هجوم وسط السعودية ، اسباب ودلالات
الصمود
يبدو ان المشهد الامني في السعودية يتجه نحو مزيد من التدهور، في ظل تصاعد مشاهد ظهور المسلحين بغض النظر عن انتماءتهم، في الساحة السعودية ومهاجمتهم لقوات الامن التابعة للنظام، ما يدل على مدى حالة التذمر التي يعيشها المواطن السعودي، التي يكتوي بنار سياسات النظام وقمعه وبطشه بحق كل من يخالفه الرأي ويعارض سياساته.
وفي اخر التطورات الامنية في السعودية أعلنت وزارة الداخلية السعودية مقتل رجل أمن ومقيم إثر تعرض نقطة أمنية لإطلاق نار من ثلاثة مسلحين في مدينة بريدة شمالي العاصمة الرياض.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية “واس”، عن المتحدث الأمني باسم الداخلية منصور التركي، أنه “عند الساعة الثالثة وخمس وأربعين دقيقة من عصر، “امس الأحد”، تعرضت نقطة الضبط الأمني المتمركزة في طريق بريدة الطرفية بمنطقة القصيم إلى إطلاق نار من ثلاثة إرهابيين، واقتضى الموقف التعامل معهم بالمثل، مما نتج عنه مقتل اثنين من الإرهابيين وإصابة الثالث، فيما قتل الرقيب أول سليمان اللطيف، ومقيم من الجنسية البنغلاديشية“.
وذكر المتحدث الأمني، أن الجهات الأمنية باشرت إجراءات الضبط الجنائي للواقعة، وأكد التركي أن ما وصفها بالجريمة هي محل المتابعة الأمنية، وسيتم الإعلان عما يستجد في ذلك.
ونقلت وكالة “واس” الرسمية عن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية قوله إن الارهابيين كانوا يستقلون سيارة هونداي النترا 2018.
ولم تعقب بعد السلطات السعودية على هذا الحادث، الذي عادة ما تصفه بانه حادث ارهابي.
وبرى المراقبون ان تكرار الاحداث الامنية واستهداف قوات الامن التابعة للنظام السعودي ينم عن سقوط الخطوط الحمر لدى المواطن والثابوهات التي كان لم يكن يتجرأ احد من الاقتراب منها، حيث بدأت تزداد الجرأة على خرق كل تلك الحواجز من خلال القيام بعمليات مسلحة ردا على سياسات النظام الموغلة في القمع والبطش والظلم والاجحاف بحق المواطنين.
واذا ما اضفنا الى ذلك الفساد الكبير الذي يعيشه الامراء المترفون في البلاط، والفقر المدقع والضيق الاقتصادي والازمة التي يعاني منها المواطنون العاديون في السعودية فان ذلك يوجد الارضية الخصبة لظهور ونمر مثل هذه الحركات والتوجهات لدى المواطنين.
ولا ننسى هنا ان هناك الالاف من السجناء السياسيين يقبعون في زنزانات النظام السعودي دون ان يأتي احد على ذكر لهم في اي مكان او زمان الا ما ندر، حيث اشارت المنظمات الحقوقية العالمية الى ان الالاف من السجناء السياسيين وسجناء الرأي يقبعون في سجون النظام السعودي دون محاكمة او حتى توجيه تهمة لهم.
ويحاول ولي العهد السعودي ان يعطي نظام الحكم في المملكة وجها اكثر حداثوية من خلال سن قوانين مثل حق المرأة في قيادة السيارات وافساح المجال للاجواء الفنية في البلاد، لكن ذلك لن يكون له تأثير على مستوى معيشة المواطن السعودي، وتذمره من انه يعيش في بلد يعتبر اكبر مصدر للنفط في العالم، فيما يعاني هو من مشاكل اقتصادية جمة.
ويحذر المتابعون من ان على السعودية ان تكون حذرة ويقظة بازاء مخطط التقسيم الاميركي الصهيوني الذي يستهدفها بالدرجة الاولى، لتقسيمها الى عدة دويلات، والسيطرة من خلال ذلك على ثرواتها، خاصة النفط الذي تعتبر هي من اكبر الدول التي تمد الاسواق العالمية بامداداته، حيث تملك اكبر احتياطي منه على مستوى العالم.
وتعتبر السعودية من اكبر ممولي المجموعات المسلحة الارهابية في المنطقة، وكانت قد ساهمت في ايجاد ودعم طالبان افغانستان ومن ثم القاعدة وداعش في العراق وسوريا.
ولم يكن حادث القصيم الاول من نوعه في السعودية ولن يكون الاخير في بلد تعتبر ساحته حبلى بالمزيد من الاحداث التي تمثل تهديدا وتحديا حقيقيا للسعودية وامنها.