صمود وانتصار

مليشيا عفاش “المهمة الأخيرة”

الصمود|أقلام حرة 

كان السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يتطرق إلى القضية الجنوبية بين الحين والحين في خطاباته ويتحدث إلى الجنوبيين بلهجة صادقة وبإخلاص حقيقي ولمس الجنوبيون في كلماته فهم عميق لجوهر قضيتهم….

كان متعاطفا تارة وناصحا تارة أخرى ، وكان يسلط الضوء على بعض أوجه الحلول المعقولة كما كان متفهما لأسباب نقمة وغضب الجنوبيين ، وكنا نقرأ في عينيه أثناء خطاباته(أن لا تيئسوا ولا تستسلموا ، ها نحن بعد ستة حروب طاحنة وظالمة نهضنا أقوى مما كنا ولم نيأس ولم نستسلم) وأستطاع أن يمد جسور الثقة والود والإحترام في وقت وجيز ، ولأنه رجل الأقوال والأفعال ، قرن القول بالفعل وتوالت المعجزات التي أسقطت كل الحواجز وبددت كل الهواجس ووقف لها الجنوبيون مدهوشين مذهولين من دماج مرورا بعمران وهروب الأحمر الصغير إلى الفتح المبين بصنعاء وهروب الأحمر الكبير….

وغيرت ثورة 21 سبتمبر المباركة مواقف معظم الجنوبيين من النقيض إلى النقيض.

ثم تتابعت الأحداث بسرعة رهيبة وتوجه الأنصار(جيش ولجان شعبية) إلى الجنوب بعد الظهور المفاجيء والعلني والمريب لداعش وعمليات الذبح الجماعي الموثقه بمقاطع فيديو يشيب لهولها الولدان…

كانت الفوضى عارمة والأسواق والمحلات التجارية مغلقة والمشتقات النفطية معدومة والإرهاب يعربد والناس في قلق وخوف وجوع ، وفي زمن قياسي قام أنصارالله (جيش ولجان شعبية) بتأمين أغلب المناطق والمؤسسات الحكومية وكانت كاميرا المسيرة ترصد ، كما فتحوا مخازن المؤسسة الإقتصادية ووزعوا المواد الغذائية للأهالي مجانا ورصدت كاميرا المسيرة آراء السكان في المناطق التي أمنوها وكانت إيجابية وكان الناس ممتنين وشاكرين ومتأثرين بتواضع الأنصار(جيش ولجان شعبية) وبأخلاقهم العالية كما شاهدنا في نشرات الأخبار آنذاك(48ساعة التي سبقت العدوان) فما الذي عدا عما بدا..؟؟

ما الذي حدث ليتحول إمتنان الأهالي إلى نقمة متصاعدة على الجيش واللجان الشعبية بلغت ذروتها في الشهر الثالث من العدوان الذي تم فيه الإنسحاب من عدن خصوصا ومن باقي المحافظات التي أنتشروا فيها…..؟؟

هل تدعوش الجنوبيون فجأة…؟؟!!

كانت طائرات العدوان تقذف صناديق المال والسلاح للمقاومة فهل هو الطمع…؟؟!!

كانت طائرات العدوان تشن مئات الغارات في الأسابيع الأخيرة فهل هو الخوف….؟؟!

نعم للطمع وللخوف تأثيرهما القاتل على ضعاف النفوس لكن…

إليكم الحقيقة المرة التي يتعامى عنها كل شمالي يصوب سهام التخوين لأبناء الجنوب :

