صمود وانتصار

الرئيس المشاط يوجه خطاب هام للشعب اليمني (نص الخطاب)

الصمود / 21 / مايو

وجه الأخ مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى مساء اليوم خطاباً هاماً إلى أبناء الشعب اليمني بمناسبة العيد الوطني الـ 28 للجمهورية اليمنية 22 مايو.

فيما يلي نص الكلمة:

الحمد لله القائل ” واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا”

والصلاة والسلام على رسول المحبة والسلام محمد بن عبدالله الصادق الأمين وعلى آله الطاهرين ورضي الله عن صحبه الأخيار وتابعيه بإحسان إلى يوم الدين.

يا أبناء الشعب اليمني العظيم الصابر المجاهد

تحل علينا الذكرى الثامنة والعشرون للوحدة اليمنية المجيدة وجزء غال من أرض الوطن تحت نير الغزو والاحتلال الذي يمارسه الكيانان السعودي والإماراتي بالوكالة عن أسيادهم.

فلم تكن الأحداث التي شهدتها جزيرة سقطرى مؤخرا سوى مشهد مصغر لأهداف تحالف العدوان على اليمن الطامع في تقسيم اليمن ونهب ثرواته واحتلال أراضيه والنيل من سيادته واستقلاله.

يا جماهير الشعب اليمني في الشمال والجنوب

الوحدة اليمنية هي الثابت على مر التاريخ بينما الانفصال هو المتغير الذي لا يمكث في الأرض، والواقع أن دول الجوار وفي مقدمتها السعودية تعاطت مع الوحدة اليمنية كمصدر للخطر على قوتها وموقعها في الإقليم فأرخت عنانها لتعبث بالوحدة كمبدأ وفكرة عبر أدواتها المتمثلة في عدد من الأنظمة التي حكمت اليمن مستغلة الوحدة السياسية لمصالح شخصية فعمدت إلى تشويه الوحدة سلوكاً وممارسة لإسقاط المعنى العظيم للوحدة اليمنية الذي تشربه وترعرع عليه أبناء الشعب اليمني في قلوبهم.

الأخوة والأخوات:

إن اليمن غنية برجالها وثرواتها وهي بوحدتها أقوى وبموقعها الجغرافي أشد قوة، ولذلك فقد كانت وستظل محل أطماع قوى الاستكبار والهيمنة بقيادة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ومن سار في فلكهم.

لكنها والحال كذلك ستظل قوية ومنيعة ومقبرة تتجدد في وجه الغزاة كما كانت على مر التاريخ وهيهات لأطماع الغزاة الجدد أن تتحقق وفي اليمن رجال الرجال أولو القوة والبأس الشديد من رجال الجيش واللجان الشعبية وكل أبناء اليمن الشرفاء الذين تحطمت على صخرة صمودهم كل المؤامرات وأجهض وعيهم الثائر محاولات التقسيم والشرذمة لليمن.

فبعد ثلاث سنوات من العدوان والحصار لليمن وبعد ثلاث سنوات من الصمود اليمني انكشفت عورة العدو وبدأ بتبجح باحتلاله للأراضي اليمنية، ولقد تابعنا مؤخرا مرتزقة العدوان تعبر عن كون ما تقوم به الإمارات في سقطرى وعدن احتلال بما تحمله الكلمة من معنى وهو الأمر الذي حذرنا منه كقيادة سياسية منذ بداية العدوان في مارس 2015م وأكدنا على أن ما تقوم به دول ما يسمى بالتحالف هو عدوان بيِّن، وهو غزو واحتلال لليمن فلا ما يسمى بالشرعية ولا الوحدة اليمنية يعنيها ولن نجازف بالقول أن هذا الاحتلال بقيادة السعودية والإمارات لن يسمح بالوحدة، لن يسمح حتى بالانفصال فضمان بقائه هو عدم استقرار اليمن واتساع رقعة الخلافات فيه شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وليس الواقع الأمني والاقتصادي وحتى السياسي في المناطق التي يسمونها محررة عنكم ببعيد.

الأخوة والأخوات الكرام جميعا:

إننا كممثل شرعي لهذا الشعب نتابع عن كثب ما يحصل في كل بقعة في الوطن وندعو كل الأحرار والغيارى في مناطق الاحتلال إلى التحرك الجاد والمسئول لمواجهة مشاريع الغزو و الاحتلال بكل الوسائل ونشيد بالوعي المتنامي في المناطق المحتلة ضد الاحتلال وسنهيئ كافة السبل لتعزيز هذا الوعي والتحرك الوطني المسئول والجاد لطرد الاحتلال الجديد الذي تجاوز ممارسات الاستعمار البريطاني البغيض .

