بينما كانت الأنفس الحرة تتلهفُ لسماع خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، والمحللون السياسيون والعسكريون، ينتظرون ماذا سيتحدث به السيد القائد، حول التصعيد الميداني الذي قام به العدو، في الساحل الغربي، وما سيكشفه من جديد، حول هذا التصعيد..، أطل السيد عبدالملك الحوثي ليخاطب اليمنيين، أمام العالم بلغة الواثق، المطمئن، يحدِّثُ شعبه بكل وضوح وشفافية.
وهذا خطابُ مَن يمسك زمام المبادرة، ومن يمتلك النصر، مهما اعْتَمَتِ الأخبار الكاذبة سماءَ وسائل الإعْلَام؛ لتضليل الرأي العام، وهذا ما وصفه الكثير من المحللين السياسيين، والمتابعين للمشهد اليمني، حول خطاب السيد عبدالملك.
تكلم ليبلغ الحُجّة أمام الشعب اليمني وكل الأحرار حول التصعيد الذي أقدم عليه العدو..
لا مزايدة ولا مكابرة، كما هو حاصل عند الطرف الآخر..
تحدث السيد عبدالملك ليوضح للشعب اليمني، عوامل النصر، وآثارها على اليمن، وأرشد الشعبَ للمضي عليها، لكي يتحقّق النصر.
وحذرهم من خطورة التقاعس والتهرب من تحمل المسئولية، في مواجهة الخطر المحدق على شعبنا، وبيّن آثارها أَيْضاً، حيث قدم نموذجا حيا وهي الحالة التي تعاني منها المحافظات المحتلّة.
كما بين حال العدو ومرتزِقته وما هي الوضعية التي هم عليها، إزاء ما لحقت به من هزائمَ، وما تكبدها من خسائرَ اقتصادية وعسكرية، على مدى أربعة أعوام، وكذلك سقوط سُمعته أمام العالم.
السيد عبدُالملك الحوثي، لم يذهب في خطابه الأخير بعيداً، لكنه وضع النقاط على الحروف، وأوضح الطريق المؤدية إلى النصر، والمؤدية إلى الهزيمة..
فما يجب علينا وعلى كُـلّ الأحرار إلا أن نتحَـرّك في طريق النصر، الذي هو حليفنا، لنحقّقه، ونكتسبه، ولا داعيَ لرمي المسئولية على عاتق غيرنا كما يقال《غيري المعني》..
كل فرد منا كشعب يمني مسئول، أمام الله، وامام التأريخ، وعليه أن يتحمل ويستشعر المسئولية التي على عاتقه، في مواجهة تصعيد العدوان، كون الخطر على الشعب كُـلّ الشعب، وليس هناك أحد مستثنىً من هذا العدوان وخطورته، حيث أن العدو اليوم يرمي بكل ثقله، لاحتلال الحديدة، وإحكام سيطرته على كُـلّ الشريط الساحلي؛ ولذا الكل من أبناء شعبنا اليمني معني بالتحَـرّك وعدم التثاقل، في حمل مسئولية مواجهة هذا الاحتلال، وكما أن كسر شوكة العدو، وإسقاط رهاناته محسوبة لنا ولرصيدنا النضالي، وأن نلقى الله بوجوه بيضاء.
إن التخلف والتثاقل عن مواجهة تصعيد العدو ونتائجَه الكارثية، على حاضرنا وعلى مستقبل الأجيال القادمة، محسوبةٌ علينا وكل من تخلف وتثاقل، سنتحمل وزراً كبيراً مما قد يحدث إذَا تمكّن العدو من السيطرة، وحسم الموقف لصالحه، وهذا لن يكون بإذن الله، كما دعا السيد عبدالملك أبناء اليمن للاطمئنان، وعدم القلق مهما كانت هناك اختراقات للعدو، ما دام هناك إرادة لتحرير الوطن..
لذلك يجب على كُـلّ شريف التحَـرّك الجاد وتحمل المسئولية لكي يحيا شعبُنا اليمني بعزة وكرامة واستقلال، فإن هذه المرحلة الراهنة هي المرحلة التي ستحدد مصير الجمهورية اليمنية، ومصير المنطقة بشكل عام، فإما أن تكسر شوكة الظلم وتنهار عروش المستكبرين، وتتخلص الأمتان العربية والإسْـلَامية، من هيمنة دول الاستكبار العالمي المتمثلة في أمريكا وإسرائيل ومن يدور في فلكهم، وتنتصر الشعوب المستضعفة، وتتحرر فلسطين..
وإما العكس، وكل شخص يضع لنفسه الخيارَ الذي يريد، وفي المكان الذي يريد..
وأكّد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي:《إن المسار العسكري اليوم رئيسي ومفصلي》..
وهو ما يدفعنا إلى التحَـرّك بكل إخلاص وأمانة، لينعم شعبنا اليمني بالاستقلال والحرية، حاضراً ومستقبلاً..
وعلى العدو أن لا يراهن على الحسم العسكري مهما كانت هناك إمكانيات لديه فإن نتائج تصعيده لن تكون أقل مما قبلها، فالهزيمةُ النكراء هي مصيرهم بإذن الله تعالى.