استطلاع.. قنوات الفتنة تصنع الانتصار الزائف للمرتزقة وصنعاء عصية على كُلّ محتل
محسن الجمال
تكثُرُ وسائلُ إعْـلَام العُدْوَان الأَمريكي السعودي من الحديث حول اقتراب قواتِ الغزو من صنعاء وأنهم على أبوابها، ويصاحبُ ذلك تحليلات وتصريحات لمرتزقة العُدْوَان ومحللين عرب وأجانب يؤكدون ذلك، لكن الحقيقَة هي عكس ذلك تماماً.
ويرى خالد مجود الأمينُ العامُّ المساعد لحزب الوفاق الوطني أن الأخبارَ التي يتم نشرُها وتداوُلُها في إعْـلَام دول التحالف بأنهم أَصْبَـحوا على تخوم صنعاء، يأتي في إطار المرَض النفسي المستفحل لدى هؤلاء، ونقص في تحقيق أَهْدَافهم، وَاعتقادهم بأن هذه الأخبار ستقدم الانتصار.
ويقول مجود: “هؤلاء فاشلون في الميدان، ويتلقون الضربات تلو الضربات والهزائم المتتالية، وبالتالي يريدون تعويضَ هذا الفشل بالكذب والترويج المضلل”، منوهاً إلَـى أن إعْـلَامَ الخليج والمساند للعُدْوَان منبطحٌ ومرتبكٌ إلَـى درجة كبيرة وفقد مصداقيته تماماً.
من جانبه يقولُ المحللُ السياسي حاشد صالح المرشوي: إن هناك الكثيرَ من وسائل الإعْـلَام والتي تروّج لهكذا حالاتٍ في مراحل الحروب ولكنها لا تعلنُه إلّا في حالات الاقتحامات وبدايات الدخول الفعلي للمناطق المصرّح عنها والمراد تحريرها أَوْ احتلالها.. هذا أولاً.
وعن حول مدى تأثير إعْـلَام العُدْوَان على الجمهور يرى أن المثقفين والعارفين لا ينخدعون بمثل هكذا ترويج وحرب إعْـلَامية، لكنها قد تخدع الكثيرين من العامة من الناس.
وعن واقع الإعْـلَام الخليجي يواصلُ حديثه قَائِلاً: “أَصْبَـح إعْـلَاماً هشاً وساذجاً كدولهم الكرتونية.. ومعظمُ قنواتهم الإعْـلَامية هي قنواتُ فتنة لبث المادة الترفيهية والهدّامة كالأفلام غير الهادفة والتي تحتوي على مناظر الإغراء والمسْخ والتمييع للشخصية الإسْـلَامية والعربية، وهي قنواتٌ تتبعُ وتخضع وفق منهاج أَمريكي إسرائيلي أُورُوبي للنيل من حمية الأُمَّـة وقوتها المتمثلة بغيرتها وحميتها ودفاعها المستميت عن دينها وشرفها وأرضها، وأن ما تبقى من أبرز قنواتهم الإخبارية كالجزيرة والعربية والحدَث.. فإنها فقدت مصداقيتَها ككل وأَصْبَـحت أداةً يُضرب بها المثَلُ للكذب والتضليل بل للمهزلة إن صح التعبير.. وقد فقدت هذه القنواتُ مصداقيتَها المحلية والعربية والدولية بشكل كلي وفعلي.. وها هي اليوم قنوات لا تؤثر إلّا على أنفسِهم وعلى حكامهم الخانعين والتابعين الذليل لأَمريكا وإسرائيل”.
ويواصل حديثه قَائِلاً: “هي كذلك تُستخدم لرفع معنويات جُندهم المذبوحين على مشارف اليمن وفي جميع أرجاء حدوده العظيمة كعظمة صموده وشموخه وتأريخه المصدّر بالنور والعز والفخر والفتح والشموخ”.
ويرى أنه وبعد فشل نظام آل سعود في إقناع الداخل والخارج بصدق كذباته المتكرّرة وبانتصاراته الإعْـلَامية وفي منع النشطاء من نشر الصور والفيديوهات الفاضحة لخسائرِه في الداخل على شبكة الانترنت.. لجأ العدو السعودي إلَـى ماله الوفير، حيث أنشأ جيشاً إلكترونياً مكوناً من ثمانين ألف عنصرٍ يقومون بمهمة اختراق فضاء التواصُل الاجتماعي على شبكة المعلومات العالمية؛ بهدف تضليل الرأي العام وملاحَقة النشطاء الكاشفين لحقيقة ما يجري والفاضحين لغايات العُدْوَان السعودي على اليمن، موضحاً أن هذا التجييشَ السعودي يؤكّد خشيتَه من وصول الحقيقة إلَـى الرأي العام في كُلّ مكان.. لكنه سيفشل في محارَبة الحقيقة كما فشل في محاربة الحق في اليمن.
