هل خبرة أنصار الله السياسية متواضعة؟
الصمود / 31 / يوليو
بقلم / أ . عبدالملك العجري – عضو المكتب السياسي لانصار الله وعضو مجلس الشوري اليمني
دائماً ما نسمع أنصار الله خبرتهم السياسية متواضعة وأحياناً أنصار الله جيدون والسيد عبدالملك رجل صادق لكن تنقصهم الخبرة السياسية وحيناً أنصار الله مشكلتهم في غياب المشروع الوطني ..الخ
طيب ..خلونا نوافقكم الراي أنصار الله فعلاً حركة ناشئة وتجربتهم السياسية في بدايتها وليس عيباً أن نستفيد من تجارب وخبرات الأخرين وكلنا أذان صاغية ..نورونا ولكم الفضل .
وأسمع لك من ذا النصائح …
لأزم تقدموا تنازلات يد ما تقدر تكسرها فحبها !
خلوكم أذكيا وأقبلوا بتسليم الحديدة وفوتوها على التحالف وأحرجوا المجتمع الدولي .
العبوا سياسية وأعلنوا وقف إطلاق الصواريخ !! أصلاً ما لهاش فايدة !.
تعلموا فن المناورة السياسية وأمنحوا السعودية نصر يحفظ لها ماء الوجه أو أعلنوا أنكم ضد إيران وحزب الله وهو كلام في كلام ..
بالمختصر أتبعوا سياسة “قل تم ” السياسة التي أتمت اليمن وقلبت عالية على سافله وأدخلتنا “…..” قد انتم عارفين ..
تريدون الحقيقة؟
خلونا نعمل مقارنة بسيطة وخاطفة بين السيد عبدالملك الحوثي وبين من أعلنوا خصوتهم لأنصار الله من القيادات السياسية أين هو؟ أين هم؟ ولماذا ؟!
منذ بزغ نجمه بعد الحرب الثانية في الحروب الست والأحداث الجسام والعظام التي مرت بها اليمن مذ ذاك وهي تقدم الشواهد شاهدا تلو شاهد على أن السيد عبدالملك مدرسة في القيادة والسياسية ومن نوع القيادات التحويلية بمؤهلات قيادية فريدة ساعدته في تحقيق الإنتصارات الباهرة وأن أنصار الله حركة وطنية أصيلة تحملت العبء الأكبر مع القوى الوطنية في إسقاط النظام السابق والتمسك بأهداف الثورة الشبابية ومواجهة العدوان
لماذا أصبح السيد عبدالملك الحوثي الشخصية المحورية ذات التأثير العميق في البيئة السياسية والإجتماعية اليمنية ؟ والرجل الأول الأكثر حضوراً وتأثيراً في صناعة وتشكيل الاًحداث وإعادة توجيهها والأكبر نفوذاً وشعبية بين الجماهير والأقدر على إلهام ومخاطبة الوجدان الشعبي. المتمرد الذي أصبح صانعاً للملوك أو الحكام على حد توم فين (الصحفي البريطاني المتخصص في الشأن اليمني في مقالة له على موقع ميدل إيست أي) في إشارة إلى سطوع نجمه وتعاظم نفوذه، وتحوله إلى الرجل الأول في اليمن؟.
في المقابل صف طويل عريض من القيادات السياسية صارت “كيهود الشتات ” موزعين في بلدان الشرق والغرب فمنهم الذي ينادونه بفخامة الرئيس وهم لا يرجون منه خيراً ولا يعترفون لها برئاسة ومنهم الذي قصرت به همته عن الزعامة ليرضى بالسفارة ومنهم الذي يتلقى هو وحزبه الصفعات من كل الإتجاهات تذمه صنعاء وتلعنه الرياض لا يعرى من أحدى السخطتين فيهرب من إدراك وأقعه بالتخفي خلف تهويمات سياسية ويضرب الأخماس بالأسداس حاله كحال عباس اليقض الحساس في قصيدة الشاعر احمد مطر دهم اللص بيته وسرق نعجته وراود زوجته و عباس يضرب الأخماس لأ سداس ويقلب القرطاس وفي الأخير يبعث بتغريدة على تويتر أو الفيسبوك وينام نومة اهل الكهف.
هل القضية أن أنصار الله جماعة مسلحة تملك السلاح وتسخدم العنف؟
هذا على أساس أنهم طيور الجنة بينما في الحقيقة أنهم أستخدموا في صراعهم كل أشكال العنف بما في ذلك داعش والقاعدة وكانت مخازن أسلحة الدولة مفتوحة لهم على مصراعيها الى 2014 وبعدها جلبوا الغزاة من كل لون وشكل وفتحت لهم مخازن السلاح في الخليج وامريكا بريطانيا وفرنسا وكل ذلك لم يجعل وضعهم أفضل حالاً مما كانوا بل زادوا إبلاساً و إرتكاساً .
هل القضية فرصة هيئتها ظروف الأزمة دون كسب منهم ولا مزية ذاتية لهم ؟
لو كان الأمر أن القدر منحهم فرصة كانوا أولى بها ففي مقابل كل فرصة منحها القدر لأنصار الله ألف فرصة منحها لأولئك ولو كانوا أهلاً للنجاح والفلاح فان الفرصة التي تهيأت لهم بعد 2011م ووضعت كل مقدرات البلاد بين أيديهم التاييد الشعبي للإصلاح والتغيير إضافة للموقف الدولي والإقليمي الداعم بقوة على خلاف كل بلدان الربيع العربي لم تمنح لاحد قبلهم ولا بعدهم .
أنصار الله حركة وطنية أصيلة شاركت في قيادة البلد في ظرف بالغ الصعوبة والتعقيد وتصدت مع الشعب اليمني لهجمة عدوانية بربرية وفاجرة وفي كل الأحوال لاتملك عصمة من الأخطاء وتبرئها من كل المساوئ لكنها لا تمثل 10% من مساوئ القوى الأخرى التي أتسم أدائها العام بالعبثية والغرائزية في التعامل مع القضايا العامة والوطنية..