نتوق للقياك
#زينب_الشهاري
هل نستطيع أن نبقي أعيننا مفتوحة تتأمل وهج الشمس،،، و هل نستطيع سفرا للقمر و إبحارا مع النجوم… و حصرا لفيض بحر غزير متدفق…
يذبحنا الشوق إليهم،،، و يهفو الفؤاد للحظات جمعتنا بهم،، و تبقى مواقفهم و أمجادهم حية في النفوس، ماثلة في الأذهان و حاضرة في القلوب تشهد على روعتهم و تشيد بعظمتهم و تفتخر بالإنتماء لهم…
هل لي بمناجاتك يا حبيب الله،، هل لي أن أعرف حالك و أي هناء تعيش فيه و أي حياة تتنعم فيها و بأي مقام نزلت،،، هنيئا لك يا ضيفا حل عند كريم وهاب عظيم فأكرم مثواه و رفع مقامه و أعلى شأنه هنيئا لك مرافقة الأنبياء و صحبة الأولياء و مجاورة الصالحين ،،
يا شهيد الحق وهبتنا حياة العزة و غادرتنا حيث البقاء دون فناء،،، حيث الخلود دون انتهاء حيث الراحة بلا تعب و بلا عناء،،، أي روح إيمان ملكت و أي عشق لساحات الحتوف استوطن روحك و أي ثورة جهاد ملأت كيانك،،،
كان هدفك الأسمى و غايتك العظمى دينا يعلو و وطن أمجاد يرقى و راية حق تسمو و عدو يذل و يخزى فنلت مرادك،،،
رحلت نعم، لكن عطر وجودك باق مع أنفاسنا و يسكن أعماق أرواحنا،،، علمت أن للحياة الحقيقية سبيل أوحد و للفوز درب أمجد لا يخوضه سوى الشجعان الأتقياء مثلك،، فخضت النزال و صارعت الأهوال و كسرت الجحافل و هزمت الأعداء و أرديتهم صرعى تحت حر ضرباتك و شدة بأسك،،
زهدت في كل المغريات و ترفعت عن كل الدنايا و كانت نفسك عزيزة عليك فلم ترض لها إلا بحياة الخالدين و تاقت نفسك إلى الكمال فحظيت به و رحلت حيث شئت فأسبغ عليك المولى وافر النعم و جزيل العطاء و عظيم الأجر،،
نتوق للقياك و لنا في وصلك يا شهيد الحق غاية و لنا في مجاورتك مطلب فخذنا نحو جنانك فنكون من أهلك و نكون من جيرانك… فيا الله حقق منانا و اجمعنا بأعزائنا بعد حياة جهاد و حق ترضاها لنا يا كريييم فإنا نعاهد الشهداء بأنا على الطريق التي بذلوا فيها النفس و سكبوا فيها غالي الدماء سائرين…
و لن نحيد… و لن نميل…