قاتل الإمام علي عليه السلام في ذلك العصر هو قاتله اليوم
الصمود / 4 / يونيو
بقلم / شرف الزين
إن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم بعد أن أتم المهمة و أدى الأمانة، جاءه الأمر الإلهي بأن يبلغ أمر ولاية الإمام علي عليه السلام، فإن لم يفعل وقد تكفل الله بعصمته من الناس فكأنه لم يبلغ من أمر الدين شيء.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۖ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)
[سورة المائدة 67]
و واضح من الآية أن الله سمى من يرفض ولاية الإمام، (كافرين) وأن هؤلاء القوم هم الذين كان يخشاهم الرسول صلوات الله عليه وآله سلم في أن يبلغ أمر الولاية المنزل إليه و حين جاء الوقت اللازم لذلك بعد اتمام الرسالة، تكفل الله بأن يعصمه من الناس.
وهنا يتجلى أن الله عز وجل أنزل إلى النبي صلوات الله عليه وآله وسلم، أمران إثنان،
_الأول أمر الرسالة وابلاغ الدين
_ الثاني أمر الولاية واكمال الدين
وكلا الأمرين مرتبطين بالهدى والدين، فلا هداية لمن يؤمن بأحدهما دون الآخر.
ومن الملاحظ أن كثيراً من المسلمين من بعد حديث الغدير ونزول أمر ولاية الإمام علي وبخبخة عمر بن الخطاب في غدير خم بقوله، بخ بخ يا ابن أبي طالب لقد اصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
من الملاحظ أنه منذ ذلك الوقت إلى وقتنا الحاضر أن كثيراً من الناس، إذا قيل لهم وأنتم مسلمون وتقولون بأنكم مؤمنين برسالة محمد صلوات الله عليه وآله وسلم ومؤمنين بما أنزل إليه، فآمنوا بما أنزل الله إليه بعد ذلك وهو أمر الولاية .
فيقولون إنما نؤمن بما أنزل إلينا وهم يقصدون بهذا، أنهم يؤمنون فقط بما أنزل على الرسول صلوات الله عليه وآله وسلم وعرفوه هم بأنفسهم وهو، (أمر الرسالة وابلاغ الدين) و يؤمنون به كما عرفوه من بعض الصحابة وكما وصل إليهم باسم السنة منقولا.
وهم بهذا يرفضون ما أنزل وراء ذلك أي يكفرون به وهو،(أمر الولاية واكمال الدين).
هذا الأمر المصدق بولاية الإمام علي لما أنزل على رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم والمبين له والقدوة الحقة إلى اتباعه و إلى العمل بما جاء به وهو القرآن الكريم.
وهنا، من قتل الإمام علي وهو محسوب على الإسلام وباسم من يمثل خلافة في الإسلام ، إنه هو من رفض ولاية الإمام على وكفر بها في ذلك العصر مع ادعاء إيمانه بما أنزل على الرسول من قبل ذلك.
وهم نفسهم في هذا العصر من يرفضون ولاية الإمام علي و يدَّعون أنهم دولا وجماعات تمثل الإسلام، وهم يرتمون في أحضان اليهود والنصارى يحملون لمتوليي الإمام علي العداء ويفخخون في الأسواق والمساجد وبأدوات هي محسوبة على الإسلام .
(أوليسوا هم قتلتة الإمام علي؟ )
_ الجواب، (بلى).
_ قل فلم قتلتم الأمام علي من قبل إن كنتم مؤمنين!
حقاً ما أشبه الأمس باليوم، فقاتل الإمام علي في ذلك العصر هو قاتل الإمام علي اليوم