السيد : البيت الحرام أول بيت وضع للناس قِبلة.
الصمود|يقول السيد حسين رضوان الله عليه في الدرس السابع من دروس رمضان:
{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ} [البقرة: من الآية 126-128] هنا يقدم إبراهيم وإسماعيل شخصيتين عندهما حيوية، واهتمام عالٍ، ومشاعرهم كلها مليئة بالتوجه إلى الله، والإخلاص لله، والتقرب إلى الله بكل عمل ممكن ينالونه متجهين لبناء البيت فيرفعان قواعده وبإخلاص لله: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}…
{رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ} هم يعرفون أهمية البيت الحرام كمعلم من معالم توحيد الله، والتوجه الواحد كقبلة، يتوجه إليها عباد الله الموحدون.
البيت الحرام أول بيت وضع للناس قِبلة.
يقول السيد حسين رضوان الله عليه في الدرس الرابع عشر من دروس رمضان:
{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ} [آل عمران: الآية 96] … يبين أن أول بيت وضع للناس ليكون قبلة للناس ليكون له الدور الذي أراد الله أن يكون له كما ذكره في أكثر من آية هو ذلك البيت الذي ببكة {بكة} كأنها اسم نفس الموقع الذي فيه البيت الحرام، الذي فيه الكعبة، أعني: وكأنه اسم لذلك الموقع من مكة، بكة {مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ} [آل عمران: من الآية 96] فيه بركة، ومن بركته أنه يترك أثراً في النفس عندما تشاهد البيت الحرام، عندما يصل الواحد إلى داخل المسجد ويطل على الكعبة تجد حالة أخرى بالنسبة لنفسيتك ومشاعرك، أجواء دينية تلمس وكأنك في وضعية قريب من الله، لا يستطيع الإنسان أن يعبر عن الحالة التي تعتريه أثناء مشاهدته للكعبة {وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ} [آل عمران: من الآية 96] من خلال المهام التي لهذا البيت التي ذكرها في أكثر من آية.
فيه آيات بينات
{فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} [آل عمران: من الآية 97] لاحظ هنا الانسجام الكامل بين دور البيت الحرام ودور القرآن الكريم ودور الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) هذه كلها {هُدىً لِلْعَالَمِينَ} وفي القرآن يقول أيضاً أنه للناس، والناس تعني: للعالمين جميعاً، البشر، كذلك يقول عن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) أنه أرسله رحمة للعالمين.
ربما قد يكون هناك أشياء أخرى من الناحية العلمية لا نعرفها مما يمكن أن يكون للبيت أثر فيه، تعطي هدىً فيه سواء فيما يتعلق بأشياء جغرافية أو ما يتعلق بأشياء علمية أخرى قد يكون للبيت أثر فيها. مما يقال أن موضع البيت الحرام هو يمثل نصف المعمورة تماماً، النقطة التي تعتبر قلب المعمورة، قلب الكرة الأرضية وبالذات قد يكون المعمورة منها. ربما لو كانت المسألة فيما يتعلق بما يسمى: بـ (خطوط الطول والعرض) بالنسبة للكرة الأرضية لو كانت المسألة تمت على أيدي المسلمين لربما كان موقع الكعبة موقع البيت الحرام هو نقطة البداية بدل أن يعملوا (قرنيتش) هذه المنطقة التي حول لندن، قد تكون الكعبة نفسها كانت هي المكان الذي يصلح أن يكون بداية لرسم خطوط الطول والعرض، لكن الآخرين هم الذين تولوا كل شيء في الأخير.
كلمة {وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ} [آل عمران: من الآية 96] كما يقول الله عن القرآن الكريم هدى قد تكون تهدي لأشياء كثيرة مما قد تجلى للناس ومما يمكن أن يتجلى ولو لم يكن إلا مثل ما يذكر البعض من المؤرخين بأنه ملحوظ بالنسبة لموقع البيت الحرام ومكة بشكل عام على الرغم من أنه يبدو مكاناً ضيقاً ومكاناً الجبال محيطة به وادي ضيق لكن يستوعب كل من يفدون إليه فليكونوا كمَّا كانوا. إذاً ما هذا فيه آية من آيات الله؟ آية من آيات الله ملحوظة هذه، لاحظ حتى على الرغم من مضايقة السعوديين لمساحات مكة يستغلونها في بنايات شاهقة ويؤجرونها بأغلى الأثمان ما تزال تتسع للملايين، ملايين الناس تتسع لهم مكة وتتسع لهم تلك المشاعر وما تزال ترى أنه يوجد مجال!.
كلمة: {وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ} [آل عمران: من الآية 96] تبدو مسألة واسعة ليست فقط مثل ما يقولون: هدىً للمسلمين مثلاً أو هدى لسكان الجزيرة أو…
{لِلْعَالَمِينَ} بالعبارة هذه، بل ربما قد تتجاوز العبارة هذه عالم البشر إلى عوالم أخرى.
ومن أغرب ما ذكره صاحب (تاريخ الحرمين) (دحلان) يحكي قصة بأن أناساً شاهدوا في وقت لم يكن يوجد عند الكعبة أناس في زمان قديم شاهدوا جملاً يتجه إلى الكعبة حاولوا يمنعونه لم يرض ويتجه ويطوف أربعة عشر شوطاً حول الكعبة ثم يقف عند مقام إبراهيم عند الذي يسمونه الملتزم قريب من الملتزم ورأوه ودموعه تسيل يبكي ثم سقط ومات.
وكانوا يشاهدون أيضاً (ضِباً) من تلك الغزلان في وقت يكون الناس قليلاً جدًّا تدخل إلى هناك إلى عند الكعبة وتحاول تتحيَّن فرصة إلى أن تدخل إلى عند الكعبة هذه الغزلان.
{فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} [آل عمران: من الآية 97] مقام إبراهيم ما يزال واضحاً وعندما يقول: ?فِيهِ? أي يبدو: كان المكان اللائق بالنسبة لمقام إبراهيم أن يكون ملتصقاً بالكعبة؛ لأنه قالوا فعلاً كانت تلك الحجر التي فيها أثر لأقدامه أنها حجر كان مثلما تقول: (سقالة) مثلما يقولون الآن – عندنا – يصعد من عليها وهو يبني، يبني من فوقها يستعملها فظهر فيها آثار أقدامه وهو يستعمل نفس هذه الحجر لكن فصلوها لأنه عندما يقول:
{فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} [آل عمران: من الآية 97] أليس هو يتحدث عن البيت؟.
{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} [آل عمران: الآية 96- 97] هنا ذكر فيما يتعلق بكان آمناً {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً}.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.