ومما لاشك فيه أن الأرض المباركة التي أنجبت ثوار أكتوبر المجيد من أمثال البطل راجح لبوزة كفيلة اليوم بأن تنجب أمثاله وأن تنتفض في وجه انذل الغزاة والمحتلين الذين استأجروا المرتزقة من كل أصقاع الأرض لاحتلال اليمن والنيل من امنه واستقراره وتمكين الإرهاب من أراضيه.

يا أبنا الشعب اليمني الكريم

لقد شاهدنا في هذا الشهر الفضيل الاصطفاف الواضح لتحالف العدوان على اليمن إلى جانب العدوان على فلسطين ومباركة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف، الأمر الذي يؤكد أننا نخوض أشرف المعارك ضد العدوان الحقيقي على لأمة العربية والإسلامية لأن التفريط في قبلة المسلمين الأولى هو جسر للتفريط في قبلة المسلمين الثانية الكعبة المشرفة وذلك هو الخطر الحقيقي على وحدة العرب والمسلمين وعلى الدين والعقيدة.

نعم أيها الأخوة والأخوات

لقد رأس ترامب قبل عام من اليوم مؤتمر القمة الإسلامية ومنذ ذلك اليوم تابعنا ما شهدته المنطقة من حروب وقتل وتشريد وها هي ذات القمة تتباكى اليوم على قرار ترامب بنقل سفارته إلى القدس وياله من موقف مخز ومشين، ياله من موقف مخجل ومذل في الدنيا قبل الأخرة أمام الشعوب العربية والإسلامية فقد سبق تفريطهم ومشاركتهم في تصفية القضية الفلسطينية لإنجاح المشروع الصهيوني الذي لن يتوقف في فلسطين كما أسلفنا.

وفي هذا السياق فإننا نؤكد لأبناء الأمة أن معركتنا في اليمن هي معركة ضد هذا المشروع معركة دفاع عن الأرض والعرض عن الوحدة والسيادة والاستقلال في وجه المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يبطش ويتغطرس في فلسطين وفي المنطقة باستهدافها بمشاريع المناطقية والمذهبية والقبلية لتفتيتها وفي مقدمتها دول العدوان نفسها وهنا ندعو لصحوة ضمير عربية وإسلامية لإيقاف هذا التدمير من خلال مشروع نهضوي تحرري موحد يمنع استنزاف مقدرات وثروات المنطقة.

يا أبنا الشعب اليمني الكريم

إننا إذ ندرك حجم الأعباء الكبيرة التي تتحملونها جراء هذا العدوان والحصار الغاشم فإننا نؤكد عظيم صمودكم وتلاحمكم الذي فوت العديد من آمال وطموحات قوى العدوان وإزاء ذلك نوجه الحكومة بالعمل الجاد والمسئول على كل المستويات للتخفيف من هذه الأعباء سيما في مجال الخدمات وما يتعلق بالأوعية الإيرادية بما من شأنه توفير الممكن من الراتب فتعزيز اللحمة الداخلية وتماسكها هي أم المعارك في وجه هذا الاستكبار والتغطرس والعربدة الذي يمارس ضد بلادنا وشعبنا الشامخ والأبي في ظل صمت عالمي غير مستغرب لكنه مدان ومرفوض وسيظل وصمة عار في جبين كل المؤسسات الدولية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان وتحافظ على الأمن والسلام الدوليين.

الأخوة والأخوات

إننا اليوم وأكثر من أي وقت مضى مدعوون كأحزاب ومكونات سياسية يمنية لتغليب المصلحة الوطنية العليا والاصطفاف ضمن مشروع بناء الدولة الذي أطلقه الرئيس الشهيد المجاهد صالح علي الصماد فهذا المشروع هو سفينة النجاة لكل اليمنيين وهو الكفيل بتجاوز الصراعات والخلافات وهو المشروع الوطني الجامع الكفيل بتحقيق المصلحة الوطنية العليا التي دائماً ما تؤكد الأحزاب والمكونات السياسية أنها تناضل من أجلها فتعالوا جميعاً شمالا وجنوبا، أحزابا ومكونات سياسية لنبني معا يمناً قوياً يشارك فيه الجميع بشراكة ومسئولية واقتدار للعبور باليمن إلى بر السلام المشرف الذي يحفظ لليمن قوته ووحدته ومنعته وإرادته وسيادته واستقلاله في المنطقة والإقليم والعالم.

أخيرا:

أنتهز الفرصة مرة أخرى لأبارك وأهنئ جميع أبناء شعبنا وأمتنا بحلول شهر رمضان المبارك شهر الخير والرحمة والإحسان والذي يمثل فرصة ومحطة إيمانية للمسلمين للعودة الجادة إلى الله تعالى.

كل عام ووطننا وشعبنا اليمني العظيم ووحدتنا في خير وسلام وأمان.

المجد والخلود لشهداء الوطن الأبرار.. والشفاء للجرحى والانعتاق والتحرير للأسرى

النصر والعزة لليمن وشعبه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته