجة لذلك قامت الطائرات الحربية التابعة للنظام السابق بغارات جوية وحشية على منزله ودمرت مزارعه وسقط اثنان من أشقائه شهداء في تلك الاشتباكات وبعد ذلك لاحقته قذائف الدبابات والمدافع إلى كل مترس وجرف بهدف قتله، لقد عارك الموت عشرات المرات وواجه الرصاص بصرخته المدوية وشجاعته التي صارت مضرباً للمثل، لقد امتلك الشهيد شيئان أساسيان: العلم والبطولة.
في عام 2014، وبعد قيام الشعب اليمني بثورة عارمة ضد النظام المستبد السابق، شغل الشهيد صالح الصماد منصب مستشار رئيس الجمهورية عن جماعة أنصار الله وبعدما لعب هذا الشهيد والقائد الفذ دوراً بارزاً في إدارة شؤون أنصار الله خلال تحالفهم مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح وبعد مقتل الأخير، سعى الشهيد الصماد إلى استقطاب قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام، حيث التقى بها في صنعاء بعد أيام قليلة من اغتيال زعيمهم السابق علي عبد الله صالح ولقد عُرف الصماد بخطاباته النارية ضد التحالف العربي الذي تقوده السعودية وقد وضعه التحالف في المرتبة الثانية بقائمة المطلوبين التي تضم 40 قيادياً من أنصار الله.
عام باليستي
في 9 أبريل 2018 شن الصماد هجوماً شديداً على السعودية وقال إن قوات الجيش واللجان الشعبية سيدشنون خلال العام المقبل مرحلة إطلاق صواريخ بالستية كل يوم باتجاه السعودية وأكد الشهيد الصماد خلال خطاب ألقاه في ميدان السبعين بأن هذا العام سيكون عاماً باليستياً بامتياز، مشيراً إلى أن السعودية لن تسلم من الصواريخ مهما حشدت من منظومات دفاعية واعتبر أن ولي العهد السعودي قّدم في زيارته لأمريكا مواقف مذلة وأعلن براءته من الوهابية والإخوان المسلمين.
وقال الشهيد الصماد في خطابه ذلك: “سنثبت لقوى العدوان أننا قيادة وحكومة ومؤسسات وشعباً، أمة عصية لن نلين ولن نهون ولن ننكسر وسنواصل خطوات الصمود والنصر التي خطّها الرئيس الشهيد بدمه وسنكون أوفياء لشهيدنا وقيادتنا وأمتنا وشعبنا وليعلم الظالم الغازي المعتدي أن هذه الجريمة لن تمر دون رد مزلزل وموجع، فالعين بالعين والسن بالسن وعلى أمراء العدوان أن يفهموا أنهم سيدفعون الثمن غالياً ولن يذوقوا طعم الأمن منذ اليوم بعون الله وقوته وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.
لقد كان الشهيد صالح الصماد رجل هذه المرحلة ولكن للأسف الشديد طالته أيدي الخيانة والعدوان وقتلته وهو يؤدي واجبه الوطني، هذا وقد أقر المجلس السياسي اختيار مهدي محمد حسين المشاط رئيساً للمجلس السياسي الأعلى للدورة القادمة وفقاً للائحة الداخلية للمجلس.