هكذا أصبحت الحرب كابوسا على الجيش السعودي .. فما هي خسائره وما إمكانياته للمعارك المستقبلية؟؟
الصمود | متابعات
الجيش السعودي يعاني من الاستنزاف بعد أن عجز لمدة تتجاوز الـ 3 سنوات من إحراز انتصار يُذكر في حربه على اليمن، وعلى ما يبدو وصل الجميع إلى نتيجة مفادها أن “شنّ الحرب على اليمن كان خطأ تاريخياً” نتائجه بدأت تنهش عمق السعودية على جميع الأصعدة “السياسية، الاقتصادية والاجتماعية” وبات من الواضح جداً أن ولي العهد محمد بن سلمان عاجز عن إنهاء هذه الحرب لمصلحته وبنفس الوقت لا يسمح له غروره ونرجسيته بالخروج من اليمن معلناً إفلاسه، وبين هذا وذاك تبقى الحرب معلقة إلى أجل غير مسمى تحدده الأيام والظروف وقدرة ابن سلمان على قبول “الفشل”.
كابوس الحرب
وقال مراقبون سياسيون أن الأزمة انتقلت إلى صفوف أفراد الجيش، هذا الجيش الذي استنزف على الحدود مع اليمن وفي الداخل وأصبحت الحرب بالنسبة له كابوساً غير واضح، ولم تستطع السعودية بكل ما تملك من إمكانيات عسكرية مقارنة بالإمكانيات التي يمتلكها اليمنيون من إبعاد الخطر عن جنودها وإنقاذهم من صواريخ أنصار الله أو إنقاذ أرض السعودية نفسها، التي أمطرها “أنصار الله بصواريخ على مدار السنوات الماضية والتي وصلت إلى العمق السعودي، وأصبح واضحاً أن هناك عجزاً عن إنهاء المعركة على جميع المستويات.
وأضاف المراقبون أن الجنود لم يعد لديهم الحماس لهذه الحرب، وهناك حالة تململ واضحة بين صفوف الجنود وصل صداها إلى أروقة القصور الملكية، خاصة أن التقارير الأخيرة أفادت بأن 1000 جندي سعودي قتلوا خلال السنوات الماضية بنيران اليمنيين، وما زال العدد مرجّحاً للزيادة، وهذا لا يعدّ خبراً سارّاً بالنسبة للشعب السعودي، الذي أدخله ولي العهد بفوضى القرارات غير المحسوبة والمفتوحة على جميع الاحتمالات، ومن سوء حظ ابن سلمان لم ينجح أي خيار ذهب باتجاهه.
أرقام وخسائر
ففي آخر تقرير لقناة الجزيرة القطرية مساء أمس، كشفت فيه عن أرقام مهولة للخسائر البشرية لأعداد القتلى في صفوف الجيش السعودي الذين لقوا مصارعهم برصاص الجيش اليمني في معارك الحدّ الجنوبي منذ بدء العدوان على اليمن، وقالت “الجزيرة” القطرية وفق وسائل الإعلام الحكومية السعودية أن أعداد قتلى الجيش السعودي ارتفعت إلى أكثر من 1000 قتيل منذ عدوانها على اليمن في العام 2015م، وحتى اليوم.
تفنيد يمني
فيما قال مصدر عسكري يمني أن هذه الأرقام ليست إلا جزءاً يسيراً من حقيقة قتلى الجيش السعودي مؤكداً أن النظام السعودي يتكتم إعلامياً عن الكشف عن أعداد قتلاه، وأشار المصدر إلى أن الكثير من الجيش السعودي يلقون حتفهم بشكل يومي برصاص وحدة القناصة اليمنية التي تواصل عملها في جميع قطاع جيزان ونجران وعسير.
ولهذه الأسباب وغيرها قرّرت السعودية إعفاء جنودها المشاركين في الحرب في اليمن، ضمن قوات التحالف الذي تقوده، من العقوبات العسكرية والسلوكية الصادرة بحقهم بموجب أمر ملكي، ونص القرار الذي نشرته قناة “الإخبارية” الحكومية على حسابها على تويتر، على العفو عن كل العسكريين المشاركين في عملية “إعادة الأمل” من العقوبات العسكرية والسلوكية وفقاً لعدد من القواعد والضوابط”.
كعب أخيل
العدوان بات “كعب أخيل” ابن سلمان في الداخل والخارج، ولم ترحم الصحف العالمية والغربية ابن سلمان تحديداً من الاتهام بضلوعه بحرب قذرة في اليمن، وعجزه عن إنهائها، مقابل تجويعه الملايين، حيث تسببت الحرب في تفشي الأوبئة والفقر وانتشار المجاعة، وبات أكثر من 20 مليون شخص (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وفق تقديرات أممية.
ومع كل الدمار الذي سببته الماكينات العسكرية السعودية في اليمن، لا يزال اليمن صامداً بأبنائه وغيرتهم على بلدهم أمام عجز العدوان عن تحقيق أي نصر على مدى أكثر من ثلاث سنوات، لا نعتقد أنه قادر في أي وقت من الأوقات من تحقيق أي نصر مستقبلي، فالمعركة بُنيت لأجل لا شيء وستكون نتائجها تشبه أهدافها الفارغة من أي محتوى يعود بالنفع على السعودية، ولكن يجب ألّا ننكر بأنا بن سلمان أنقذ اقتصاد الغرب بهذه الحرب، فعلى إثر هذه الحرب وقعت الدول الغربية عقوداً بمليارات الدولارات مع السعودية لبيعها الأسلحة، دون أن تكترث هذه الدول التي تدّعي الإنسانية لمعاناة شعب اليمن والكوارث التي تحلّ به، والتي انتقل أثرها على الداخل السعودي، الذي يعاني اقتصاده الكثير بسبب هذه الحرب، فقد وصلت مؤشرات بطالة نهاية العام الماضي ما نسبته 12.8%، في مجتمع 70% منه ينتمون إلى فئة الشباب.
عجز مالي
من ناحية أخرى شهدت موازنة العام الحالي 2018 عجزاً وصل إلى 52 مليار دولار، وهو العام الخامس على التوالي الذي تشهد فيه السعودية عجزاً في موازنتها العامة، من جراء التراجع المستمر في أسعار النفط العالمية، ولم يستطع ابن سلمان أن يتقدّم خطوة واحدة في رؤيته الخاصة لاقتصاد السعودية والتي أطلقها في العام 2016 لتخفيف الاعتماد على النفط والبحث عن وسائل بديلة للإنتاج ودعم الاقتصاد والتي أسماها “رؤية 2030” والتي قد تصبح “2090” إذا استمرت ظروف السعودية على هذا المنوال، ويجب أن يحذر ابن سلمان من تفجّر الأوضاع في السعودية، فالشعب أُرهق من كثرة القرارات التعسفية بحق الناشطين والدعاة والإصلاحات الوهمية.