الاحتلال يهدد بارتكاب مجزرة جديدة بذكرى النكبة
الصمود|فلسطين
هدد جيش الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب مجزرة جديدة، خلال قمعه لأحداث مسيرات العودة الكبرى عند السياج الأمني الفاصل لقطاع غزة، بادعاء أن المتظاهرين السلميين يستعدون لتجاوز الشريط الحدودي بدعوة من فصائل المقاومة، وذلك بالتزامن مع الذكرى الـ70 لنكبة الشعب الفلسطيني ونقل السفارة الأميركية لدى الكيان الإسرائيلي لمدينة القدس المحتلة.
وبدأت قوات الاحتلال بالانتشار المكثف وتعزيز تواجدها على طول السياج الأمني مع قطاع غزة، استعدادًا لقمع فعاليات مسيرة العودة التي انطلقت في 30 آذار/ مارس الماضي وتستمر للأسبوع الثامن على التوالي.
وينشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدءا من اليوم، الأحد، 11 كتيبة على طول السياج الأمني مع غزة، والتي تعتبر أكثر بثلاثة أضعاف من عداد قوات الاحتلال المنتشرة “في ظروف طبيعية” في محيط القطاع المحاصر ، حيث يتوقع أن تبلغ مسيرات العودة ذروتها في ذكرى “النكبة” (14و 15 أيار/ مايو).
ويبرر الاحتلال لمجازر قد يرتكبها خلال قمعه للمسيرات السلمية، والتي من المتوقع أن تشهد مشاركة ما لا يقل عن 100 ألف متظاهر، وسط دعوات فلسطينية لمشاركة مليونية، احتجاجا على نقل السفارة الأميركية للقدس واعتراف الولايات المتحدة بالمدينة المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال.
ويستعد الاحتلال لسيناريو مواجهة عسكرية واسعة النطاق مع حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية، وتم إعداد خطط لتعزيز قوات الاحتلال واستدعاء عناصر إضافية من المدارس العسكرية والوحدات القتالية مع إمكانية استدعاء جزئي لقوات الاحتياط، وذلك بالإضافة إلى الآلاف من الجنود وقوات الشرطة المنتشرة أمام سياج قطاع غزة، في الوقت الذي تتحضر فيه قوات الاحتلال الجوية، والتي أعدت خططا لضربات جوية واسعة، إذا ما تدهورت الأوضاع في قطاع غزة، بحسب المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل.
ونشر الاحتلال قناصته على طول الشريط الحدودي ممهدا لاستهداف المتظاهرين الغزيين السلمين، إذ يروج الاحتلال إلى سيناريو يتقدم خلاله عشرات الآلاف من الفلسطينيين المدنيين إلى الشريط الأمني محاولين تجاوزه، فيما “يندس” بينهم مقاتلو القسام ويحاولون عبور السياج من نقاط أخرى وتنفيذ عمليات في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أليكس فيشمان، إلى التخوفات الإسرائيلية، من نجاح عناصر المقاومة الفلسطينية من عبور الحدود وتنفيذ عملية خطف جنود أو اقتحام المستوطنات المحيطة بالقطاع، ولمنع ذلك نشر الاحتلال قواته بالقرب من التجمعات الاستيطانية، وسط تعليمات واضحة: “إطلاق النار أسفل جسد كل من يحاول الاقتراب من السياج، وقتل كل من يحاول تجاوزه.
وشنت طائرات الاحتلال الحربية، مساء أمس، السبت، غارات على مواقع في قطاع غزة، وزعمت أنها فجرت نفقًا “هجوميًا” في منطقة معبر بيت حانون “إيرز” بين الأراضي المحتلة عام 1948 وقطاع غزة، فيما اعتبرت حماس أن القصف الإسرائيلي “محاولة بائسة وفاشلة لمنع شعبنا المشاركة في مسيرات العودة الكبرى في 14 مايو/ أيار الجاري“.
ويتجمهر فلسطينيون، بشكل يومي، عند 5 نقاط قرب الحدود بين غزة وأراضي 1948، في إطار مسيرات “العودة” التي بدأت منذ 30 آذار/ مارس الماضي، ومن المقرر أن تبلغ ذروتها في ذكرى “النكبة” (14و 15 مايو(.
ويطالب المتظاهرون بعودة الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948.
ويقمع الاحتلال الإسرائيلي تلك الفعاليات السلمية بالقوة؛ ما أسفر عن استشهاد 51 فلسطينياً بينهم 6 أطفال، وإصابة الآلاف.