الانتخابات اللبنانية.. الخاسران إسرائيل والنظام السعودي..؟
الصمود / 8 / مايو
انتهت أمس الاثنين الانتخابات النيابية اللبنانية التي أجريت بعد تسع سنوات، ووفق قانون انتخابي جديد. رحبت الأمم المتحدة بإجراء الإنتخابات داعية الأطراف اللبنانية إلى الحفاظ على الإستقرار في البلد وتأمين تشكيل سريع للحكومة الجديدة، معلنة بذلك مباركتها النتائج وما تم إنجازه، وانسجمت دعوتها تماماً مع ما قاله السيد حسن نصر الله. وأعلن وزير الداخلية اللبناني نتائج الإنتخابات بطريقة هادئة وواقعية ومنطقية، مُقراً ومبرراً بعض الأخطاء والتجاوزات التي لا تؤثر حقيقة على النتائج النهائية لهذه الانتخابات.
بالطبع، أفرزت الإنتخابات النيابية اللبنانية أحجاماً جديدة للكتل الرئيسية، لكن دون أن يتمكن أي من الفرقاء من حصد الأكثرية المطلقة في البرلمان من دون تحالفات مع كتل كبرى أخرى تفرضها الخيارات في شأن قضايا جوهرية مثل انتخاب رئيس البرلمان واختيار رئيس الحكومة المقبل.
وإعطاء الثقة للحكومة الجديدة والمواضيع التي تحتاج إلى أكثرية الثلثين. لكن الإنتخابات أظهرت أنّ التيارات الاسلامية المتورطة في الحراك السياسي الناشط في لبنان والمنطقة منذ سنوات تعرضت لهزيمة قاسية، ومعها القيادات والشخصيات السياسية الملتصقة بالفكر الوهابي والمدعومة من السعودية والإمارات؛ أظهرت النتائج أيضاً تراجع كتلة رئيس الحكومة اللبنانية الحالي سعد الحريري الذي اختطفه النظام السعودي في تشرين الأول الماضي، فأساء لهما معاً؛ أظهرت النتائج أيضاً تراجع حجم كتلة التيار الوطني الحر، ربما لسببين؛ تحالفه مع القوات اللبنانية التي غنمت كتلة نيابية أكبر على حسابه.
وبسبب قيادة جبران باسيل “المهتزة” وغير المتوازنة للتيار بعد تنحي الرئيس العماد ميشال عون القوي والمؤسس؛ وأبرزت الإنتخابات أيضاً وجوهاً سياسية جديدة من عائلات لبنانية معروفة، جنبلاط وفرنجية وفتفت.. وأنّ مسلسل المحكمة الدولية الطويل الممل، أصبح بدون قصة أو هدف، وأنّ أحداً لم يعد يتابعه أو يقبل الإستثمار فيه..
لكن الأهم أنّ السيد حسن نصر الله، اعتبر أن المجلس النيابي الجديد بتركيبته “يشكل ضمانة لحماية الخيار الاستراتيجي للمقاومة والمعادلة الذهبية, الجيش والشعب والمقاومة”. بلى هو كذلك، لأن المقاومة زادت حصتها وحصة أصدقائها ومؤيديها من جميع شرائح المجتمع اللبناني، وأمّنت حصانة شعبية أكبر وأوسع مما توقع أعداؤها؛ نصرُ المقاومة عكسه شعور وزير التعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت بالهزيمة؛ إذ لم تعد المقاومة بالنسبة له جزءاً من لبنان؛ الإحباط استفزه للدعوة إلى عدم التفريق بين “حزب الله” ولبنان في أي حرب مستقبلية، لأن مكاسب الحزب في الإنتخابات اللبنانية تظهر أنه لا فرق بين الدولة والحزب. وقال بينيت أمس: “حزب الله لبنان”.
خيبة أمل الوزير الإسرائيلي وكلامه ليس عادياً في ظل تسعير الأوضاع في المنطقة، وفي ظل قرع طبول الحرب الأمريكية الإسرائيلية السعودية ضد إيران.
النظام السعودي الذي يتماهى منذ سنوات مع الموقف الإسرائيلي في العداء للمقاومة ويصفها بالإرهاب ويشنّ الحرب عليها، تلقّى أمس أيضاً صفعة مؤلمة ومهينة من الشعب اللبناني الذي يدرك كيف تجري الرياح، وأنّ النظام الوهابي المطبّع مع العدو الصهيوني لا يمكن أن يكون يريد الخير له؛ القناة العبرية العاشرة شددت على أن “انتصار حزب الله مهم ولا مثيل له، بل ومن شأنه أن يغيّر وجه لبنان رغم المال السعودي”؛ الموقف الإسرائيلي والمال السعودي متلازمان، ولذلك كانت رسالة الشعب اللبناني لإسرائيل والنظام السعودي معاً، تقول بوضوح إنّ هذا الشعب يؤيد مقاومته وخياراتها اللبنانية والإقليمية، وأنه مستعد لدفع ثمن هذه الخيارات لأن هذه المقاومة جلبت له القوة والأمان وحققت له الكرامة والعز والنصر، وهذه الأشياء لا يمكن شراؤها بالمال النفطي القذر..؟!!