*لغرف المخابرات آذان وعيون ترصد كل شاردة وواردة وماسردته من حقائق في هذا المقال وسابقيه عن وحدة يمنية تم الدفع إليها والتعجيل بها لتجذير ثقافة الفرقة والكراهية والبغضاء وقطع الطريق على أي محاولة مستقبلية لتوحيد القلوب وإقامة دولة موحدة أساسها العدل والمساواة وعن تفاعل أبناء الجنوب مع خطابات السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله ، وعن عجائب ما أظهره الله على يديه وإقتلاعه لشجرة الفساد الشيطانية ودعوته للتحرر من التبعية والوصاية التي دمرت البلد وكيف تم تطهير صنعاء وتأمينها والحفاظ على كل مؤسساتها من النهب والتدمير ، وعن الأثر الطيب والإنطباع الإيجابي الذي ترسخ عند الجنوبيين بعد يومان فقط من دخول أنصارالله الجنوب ، كل هذا ارعبهم واثار حفيظتهم فخشيوا من تكرار تجربة صنعاء وذهاب كل مخططاتهم أدراج الرياح فأوكلت لعفاش ومليشياته مهمة أخيرة….

تشويه صورة أنصارالله وشيطنتهم جنوبا وشمالا ، وماعاشته صنعاء من جحيم مليشيات عفاش في أيام ديسمبر الثلاثة عاشته عدن لثلاثة أشهر ولكن بسيناريو أكثر سوادا وإجراما..

قامت مليشيات عفاش بتنفيذه متسللة تحت غطاء الجيش واللجان الشعبية ومستخدمة أدبيات أنصارالله(ملازم ، ملصقات الشعار ، وصور القائد والشهيد على الطقوم ، والصرخة )…

هذا ليس تحليل شخصي وإنما الشواهد تبرهن وتثبت صحة كلامي.

-تم قنص المئات في عدن(أطفال ونساء وكبار سن)

_بعض الأطقم كانت تسير في الشوارع وتمطر نوافذ وابواب المنازل والفنادق بالإثنعشر سبعه مخلفة جرحى وقتلى(شاهد عيان ثقة من المجاهدين أخبرني أنه رأى هذا بأم عينيه)

_أستهدفت الأحياء السكنية الآهله بالسكان بالمدفعية وبالآر بي جي مخلفة قتلى وجرحى ودمار في مئات المنازل.

_العشرات ممن قدموا أنفسهم على أنهم مشرفين لأنصار الله أساءوا للأهالي وأهانوهم وهتكوا حرمات البيوت وقاموا بالسرقة وبفرض أتاوات على المحلات في بعض المناطق وتلفظوا بما يخدش الحياء وبما يطعن في رموز دينيه وفي معتقدات فئات من الأهالي مما إستفز الناس وأسخطهم.

وكان الناشطون ينشرون صور ضحايا القنص والقصف وصور للدمار ويرفعون مقاطع فيديو يوميا وكلها مرفقة بإتهام لأنصار الله المجوس الروافض وتتوعدهم بالقصاص وبالطرد من الجنوب.

_كنت أتابع الأحداث بقلق وبإهتمام بالغ وأتواصل مع بعض الناشطين وبعض الأهالي فيصبون لعناتهم علي وعلى أنصار الله.

_أحد الذين تم قنصهم بطلقة في الرأس قريب لي يسكن في عدن فاتصلت بولده وسألته عن مصدر الطلقة فأجاب من ميدان الحبيشي وتحققت من الأمر فاتضح أن الميدان يتمركز فيه قناصين تابعين لمليشيا الدنبوع.

-بالنسبة لإنتحال شخصية مشرف لأنصار الله فما خبر وهاج المقطري ببعيد.

-نفس الشيء التهباش بإسم أنصارالله والقيام بتصرفات تهدف لتشويههم تكرر في صنعاء.

_قصف الأحياء السكنية بالمدفعية والبوازيك لو كان من شيم أنصارالله ، لما توانوا عن قصفها في الرياض وأبوظبي بالبالستي.

_كل الشواهد تؤكد أن عفاش ديسمبر2017م ماهو إلا تكرار لعفاش إبريل ، مايو ، يونيو 2015م.

و((ياليت قومي يعلمون))

 

بقلم | مصطفى المحضار