شعب اليمن لا يتأثر بالأكاذيب
ويؤكد العلامة مجاهد حمود الشبيبي أن الباطلَ على مرّ الأزمان يأتي بالشائعات ليصنعَ هزيمةً نفسيةً، لكننا كشعب إيْمَـان وحكمة لا نتأثر بهذه الشائعات ولا نخاف ولا نقلق؛ لأن إيْمَـاننا بالله قوي ولا يتأثر إلا ضعافُ الإيْمَـان.
ويقول لـ “صدى المسيرة”: “عندما يصرّحون مثلاً أنهم على مداخل صنعاء فكل الناس يعرفون هذه الكذبة البالستية ويعرفون كيف أنهم يولون الأدبارَ في كُلّ الجبهات، يعني صنعاء أبعد من عين الشمس”.
وعند تلقي وسماع مثل هذه الشائعات.. يشير الشبيبي أولاً إلَـى سُرعة تبيينها للناس والمجتمع عبر المنابر والمجالس والاجتماعات وحتى في المدارس وندوات المساجد، موضحاً أن هذا إرجافٌ، وعليهم مقاطعة هذا الإعْـلَام المرجف الكاذب وعدم سماعه؛ لأن الله يقول ((يبغونكم الفتنة وفيكم سمّاعون لهم((.
وأوضح أن العاقل المنصف يعرفُ أنها كذب واضح وبيّن، والمؤمن يصدق وعدَ الله للمؤمنين بالنصر ووعيده للمعتدين الظالمين بالهزيمة والخسران.
وعن الإعْـلَام الخليجي يضيفُ لـ”صدى المسيرة ” بأنه إعْـلَامٌ ساقط وهابط ومتخبط لم يتحرَّ الصدق في حديثه لتناول الأحداث، فسرد قائلاً: أَصْبَـح الناس يتابعون الإعْـلَام الصادقَ، وهذا ما أمرنا به الله: “اتقوا اللهَ وكونوا مع الصادقين”.
ووجَّه العلامة الشبيبي رسالةً للإعْـلَام الخليجي “أما تستحون؟ أما تخجلون من أكاذيبكم وإرجافكم التي يعرفها حتى الأَطْفَـال، الشعب اليمني لديه وعي كبير، يأخذُ الخبرَ من ميدان المواجهة مباشرةً عبر إعْـلَامه الصادق، وقد اتضح للمؤمنين كُلُّ مخططاتهم، وذَلك فضلٌ من الله، مهما مكروا مهما خادعوا فإن اللهَ لا يهدي كيدَ الخائنين.
ويتفق الأستاذُ حسين المعافى على حقيقة ما طرحه العلامة الشبيبي بأن الافتراءاتِ والأكاذيبَ للتهريج الإعْـلَامي لتحالف العُدْوَان فهو ديدنُهم فإذا كانوا يفتَرون على الله ورسوله ويسوّقون أَبَاطيْلهم في قتل المسلمين عامَّة والعرب خَاصَّـة واليمن بعُدْوَانهم المباشر عليه، لذلك أَصْبَـح عند اليمنيين وعيٌ، فكُـلُّ ما اخترعوا كذبةً ترى الناس يتناقلونها على سبيل السخرية والاستهزاء بكثرة كذبهم؛ لذلك نقول لهم: أنتم بكثرة كذبكم وما تصدّرونه لشعبكم وعقولكم من انتصارات وهمية عبر مرتزقَتكم الذين لا هَمَّ لهم إلّا النظر إلَـى أموالكم، حوالي مئة مليار دولار ما سرقه حلفاؤكم منكم، فأنتم عبارةٌ عن بقرة حلوب تجرّعون شعبكم وتنفقون على أعداء ملتكم، فأنتم أضعف وأجبن من أن تصلوا إلَـى صنعاء، فكيدكم ضعيفٌ، ونحن بالله أقوى، والله المستعان هو حسبنا ونعم الوكيل.
ثم نراهم بعد عشرة أشهر من عُدْوَانهم يستعينون بالمرتزقة اليمنيين لتحرير عسير وجيزان.
ويرى الصحفي والشاعر محمد لطف النقيب أن مجرَّدَ سماعهم كصحفيين لأخبار قنوات التضليل الخليجي ومرتزقته في الداخل يقول: نحن على يقين أنها شائعات كاذبة ولا نتأثر بها إطْلَاقاً..
ويشيرُ لنظرتهم للإعْـلَام الخليجي بكلمات مختصرة مفادها: إذا كان علماءُ الخليج يفتون بإباحة دماء اليمنيين فما بالك بإعْـلَامهم؟!.. إعْـلَامُهم كاذبٌ كوجه المعتوه العسيري.
إعْـلَامُهم غير مؤثر
ويسخر المذيعُ محمد الداهية من الشائعات والتضليل الإعْـلَامي الذي تبثه قنواتُ الفتنة والتضليل عن قُرب معركة ما تسمى بتحرير صنعاء.
