صمود وانتصار

خسارة من يسارعون في اليهود، بدلا من تولي الله ورسوله.

الصمود|الثقافة القرآنية

بعد أن جاء النهي المؤكد من الله سبحانه وتعالى للمؤمنينن لا يتخذوا اليهود والنصارى أولياء، وبعد أن أوضح خسارة من يسارعون فيهم، والسبب الذي يدفعهم إلى المسارعة أنه نتيجة مرض في قلوبهم،
وبين ما يعطي أملاً للمؤمنين: أن الله سبحانه وتعالى سيستبدل بمن ارتدوا عن دينه، سيستبدل بهم غيرهم، من وصفهم بأوصاف عظيمة، هذه الأوصاف العظيمة ليست بمعزل عن هذه الآية:
{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ} (المائدة: من الآية 55) بالإضافة إلى كونها توجيها للمؤمنين بشكل عام أنه لا يجوز أن تتخذوا اليهود والنصارى أولياء {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ} الذي يجب أن تتولوه فقط {اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} (المائدة: من الآية 55) .
وليكم الذي تعتصمون به، وتلجئون إليه ، وتستنصرون به الله سبحانه وتعالى،

هو من يجب أن تتولوه، وتكونوا معه وتتبعوه، وتطيعوه، {وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} الآية هنا تبين بأن ولاية الله سبحانه وتعالى في هذه الأرض التي تتجلى على يد نبي من أنبيائه، أو ولي من أوليائه إنما هي امتداد لولايته سبحانه وتعالى ، امتداد لولايته، امتداد لسلطانه ، لهذا جاءت بعبارة واحدة {وَلِيُّكُمُ} ولم تأت بعبارة الجمع فيقول: أولياؤكم مثلا، {وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ}؛ لأنها ولاية واحدة، ولاية رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) هي امتداد لولاية الله، ولاية الإمام علي هي امتداد لولاية رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، باعتبار الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، ومن بعده الإمام علي امتداد لسلطان الله هنا في الأرض
بمناسبة نزول القرآن في شهر رمضان أصبح شهر رمضان شهراً مقدساً وشهراً عظيماً وهذه الأهمية، أهمية القرآن الكريم هي تتمثل في أهمية وعظمة البينات والهدى التي هي مضامين، وهي الغاية من إنزاله، والبينات والهدى هي في الأخير لمن ؟ للناس. فيدل على الحاجة الماسة، الحاجة الملحة بالنسبة للناس، حاجتهم إلى هذه البينات، وهذا الهدى. أن تكون الفريضة التي فرضت في هذا الشهر العظيم هي الصيام، وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، يدل على أن هناك علاقة ما بين الصيام، وما بين القرآن الكريم من حيث أن ما في القرآن الكريم من البينات والهدى، أن الالتزام بهذه البينات والهدى، أن القيام بالدين على أساس هذا القرآن العظيم يحتاج من الإنسان إلى أن تكون لديه قوة إرادة، وكبح لشهوات نفسه، وترويض لنفسه على الصبر، وعلى التحمل.
فالصيام له أثره في هذا المجال، في مجال ترويض النفس. لأنك في أثناء نهار شهر رمضان تكبح شهوات نفسك، وتعود نفسك الصبر، والتجلد، والتحمل، تعود نفسك أنك أنت الذي تسيطر عليها، أنك الذي تسيطر عليها. فمن المهم جداً بالنسبة لنا عندما نصوم في شهر رمضان، عندما نصوم أن يستشعر الإنسان هذه الغاية من شرعية الصيام، يستشعر أنه يتجلد، ويتصبر، ويتحمل، ليعلم نفسه، يعلمها أنه هو الذي سيسيطر عليها بناءاً على توجيهات الله، بينات الله، هدى الله. تعود نفسك أنت الذي تقهرها، وتخضعها لهدى الله وبيناته. لا يكون شهر رمضان ندخل إلى هذا الشهر بعفوية، ونخرج دون أن نحسس أنفسنا بأننا قد قهرناها، من خلال نهار شهر رمضان، عندما نحس بالجوع، عندما نحس بالعطش نقول: لا. أليست هذه عملية تسلط على النفس؟ نوع من الترويض للنفس؟ وللجسم بكله على الصبر؟.

الشهيد القائد رضوان الله عليه