الجبهات اليمنية تستعر: هل ينجح “مارتن” في إنعاش المفاوضات؟ (تقرير)
الصمود| الوقت:
بالتزامن مع تطور الأحداث في الميدان اليمني، واستعار المواجهات العسكرية في جبهة الساحل الغربي، تبدأ الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن جولة جديدة من المحادثات للخروج بحلّ سياسي يوقف العدوان والحصار، ويجنّب البلد المزيد من الدمار والقتل والخراب، حيث وصل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، الخميس، إلى السعودية في مستهل جولة جديدة يلتقي خلالها مع الأطراف اليمنية.
لقاء هادي وأنصار الله
التقى المبعوث الأممي إلى اليمن الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، وبحث معه إمكانية العودة لمفاوضات تمهد لحل سياسي، بالتوافق مع بقية الأطراف، وبحسب مصدر دبلوماسي في صنعاء، فإنه من المقرر أن يزور المبعوث الأممي العاصمة اليمنية صنعاء، الأسبوع المقبل، للقاء قيادات جماعة أنصار الله، ليعقد بعدها مؤتمراً شعبياً عاماً، يعرض فيه بعضاً من ملامح خطة العمل لاستئناف المفاوضات، قبيل تقديمها إلى مجلس الأمن في النصف الأول من يونيو المقبل، وتأتي زيارة المبعوث الأممي، عقب تأجيلها بسبب التوتر الذي خلّفه استشهاد رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد بقصف جوي للتحالف في الـ 19 أبريل الماضي بمحافظة الحديدة.
جبهات مستعرة
تشهد جبهة الساحل الغربي وغيرها من الجبهات اليمنية معارك ضارية خلال شهر رمضان المبارك، ويبدو أن الإمارات قد رمت بكل ثقلها في هذه المعركة، بأدوات جديدة من خلال “طارق صالح” نجل أخ الرئيس السابق، ومجموعة كبيرة من أبناء المحافظات الجنوبية، إلّا أنّ الأيام الأولى شهدت انتكاسة حقيقية لقوى العدوان بعد أن وقعت في كماشة للجيش اليمني ولجانه الشعبية من كل الاتجاهات، كونها اعتمدت على الاختراقات المفاجئة للزحف في مساحات تقع تحت سيطرة الجيش اليمني واللجان الشعبية، دون أن تضع في حسبانها كيفية الرجوع للخط الخلفي بعد عملية الاختراق، التي تهدف من خلالها لالتقاط مشاهد وصور، في محاولة لبث حرب نفسية بحملة إعلامية واسعة، وخلق حالة إرباك في صفوف المجاهدين اليمنيين.
الإمارات لم تعد آمنة
قال الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد الركن شرف غالب لقمان” إن أبو ظبي لم تعد آمنة بعد اليوم وإنها في مرمى الصواريخ اليمنية”، ودعا العميد لقمان في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية “سبأ” الجمعة، المستثمرين في دبي وأبو ظبي، إلى أخذ هذه التصريحات على محمل الجد، مؤكداً أن تصعيد الإمارات في الساحل الغربي، سيقابل بتصعيد أقوى وغير متوقع من قبل الجيش واللجان الشعبية، وحول معركة الساحل الغربي أوضح العميد لقمان، أن الجيش واللجان الشعبية تمكّنا من استعادة معظم المواقع التي سقطت قبل أيام بيد الغزاة، نافياً ما تتداوله وسائل الإعلام التابعة لتحالف العدوان من انتصارات، لافتاً إلى أن كل ما ينشر في وسائل إعلام العدوان عبارة عن انتصارات وهمية، وأكد لقمان أن الجيش واللجان الشعبية استعادوا المواقع كافة، ويجري حالياً تحرير مناطق حيس والخوخة، مشيراً إلى أن المناطق والجزر التي تتمركز فيها قوى العدوان لن تكون آمنة، وستكون مقبرة لهم.
ضربات ساحقة ومدمرة
توعّد وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، قوى العدوان وأذنابها بضربات ساحقة ومدمرة، ليس فقط في الساحل الغربي؛ بل في كل مكان توجد فيه، مؤكداً أن معركة الساحل الغربي تعدّ معركة الشعب اليمني كله وفي طليعته أبطال الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل الشرفاء الذين يشكلون اليوم الصخرة المنيعة والدرع الحصين ضد قوى الغزو والاحتلال وركائزهم العميلة، وأوضح وزير الدفاع أن أبطال القوات المسلحة واللجان الشعبية والقوى المجتمعية المساندة لهم، يقفون بالمرصاد، ضد قوى الشر والعدوان، دفاعاً عن محافظة الحديدة والساحل التهامي ومينائه الحيوي الذي يشكّل شريان الحياة للشعب اليمني، ونوه بالجهوزية والمعنويات العالية لمنتسبي محور الحديدة من مختلف صنوف القوات المسلحة، البرية والبحرية والجوية، والقوات الخاصة واللجان الشعبية، ورجال المهام الصعبة، وجميع منتسبي المحور الذين يمثلون إرادة الشعب اليمني في الحرية والكرامة، تلك الإرادة التي لا تنكسر، وأكد وزير الدفاع، أن ما يروج له العدوان عبر وسائل إعلامه التضليلي وأبواق مرتزقته من انتصارات وإنجازات ما هي إلا أوهام وأضغاث أحلام وشائعات وأكاذيب اعتادت عليها الآلة الإعلامية لقوى الشر والغطرسة منذ بدء عدوانهم على اليمن في مارس 2015م وحتى اليوم، مؤكداً أن أبطال الجيش واللجان الشعبية ينتهجون في معركة الساحل الغربي تكتيكات قتالية فريدة شكّلت رعباً لقوى الغزو ومرتزقتها، ونكّلت بمجاميعهم وتشكيلاتهم القتالية وآلاتهم الحربية في ساحات المواجهة، متوعداً بمفاجآت لا تخطر على بال قوى العدوان.
بين الطاولة والنار
وسواء استمرت التطورات القتالية والعسكرية في الجبهات الميدانية اليمنية، أم لم تستمر، إلا أنها وحدها، ومن خلال تجارب سابقة مشابهة، هي من ستحدد وجهة المفاوضات في حال نجح المبعوث الأممي الجديد في إقناع الأطراف بالعودة إليها، وبين تحركات “مارتن”، وتحركات الحشود في الساحل الغربي، تبقى الكلمة الفيصل لتلك اليد القابضة على الزناد.