صمود وانتصار

{رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى}

الصمود

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} (البقرة: من الآية260) هذه العملية دون بالنسبة لقصة الذي مر على قرية، هو مؤمن بالقضية فقط يريد هو أن يرتقي إيمانه إلى حالة يقينية مشاهدة {لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} كما قال، يعني: المسألة عنده تختلف عن مسألة الشخص الأول {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا}. هنا قال: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} (البقرة: من الآية260) الإستقرار الإيماني، وهذه قضية مهمة، أعني: قضية أن الإنسان يكون حريصاً على زيادة وعيه وإيمانه، وحشر كلما يستطيع أن يجد من شواهد للقضية الإيمانية، ليصل إلى مستوى عالي مسألة هامة جداً.

لاحظ كيف ارتقى نبي الله إبراهيم بروحيته هو، روحيته، كيف كانت مواقفه قوية، من روحيته، هو حريص على أن يرتقي إلى الدرجات العالية في الإيمان.

هنا ليس لديه شك في المسألة كقضية إيمانية أنه يعلم بأن الله هو يحي الموتى، لكن يرغب هو أن يحصل أيضاً على شيء راقي جداً في موضوع الإيمان، ليطمئن قلبه؛ لأنه أحياناً في بعض الأشياء القضية الإيمانية المجردة هكذا، ما هناك معها شواهد معينة، تكون معرضة للتساؤلات، معرضة للكثير من الدقدقة للشك عليها، كثير من القضايا، قضايا تكون بعضها من هذا النوع.

{قَالَ بَلَى} أنا مؤمن {ولكن لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً} (البقرة: من الآية260).

هذه القضية تختلف عن قضية الأول، الأول جعل منه هو مثل في {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا} هناك حالة معينة يريد نوراً كثيراً يمسحها تماماً، لكن هنا: {لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} وتجد فيها مثلاً على أنه ـ تقريباً ـ ولو نسميه ظلاماً خفيفاً، خفيفاً جداً أن الله يزيحه.

هناك ظلام يكون ظلاماً دامساً أحياناً، وظلاماً خفيفاً مثل ظلام وقت المغرب أليس هو ظلام خفيف؟ ليكون قلبه كله مشرق، قلبه كله نور، لم يعد فيه أي شيء ولهذا قال: {لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}.

ليست مسألة يقول واحد قد عنده شك أو شكوك، أو أن عنده كفر، أو أشياء من هذه. لا، إن القضية الأساسية أن تعرف أن كل مخلوق ملائكة، أنبياء، إنس، جن، كلهم بحاجة إلى هدى الله، وأن الله هو الذي يهدي، أنه هو الذي يهدي، وليست المسألة وكأن الإنسان [تماتيك] يخرج، يكون هناك أشياء ثابتة لديه هنا يقول: {بَلَى} أولم تؤمن بأني أحيي الموتى {قَالَ بَلَى} أنا مؤمن، فقط لديه رغبة أن يزداد هدى، ويزداد نوراً، ولا يكون هناك أي مجال نهائياً لأي خواطر سيئة.

{قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً} (البقرة: من الآية260). لاحظ طريقة القرآن الكريم في ماذا؟ في تقديم الحادثة ما أجملها هنا عندما يقول: {ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً} أليس هذا واضحاً أن معناها: أنه سيذبحها، ويقطعها، ويخلطها، ويفرقها، اجمعها إليك {ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً}. لم يتناول الأشياء التي هي معروفة أي: منطقة الفراغ هنا معروفة {ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً} (البقرة: من الآية260). هنا قال: {أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى}، {ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً} ستعود إليك، وتعود هي، هي، نفس الطيور تلك التي أنت أمسكت بها، وجمعتها، وذبحتها، وقطعتها، وخلطتها، ووزعتها.

{وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (البقرة: من الآية260). وموضوع البعث له علاقة بعزته بأنه قادر لا يعجزه شيء معنى أنه عزيز: أنه قادر لا يعجزه شيء، وقضية مرتبطة بالحكمة أن يكون هناك يوم آخر وبعث يعتبر يوم للجزاء على الأعمال بالشكل النهائي.

إذاً هذا مثل في مسألة النور عندما يكون هناك متولين لله، أنه ينير لهم. تجد أيضاً من النور مسألة أشياء معينة يشجع، يشجع الأشياء التي هي هدى، أليس هذا إدخال لك في موضوع الهدى، تقبله؟ فتكون ماذا؟ مستنيراً كتشجيع مثلاً بإغراءات كبيرة.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

(الدرس الحادي عشر – من دروس رمضان)

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.