ارتفاع وتيرة المواجهات بين فصائل جنوبية و”تحالف الغزو” بعدن
جمال الغراب
في مؤشرٍ إضافي على تدهور الأوضاع الأمنية في عدن، شنّ مسلحون من «فصائل جنوبية» التابعة لما يسمى بـ«الحراك الجنوبي» هجوماً مسلحاً على القصر الرئاسي في المدينة الجنوبية، بحسب مصادر خاصة.
وأكدت المصادر أن قتيلاً واحداً على الأقل سقط، فيما أصيب ثلاثة آخرون بإصابات بعضها بالغة، على إثر اشتباكات بين عناصر من الجنوب وأفراد من مرتزقة ناصر ابن الفار عبد ربه منصور هادي، أمام بوابة القصر الرئاسي في منطقة المعاشيق، في حي كريتر في مدينة عدن.
وأوضحت المصادر أن عناصر جنوبية حاولوا اقتحام القصر الرئاسي على خلفية خلافات حادة بين «فصائل جنوبية» ومدير مكتب هادي محمد مارم الذي تتهمه «الفصائل» بالاستيلاء على مبالغ مالية سعودية خاصة بـ«الفصائل المرتزقة» ورفض صرفها.
وأشارت المصادر إلى أن مدير مكتب هادي كان موجوداً داخل القصر الرئاسي ومعه محافظ عدن وناصر هادي، وأنهم فور الهجوم على القصر استنجدوا بقوات «التحالف» التي أرسلت طائرتي «أباتشي»، في محاولة لإنقاذهم من الهجوم. وظلّت الطائرتان تحلقان فوق مقر القصر، حتى تم احتواء الموقف عن طريق وسطاء، وبعدما تعهد مدير مكتب هادي بتسليم المبالغ المالية التي في حوزته إلى البنك المركزي اليمني وبإشراف مباشر من قبل لجنة تكلفها «الفصائل الجنوبية» من أجل الاطلاع على ذلك.
وتتهم «الفصائل الجنوبية المرتزقة» ابن هادي ومدير مكتبه وشخصيات أخرى مقرّبة منه بالاستيلاء على أموال طائلة قدمتها السعودية دعماً لـ«الفصائل الجنوبية» التي قاتلت الجيش اليمني.
من جهة أخرى، أغلقت مكاتب البريد في عدن أبوابها، يوم أمس، بسبب عدم وجود سيولة نقدية لصرف المرتبات والحوالات الخاصة بالمواطنيين، ما دفع بالمئات إلى التجمهر أمام مكتب بريد كريتر للاحتجاج، فيما هتف موظفون متقاعدون أمام البريد بعبارات ضد هادي وحكومته.
ورداً على الوضع المتردّي في عدن، فجّر وزير جنوبي سابق موالٍ للفار هادي مفاجأة حين اتهم قبائل شبوة ويافع بسرقة السلاح وتهريبه إلى مناطقهم، تاركين أبناء مدينة عدن يواجهون الموت بمفردهم.
وقال وزير الثقافة السابق في حكومة «الوفاق الوطني»، عبدالله عوبل، أمس، إن «الفصائل الجنوبية» هم عبارة عن عناصر من «القاعدة» ومرتزقة، وإن غالبيتهم لصوص، موضحاً أنهم «لم يحرروا عدن كما يزعمون، وأن من حررها هو قوات التحالف، حيث إن الكثير كان يتسلّم المال والسلاح”.
كذلك، اتهمت «الفصائل الجنوبي» بأنها «خانت القضية الجنوبية».. وقال: «ألا تشعرون بالخجل حينما تأتي قوات سوادنية لتحمي عدن من لصوص الفصائل الجنوبية؟ ألا تشعرون بخيبة أمل والعائلات العدنية يتم تهديدها وطردها من عدن؟ سبع أسر عالقة في جيبوتي بحجة أنها هنود، وبعد كل هذه نتكلم عن استعادة الدولة”.