صمود وانتصار

صناعة النتيجة النهائية للمعركة مع العدوان؟

مثلما نحن قادرون على صناعة النصر بالاعتماد على الله وبالجهاد المستمر والتضحيات نحن أيضا قابلون لأن نفشل لا قدر الله اذا لم نتعامل مع المعركة بشكل إيجابي ومستمر قابل لأن يتصاعد في سلم القوة الإيمانية والعسكرية لا مكان فيه للضعف والوهن والتعب وما نحققه اليوم بفضل الله علينا ان نعمل على استمراره في الغد وفي ما بعد الغد لكي نضمن هزيمة ساحقة لعدونا ونصرا مبينا لشعبنا..

الأذكياء والحكماء والقادة الحقيقيون والمجاهدون الواعدون والشعوب المجاهدة في حالة الصراع مع الطواغيت والمستكبرين لا تغرهم الضجة الإعلامية سواء لهم ولمصلحتهم أو عليهم وضدهم ولا يفكرون في ما يتحدث عنه الناس بقدر ما يفكرون ويبنون مواقفهم عليه في الميدان وبقدر ما يجعلون ثقتهم بالله تعالى وحده والتوكل عليه ثم في نفس الوقت يقيسون حجم المعركة من خلال المعطيات الميدانية اليومية وليس على حسب تكهنات ومعلومات لا تستند على براهين واقعية وثابتة وفي نفس الوقت لا يستهينون بعدوهم وإن كان هيناً لأنهم يدركون أن هذا العدو لديه مقومات قوة ولديه مكامن ضعف وإذا ضربنا مكامن القوة واستغللنا مكامن الضعف نكون حينها قد قضينا على العدو..

وفي المعركة القائمة بين الشعب اليمني وبين العدوان ومرتزقته في الساحل الغربي وفي بقية الجبهات علينا أن نكون أذكياء جداً إلى درجة أن يكون تفكيرنا في خوض المعركة قائما على الثقة بالله والتسليم المطلق للقيادة والاستمرار والثبات وعدم الرهان على ما قد حققناه بقدر ما يكون الرهان على الله وعلى ما سوف نعمله ونحققه في المستقبل..

وعلينا ان نتعامل مع المعركة من جانبين، الأول نكون على دراية ومعرفة كاملة بعدونا من حيث الإمكانيات البشرية والعسكرية والمادية ونعرف الأهداف التي يسعى لتحقيقها والوصول إليها وما يخطط له في المستقبل وحالته اليوم كيفما كانت، ثم نعرف حجم قوتنا والتي لا مقارنة بينها وبين قوة عدونا من حيث الإمكانيات إلاَّ أننا الأقوى بحاجة واحدة وهي ما ينبغي التركيز عليها أقوياء بالله الذي له القوة جميعاً والذي وعد المؤمنين المجاهدين بأن يمنحهم القوة والعزة بقوله ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ثم في نفس الوقت نعمل من باب التطبيق لتوجيهات الله على تعزيز عوامل القوة لدينا من منطلق قول الله وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة..

وفي نفس الوقت وهذه أيضا مهمة جداً جداً علينا ان نحسب حسابنا لأسوأ الاحتمالات في مواجهة العدوان ومرتزقته في معركة الساحل الغربي وبقية الجبهات فربما العدو يراهن على طول أمد المعركة ومحاولة إنهاك المجاهدين وإيصالهم الى مرحلة الملل والتشتيت من خلال التصعيد في الجبهات وهذا ما ينبغي التنبه له والعمل على أخذ زمام المبادرة وإعداد العدة لأنه إلى حد الآن هناك حالة نشاط وهمة وعنفوان من قبل رجال الله في مواجهة العدوان لكن ما يضمن استمرار ذلك هو الاستعداد للمستقبل والاحتياط لكل الاحتمالات..

وكما هو معلوم أن الحرب كر وفر وهزيمة ونصر وتقدم وتقهقر فهذا حال المعركة ولكن بفضل الله نحن اليوم في حالة يمكن وصفها بالإيجابية والمطمئنة هذا اذا استمرت وتنامت بشكل أكبر مما هي عليه وليس فقط الاستمرار كما هي عليه وهذا ليس صعباً و بمقدورنا بالتوكل على الله فعل ذلك أما بالنسبة للعدو فهو في حالة انكسار وفشل وانهيار لكن لا قدر الله قد يحاول ان يغير من أسلوبه أو لا يزال لديه خيارات وتكتيكات أخرى وهذا ما يجب ان نحسب حسابه، علينا ان نكون على جاهزية قصوى لصد أي محاولة عسكرية قد يقدم عليها العدو كيفما كانت برية أو بحرية أو جوية أو غير ذلك وكما نعلم أن من يعد نفسه لا يمكن ان يهزم ومن يتخاذل أو يقصر فقد أعان عدوه على نفسه لا قدر الله طبعاً كلنا مسؤولون امام الله ودعم المعركة وصناعة النصر مسؤوليتنا جميعاً..

وحتى لا يقتصر موضوع المواجهة للعدوان على التصدي له في جبهات الداخل علينا العمل في مسارين متوازيين الأول التصدي والدفاع والاستمرار في المواجهة في الجبهات الداخلية والحدودية والمسار الثاني ضرب العدو في العمق ونحن قادرون على ذلك وقد فعلنا ذلك أكثر من مرة لكن يجب أن يستمر الضرب لأوكار العدو في عمق داره كما حصل في الرياض وأبوظبي وغيرها من قواعد ومطارات ومعسكرات العدو ولدينا القدرة بفضل الله على فعل ذلك ومن خلال الإمكانيات التي صنعها رجال الله – القوات البرية- من خلال القوة الصاروخية والقوات الجوية من خلال الطائرات المسيرة والبحرية من خلال القوات البحرية وبهذا نكون قد صنعنا النصر لنا والهزيمة لعدونا باعتمادنا على الله وثقتنا بأنفسنا .. والنصر حليفنا دون ريب أوشك ما دمنا في حالة مواجهة مستمرة منطلقة من ثقتنا بالله واعتمادنا عليه واستعدادنا الدائم والمستمر للمواجهة وليكن هدفنا الوحيد هو صناعة النصر.