عن حجب المسيرة ومغزاه..الحرية في مواجهة منشار وكاتم صوت ليبرالي
الصمود | تشير المعطيات على أكثر من منحى إلى أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا يعدون العدة لهجوم استثنائي وغير تقليدي في الساحل الغربي (ربما كيميائي) كأقصر وأسلم طريقة في اعتقادهم لوضع الشرفة المائية المؤلفة من البحرين الأحمر والعربي تحت وصاية دولية بقيادة أمريكا وبقرار أممي، بعد عجزهم في احتلالها عسكرياً.
ثمة سيناريو آخر لكنه شديد الخطورة ومكلف بالنسبة إليهم ويتمثل في شن هجوم (إرهابي) على ممر الملاحة الدولية يستهدف قطعاً بحرية تجارية غربية، والأقل كلفة بالنسبة للذهنية الداعشية الاستعمارية هذه هو هجوم استثنائي يستهدف تجمعات بشرية في البر اليمني المتاخم للماء.
سبق وأن نشر موقع العميل نبيل الصوفي (نيوز يمن) خبراً عن (وفاة خمسة مواطنين بحالات اختناق إثر إطلاق صاروخ حوثي ..)!
بالنسبة لأمريكا فإن سيناريوهات قذرة كهذه – فقط- بوسعها وضع ( الصين وإيران والهند وروسيا) إزاء أمر واقع لا يمكن إلا التسليم به وبموجباته والانضواء تحت عباءة حلف بقيادة واشنطن، ومن جهة موازية فإن ذلك سيعفي مركز الهيمنة من التسليم بالمتغير الثوري اليمني كأمر واقع في أية تسوية سياسية لاسيما بعد استفحال عجز أداتها التنفيذية العسكرية (التحالف السعودي الإماراتي) في الإجهاز على هذا المتغير أو تحقيق تقدم نوعي ثمين ميدانياً صوب الحديدة طيلة أربعة أعوام من العدوان على اليمن..
إسكات صوت (قناة المسيرة ) بماهي عدسة الصمود الفدائية المباشرة في ميادين الاشتباك وقبلها ( المسيرة مباشر) في هذا التوقيت هو أمر مهم ، في تقديرات العدو العاجز ، لجهة المضي في هذا المخطط ضمن مناخ من العتمة المطبقة ولو لزمن وجيز هو زمن التهيئة لتدشينه وزمن التنفيذ ولا بأس بعدها من السماح للتداعيات الكارثية بأن تتدفق للرأي العام كمعطيات مقطوعة الصلة بغرف التحالف ومنسوبة لـ (ميليشيا الحوثي) حد تعبيرهم!
المطلوب في هذا المنعطف تجنيد كل القدرات الإعلامية الوطنية الرسمية والأهلية والخاصة لتنهض بدور برامجي توعوي وميداني موحد ترتيباً على مصفوفة محددات إعلامية تتم بلورتها في اجتماع موسع لقيادات العمل الإعلامي وزملاء المهنة.
ينبغي أن تكون كل الـ(لوجوهات ) والعدسات على تنوعها حاضرة وشاهدة على مجريات الميدان والاشتباك بصورة مباشرة لا بالنقل عن الإعلام الحربي فقط، كما وأن تستحضر في أدائها البرامجي التوعوي ملف الحرب على سوريا ومجرياته ومنعطفاته لاسيما المتعلقة منها بإرهاصات الهجمات الكيميائية التي نفذتها عصابات صهيوأمريكية تركية لتتهم فيها الجمهورية العربية السورية لذات الأهداف المرجوة في اليمن اليوم:(وضع دمشق تحت الوصاية الدولية وخناق الحظر الجوي و العقوبات على غرار التجربة الأمريكية في العراق)!
لا مجال للرضاعة الجماعية اليوم من ثدي (المسيرة والإعلام الحربي) وأعتقد أن الناطق العسكري العميد يحيى سريع سيكون دوره محورياً أكثر مما مضى ليس فقط في تأمين دفق إخباري مستدام للميديا المحلية الوطنية والخارجية الصديقة والمحايدة بل وفي تنظيم عملية ربط القنوات ووسائل الإعلام بمسرح الاشتباك وتيسير مهامها بما يخدم الرسالة المرجوة ولا يضر بمقتضيات العمليات الميدانية وتقديرات الجيش واللجان لما ينبغي أن يرشح عنها تباعاً على مدد زمنية ملائمة لتلك التقديرات.
تذييل في سياق لصيق
*أخيراً فإن تضافر دول ما يسمى بالعالم الحر لإسكات الحناجر وكسر الأقلام في هذا التوقيت تزامنا مع دعواتها لإحياء مشاورات الحل السياسي ووقف الحرب في اليمن، هو تعبير عن حجم الهزيمة الحضارية التي ألحقها إعلامنا وصمود شعبنا بالعالم الحر أخلاقاً وقيماً ومفاهيم فلسفية وحقوقية ودعاوى مدنية وديمقراطية.. هزيمة نبذته في عراء الحقيقة بلا رتوش فاضحاً ذميماً منحطاً في غرائزه وذهنياته ، كما هو برهان عملي (هذا التكميم والبلطجة العلنية) على حقيقة اللحظة اليمنية المنتصرة التي توشك أن تتمخض خارطة وجود يمني عربي إسلامي إنساني كريم وحر ووازن ، وهو ما يرفض الغرب الإمبريالي ويعجز في التعايش معه واستساغته وتقبله بنتائجه تلك – ويصر على الاستمرار في عتوه رغم انحسار أفق محاولاته المستميتة لإعدام هذه اللحظة المنتصرة وسفور مخاطر ذلك على كانتوناته الآيلة للنفوق بمضي المزيد من الوقت تبديداً على مذبح هذه الممانعة الغربية الرعناء والمثيرة للهزء والرثاء.
عن بصيرة أقول إن الأيام والأسابيع القادمة ستشهد مصرع رهانات الغرب الامبريالي وعليه عوضاً عن أن يمعن في قذاراته المزمعة أن يغنم قدرة طيرانه الحربي على التحليق في الراهن قبل أن تتهاوى أساطيره الجوية نافقةً كالذباب نصب عيني خيبته في القريب العاجل بإذن الله وحوله وقوته.