صمود وانتصار

إنهاء الثار والقتل والقتال أحد إنجازات ثورة 21 سبتمبر

الصمود / 18 / سبتمبر

أقلام حرة/

 

بقلم/ صالح مقبل فارع

كانت الثأرات منتشرة في بلادنا بشكل فظيع ومحيطة بنا من كل جانب، والقتل شبه أسبوعي، لا يكاد يمر أسبوع إلا ويحصل مقتول من شبابنا.،
كان الرجل منا يقتل لأتفه الأسباب نتيجة قلة الوعي وانعدام الدولة، وبعد القتل لم يكن أولياء دم المقتول يتجهون للمحكمة ويطالبون بالقصاص..، “أستغفر الله العظيم..ظلمتهم حين ذكرت المحكمة والدولة”
ما كان بش دولة تضبط الجاني وتقدمه للمحاكمة.

كان أولياء الدم يتجهون لأخذ القصاص بأنفسهم،، شريعة الغاب يعني، كل واحد يستفضي لنفسه..
……
فيقتلون القاتل أو ابن عمه أو أحد أفراد قبيلته، الطارف غريم ساع ما يقولوا..

وإذا قُتل شخص آخر غير القاتل أولياءه لا يصِّلُونه وتنتهي القضية، ولا يقولون واحد في واحد.. بل يذهبون لأخذ الثأر له من أحد أفراد القبيلة الثانية تطبيقا لمقولة الطارف غريم، فيقتلون ثم أولئك يقتلون، وهكذا حتى تصل كل بيت وكل فرد، وأصبح الكل خائف ومرعوب، وأصبحنا نعيش عيشة ضنكا من كثر القتل والقتال، لا تاجر استطاع يتاجر ويستورد ويصدر، ولا مزارع استطاع الانتباه لمحصول زراعته والعناية بها لأنه إن خرج من البيت قُتل، ولا سوق آمن للناس جميعا، ولا طالب استطاع إكمال تعليمه، بل كان أكبر همه هو الحصول على بندق وذخيرة وقاتَل، والتعليم بالنسبة له أمر تافه وثانوي ومن الكماليات.. المهم عيشة يا لطيف..
والدولة إن لم تزد إيقاظ الفتنة وإشعالها فهي تتفرج.

وأذكر في سنة من السنوات عاد أحد الطلاب “من ذو عمير برط – الجوف” عاد من الخارج “أظنها مصر” إلى اليمن بعد أن أتم دراسته الجامعية، وحال عودته كمن له بعض الأشخاص في الطريق وقتلوه بدم بارد وهو بريء، لأن قبيلته كانت قد قتلت أحد الأشخاص من تلك القبيلة وهو في الخارج لا يعلم ما يحدث في بلاده، فاستقضوا به وقتلوه وحرموا الناس من علمه وفهمه، وحرموا والديه من رؤيته.

ودولة ٢٦ سبتمبر التي قالوا أنها جاءت لإرساء العدالة وإزالة الظلم من على كاهل الناس كانت هذه الدولة لا تهش ولا تنش، بل تبقى متفرجة فقط، وكأن الأمر لا يعنيها، وكاننا لسنا من مواطنيها الذي واجب عليها حمايتنا، بل إنه ذات مرة والحرب قارحة في قريتنا ذهبت إلى مدير الأمن وطالبته بإرسال طقوم لفك النزاع والقبض على مطلقي النار، أجاب علَيَّ بقوله: دعهم حتى يُقتَل رجلان أو ثلاثة، قالها بكل بساطة، عادي يروح أثنين أو ثلاثة لن يحرك ساكنا تجاههم، ولا تهمه أرواحهم. وفي فترة من الفترات لم تبقَ متفرجة فقط، بل إن بعض المشائخ وبإيعاز من الدولة كانوا يقومون بإذكاء الفتنة بيننا وإطالة أمد الصراع واتساع المشكلة وتكبيرها بدل أن كانت بين شخصين أصبحت بين قبيلتين..

واستمرينا في هذه الظلام لعقود من الزمان حتى جاء السيد عبدالملك حفظه الله وجاءت ثورة 21 سبتمبر فحزم الأمور وقام بحملة شعواء ضد المتقاتلين وألقى بهم في السجون وقدمهم للمحاكمة، وانتهى الثأر والقتل والقتال في بلادنا وإلى الأبد، وأصبحنا نعيش حياة جديدة، حياة الأمان، حياة الأخوة، وكأننا ولدنا من جديد.

هذه أحد إنجازات #ثورة #21سبتمبر.
وهناك إنجازات أخرى قد ذكرتها في منشور سابق مثل فك القطاعات وتأمين الطريق..
حفظ الله يمننا وثورتنا وقائدنا وكل الأبطال المجاهدين في الجبهات.