ويضيف قَائِلاً: “كان لهذه الحملات التضليلية وقْعُها الكبير في البداية وحصل شيء من نزوح الأسر من صنعاء، ولكن بعد ذلك تعرَّى إعْـلَامهم وأَصْبَـح الناس يسخرون من هذه الأخبار ومن إعْـلَام العُدْوَان بشكل عام”.
ويزيد الداهية بقوله: “لم يعد مؤثراً ذلك التضليلُ، وأَصْبَـح مثاراً للسخرية، فالضجيجُ الإعْـلَامي للعُدْوَان حربٌ نفسية ومحاولةٌ لإثارة الفتنة الأهلية بين أَبْنَـاء اليمن والسعي الحثيث إلَـى خلْق تذمُّر شعبي من السلطة القائمة على شؤون البلد بما سيؤدي إلَـى اختلاف ونشوب فتنة أهلية، فذلك هو هدفهم الرئيس بل أمنيتهم التي يسعون جاهدين لتحقيقها”.
وفي الوقت الذي تزدادُ جرائمُ العُدْوَان يوماً بعد آخر في استهدافها للمواطنين الأبْريَاء من الأَطْفَـال والنساء ترى المهندسة سمر الكيال أن الإعْـلَامَ الخليجي يعطي مبرراً كي تنتشرَ الجريمة بعيداً عن وطنهم، لذا فهو إعْـلَام مدلّس.
وتؤكد الكيال قائلة: “أَصْبَـح الشعبُ اليمني بفئاته ورجاله ونسائه وأَطْفَـاله لا يصدّق هذا الإعْـلَام، والهدفُ من كُلّ ذلك الضجيج هو خداعُ أنفسهم بالنصر الزائف بالمعركة غير المتكافئة وأن يضللَ الرأي العام ويروِّج للأخبار التي لا تمُتُّ للحقيقة بصلة، فيضخم أيَّ حدث، وهذه لعبة مكشوفة وانتصارات بلاستيشن لا غير”.
وعن الضجيج الإعْـلَامي الرهيب للعُدْوَان وكثرة تكراره عن قُرب معركة تحرير صنعاء، حسب ما يدّعيه، يؤكد الأستاذ محمد الضلاعي بالقول: “نقول لهم إن صنعاءَ مدينة سام عصيةٌ على الأعادي ككل، وهم يعلمون علمَ اليقين أنها محررة، وممَّن ستتحرر؟! هذا ما يدعو للتعجب والاستغراب كَثيراً، هل لهم الحق بها أَكْثَر من أهلها؟”.
ويسخر قَائِلاً: “نقولُ لهم ولإعْـلَامهم المضلل إن أغلبَ مَن يتابعونه تحجّموا جداً بسبب مبالغاته والشطح كَثيراً.. ونعلم ويعلم الكثيرون أنه رغمَ الإمكانات الهائلة لآلاتهم الإعْـلَامية إلّا أنها لم تقدمْ للمتابع أيَّ جديد.. ويجب على إعْـلَامهم مراعاةُ الجوانب الإنسانية لكل المتصارعين لتجنيب الحرب والدمار المناطق الآهلة للسكان.. وأن لا ينسوا شرَفَ المهنة.. وأن لا يتبعوا أهواءَ مَن يتولى إعْـلَامهم.
تزييفٌ للوعي العام
وَيناشِدُ المواطنُ/ علي الحمدي جميعَ وسائل الإعْـلَام الوطني الحُرّ المناهض للعُدْوَان، بضرورة التعامُل بوعي مع وسائل إعْـلَام العُدْوَان وكشف زيفها ورفع مستوى الوعي لدى الرأي العام، كما طالبها بكشْف الحقائق للناس للتعرُّف على حجم التهويل والحرب الإعْـلَامية وما تصنعه من وعي مزيف للأحداث التي تفتعل الأزمات والنزاعات في البلدان العربية.
ويزيد قَائِلاً: “كَثيراً ما نسمعُ على مدى أشهر أنهم على تخوم صنعاء منذ عدة أشهر لكننا نعلم أن أخبارَهم كاذبة ومنافية للواقع ولها مردود سلبي عليهم”.
من جهته يقول إسماعيل العبري إن الإعْـلَام مهنة مقدسة تستحق الوقوف في خندقها إلّا أن الإعْـلَام العربي اليوم يعاني من التضليل الكثير والمزيف والمخادع وتتحول كبوق هدفه التضليل والتعتيم وتمويه الحقائق والمراوغة.
والإعْـلَام المضلل ما هو إلّا عملية ممنهجة للتأثير على الرأي العام للتغطية على كشف الحقائق من الجرائم والمجازر التي تُرتكب بحق أَبْنَـاء شعبنا اليمني بطريقة مقلوبة ومؤدلجة. لترويج المؤامرات بحسب اسماعيل.
ويرى العبري أن هذا الإعْـلَامَ أَصْبَـح صناعةً مدفوعةَ الأجر للسيطرة على العقول واستعمار البشر، فلا ترى الحقيقة إلّا في صفحة الوفيات.