صمود وانتصار

حرب عالمية مصغرة ضد اليمن بقيادة أمريكا والسعودية منذ 9 أشهر

قبل أكثر من 9 أشهر شنّت السعودية وبإيعاز من الإدارة الأمريكية وبالتحالف مع أطراف اقليمية ودولية عدواناً شرساً على الشعب اليمني المظلوم بدعوى إعادة الشرعية الى هذا البلد.
ووصف الكثير من المراقبين هذا العدوان الذي لم يحقق أهدافه المعلنة والخفية بأنه أشبه بحرب عالمية مصغرة ضد بلد مستضعف لا يملك شعبه سوى الصبر والصمود لمواجهة هذا العدوان.
وتشارك قوات من الإمارات والبحرين والسودان وكولومبيا ودول أخرى ومرتزقة “بلاك ووتر ” الى جانب السعودية في هذا العدوان وبدعم من الإدارة الأمريكية والكيان الإسرائيلي وحلفائهما الغربيين لاسيّما بريطانيا.
وتؤكد تقارير المنظمات الدولية الرسمية وغير الرسمية ومن بينها منظمات حقوق الانسان ان التحالف السعودي الغربي الذي يواصل عدوانه على اليمن استخدم ولازال يستخدم أسلحة محرمة دولياً ضد الشعب اليمني وقواته المسلحة ومن بينها القنابل العنقودية.
وكشفت هذه التقارير عن توفر أدلة كثيرة مدعومة بالصور والافلام الموثقة تثبت استخدام هذه الأسلحة ومن بينها قنابل عنقودية من طراز (سي بي یو-58) الأمريكية الصنع. وأشارت هذه التقارير الى أن أمريكا تأتي في طليعة الدول التي تزود السعودية بمختلف أنواع الأسلحة لضرب الشعب اليمني وتدمير بناه التحتية والخدمية بما فيها المستشفيات والمدارس ومحطات الطاقة الكهربائية ومخازن المياه ومستودعات الاغذية والادوية.
وأكدت هذه المصادر ان جميع مناطق ومدن اليمن خصوصاً العاصمة صنعاء تعرضت لقصف جوي وصاروخي عنيف من قبل التحالف السعودي الأمريكي طيلة الشهور الماضية، ما أدى الى مقتل وإصابة الآلاف من اليمنيين العزل بينهم عدد كبير من النساء والاطفال وتدمير آلاف المنازل السكنية والمؤسسات الحكومية والخدمية.
وذكرت قناة “سكاي نيوز” الخبرية في تقرير خاص لها ان خبراء عسكريين من دول كثيرة بينها بريطانيا يقدمون استشارات عسكرية وميدانية لمساعدة القوات السعودية في حربها ضد اليمن.
وما يثير الاستغراب ان الجرائم الكثيرة والمتواصلة التي يرتكبها التحالف السعودي الأمريكي في اليمن ما زالت تقابل بصمت مطبق من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وما صدر حتى الآن عن هاتين المنظمتين بهذا الخصوص لا يتعدى الدعوة لوقف الحرب دون إدانة صريحة للسعودية والدول المتحالفة معها في هذا العدوان أو إجراء حوارات سياسية لا تغني ولا تسمن من جوع من أجل ذر الرماد في العيون.
ورغم هذا التعتيم المقصود على الجرائم السعودية في اليمن أكدت تقارير لعدد غير قليل من المنظمات الانسانية المستقلة ان الرياض والأطراف الحليفة لها انتهكت القوانين الدولية الخاصة بالحروب أكثر من 30 مرة، وهي تملك أدلة موثقة بالصور والافلام عن هذه الانتهاكات التي تمثل جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.
ورغم كل هذه الجرائم والانتهاكات لازال الشعب اليمني وقواته المسلحة وبقيادة الثوار من حركة انصار الله يسطرون الملاحم ويقدمون الدروس البليغة في الصبر والمقاومة والصمود ويكبدون السعودية خسائر فادحة كي لا يسمحوا لها بتحقيق أهدافها ومآربها، وقد ضحوا بالغالي والنفيس وقدموا تضحيات كبيرة جداً من أجل درء العدوان.
وتجدر الاشارة هنا الى أن أنصار الرئيس اليمني الهارب عبد ربه منصور هادي ومعهم الكثير من الجماعات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة ومن بينها ” داعش” و “القاعدة” المدعومة من قبل السعودية والدول الحليفة لها قد إرتكبت جرائم بشعة بحق الشعب اليمني خصوصاً في المناطق والمدن الجنوبية من البلد بهدف تمكين الرياض وحلفائها من مد نفوذهم والسيطرة على هذه المناطق.
وبعد أن أيقنت السعودية بعدم قدرتها على تحقيق مآربها في اليمن رغم الدعم العسكري الكبير الذي تقدمه لها دول كثيرة في مقدمتها أمريكا فكّرت بالتمويه على هذه الهزيمة وتصدير أزماتها الى الخارج من خلال تصعيد الموقف السياسي مع إيران على خلفية اقتحام سفارتها في طهران من قبل مواطنين غاضين على جريمة إعدام الشيخ نمر باقر النمر وعشرات المعارضين للنظام السعودي. وهذا التصعيد مؤشر واضح على مدى الانكسار الذي تعاني منه سلطات الرياض خصوصاً بعد فشل مخططاتها في دعم الجماعات الإرهابية في العراق وسوريا.
ويعتقد المراقبون إن محاولات النظام السعودي لحرف الأذهان عن جرائمه وهزائمه في اليمن والدول الاخرى في المنطقة لن تحول دون إفتضاح أمره وزوال ملكه بعد أن بان ضعفه وانكشف تواطؤه مع أعداء المنطقة لاسيّما أمريكا والكيان الإسرائيلي.
#الوقت