هدنة الحديدة على المحك .. هل يفشل الاختبار؟
الصمود | متابعات
يبدو أن وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة الساحلية لم يصمد طويلا، بعد استهداف مرتزقة العدوان عدداً من المناطق السكنية بالحديدة بأكثر من 38 قذيفة مدفعية و14 صاروخاً، فيما أكد القوات المسلحة الالتزام بإعلان وقف إطلاق النار والاستمرار في إبلاغ لجنة التنسيق المشتركة بما يحدث من خروقات.
ويواجه وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة من ساعاته الأولى في يومه الأول من خروقات لقوى العدوان، حيث دخل منتصف ليل أمس الاثنين حيز التنفيذ وفقا للاتفاق الذي جرى التفاهم بشانه في مشاورات السلام اليمنية في ستوكهولم.
وكما كان متوقعاً لم يلتزم مرتزقة العدوان بالتفاهمات التي أسفرت عنها مشاورات السويد، حيث تم الانقلاب على التهدئة التي ذهبت أدراج الرياح، وعاد القصف الجوي والمدفعي، والعمليات الهجومية التي يشنها طيران ومرتزقة العدوان وذلك بهدف إجهاض ما تم التوصل إليه من تفاهمات تفضي إلى تهيئة الأجواء أمام جولة المفاوضات القادمة التي من المتوقع أن تشمل الإطار السياسي الذي من شأن التوافق عليه وضع الخطوة الأولى على طريق حل الأزمة اليمنية.
ونفذت قوى العدوان السعودي، اليوم الثلاثاء، عملية تسلل على مواقع الجيش واللجان الشعبية في الساحل الغربي استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، بعد ساعات من إعلان وقف إطلاق النار.
كما استهدفت قوى العدوان بمعدلات رشاشة قرية الزعفران في كيلو 16 ومدينة الشباب.
وحلق طيران العدوان الحربي والتجسسي في سماء مدينة الحديدة وعدد من مديريات محافظة الحديدة.
ورغم اختراقات تحالف العدوان السعودي الاماراتي اكدت القوات المسلحة اليمنية التزامها بوقف إطلاق النار في الحديدة وقال المتحدث باسمها العميد يحيى السريع ان العدو يستغل تأخر وصول اللجنة المكلفة من الأمم المتحدة بالإشراف على وقف إطلاق النار في الحديدة.
واوضح السريع ان مرتزقة العدوان استهدفوا عدداً من المناطق السكنية بالحديدة بأكثر من 38 قذيفة مدفعية و14 صاروخاً و لافتا ان 26غارة جوية لطيران العدوان على محافظات مختلفة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وحمل متحدث القوات المسلحة قوى العدوان والمرتزقة المسؤولية الكاملة عن أي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار بالحديدة مؤكدا أهمية اضطلاع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بدور فاعل في ذلك.
وأشار إلى أن قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة تأمل أن يكون اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة مقدمة لوقف شامل في عموم الوطن وإحلال السلام ورفع المعاناة عن الشعب اليمني.
وفي جلسة عقدت قيادة أحزاب اللقاء المشترك اليوم الثلاثاء بحضور عضو اللقاء المشترك وممثله في الوفد الوطني المفاوض حميد عاصم، وسليم المغلس عضو الوفد الوطني المفاوض، للاستماع لتفاصيل مشاورات ستوكهولم ومخرجاتها، استعرض أعضاء الوفد بعض تفاصيل ما يتعلق بملف الحديدة وعدم صحة ما يشيعه وفد المرتزقة حول تسليمها، وأن الاتفاق هو لجنة مشتركة تتكون من ستة أعضاء، ثلاثة من كل طرف يرأس اللجنة ممثل عن الأمم المتحدة، مهامها معروفة بحسب الاتفاق المعلن، وأن السلطات التنفيذية والمحلية القائمة هي المعنية بإدارة الحديدة كما هو واضح من نص مخرجات ستوكهولم.
ونبهت قيادة أحزاب اللقاء المشترك الوفد الوطني من الانسياق خلف خطوات القبول بالحل المُجَزّأ وأن أي تنازلات لا تحقق السلام ورفع الحصار ووقف العدوان قد تغري العدوان الذي لا يفهم في العملية السياسية، وليس هناك مؤشرات بتوجهه نحو السلام، حيث مارس عدة خروقات لوقف إطلاق النار في الحديدة بحسب مخرجات ستوكهولم.
من جانبها نشرت قناة الجزيرة تسريبات من مشروع القرار البريطاني المرتقب التصويت عليه هذا الأسبوع بشأن الوضع في اليمن والذي يقر الاتفاقيات التي توصل إليها وفد صنعاء ووفد الرياض بشأن الحديدة.
وقالت ان مشروع القرار البريطاني يدعو الأطراف اليمنية لتسهيل تدفق الإمدادات التجارية والإنسانية دون عوائق وللوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني وحماية المرافق الطبية.
ويعتمد ملايين الأشخاص على المساعدات الغذائية. وكانت أكثر من 80% من واردات اليمن تدخل عبر ميناء الحديدة، لكن ذلك تباطأ إلى حد كبير بسبب العدوان السعودي والاشتباكات العسكرية في المحافظة. ووضع هذا العدوان الهمجي، اليمن، أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية، على شفا مجاعة.
وكان دبلوماسيون قد أكدوا يوم الإثنين أن مجلس الأمن الدولي يدرس مشروع قرار يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تقديم مقترحات بحلول نهاية الشهر بشأن كيفية مراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة الذي اتفق عليه الاطراف اليمنية.
ولم يتضح متى سيتم طرحه للتصويت. ويحتاج القرار إلى تسعة أصوات مؤيدة وألا تستخدم الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا أو الصين أو روسيا حق النقض.
مواقع التواصل ترصد خروقات هدنة الحديدة
منذ الدقيقة الأولى لبدء إعلان سريان اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة، لم تتوقف حسابات العديد من اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي عن رصد خروقات الاتفاق.
ونشر ناشطون من المدينة، معلومات عن سماعهم أصوات قصف مدفعي بعد دقائق من سريان اتفاق وقف إطلاق النار، فيما لم تتوقف الاتهامات بشأن الطرف المسؤول عن بدء خرق الهدنة.
وتداول ناشطون وسم #الحديدة خلال رصدهم للخروقات واتهمو الحكومة المستقيلة والتحالف بخرق الهدنة، وشن هجمات على مدينة الحديدة.
وكتب حساب “حوثي ورافع رأسي”، “ملتزمين بالهدنة في #الحديدة لكن في تويتر لا هدنة ولا مهادنة لأن الغزاة ومرتزقتهم جالسون يتسللوا واحنا لازم نفشل كل تسللاتهم واختراقاتهم”.
وكتب حساب “زهور المسيرة” “بعد مرور ساعة من سريان إعلان وقف إطلاق النار هدوء تام وحذر يلف مدينة #الحديدة ومحيطها وغياب للطيران المعادي بما فيها الزنانة لأول مرة منذ بداية العدوان ولا صحة للأخبار المتداولة في قنوات العدوان”.
وبخرق الهدنة ضرب مرتزقة العدوان بالتفاهمات التي أفضت عنها مشاورات ستوكهولم عرض الحائط ، وهو ما يفسر رفض وفد المرتزقة التوقيع على مسودة التفاهمات المتفق عليها برعاية أممية ، فالتوجيهات السعودية والإماراتية التي صدرت للمرتزقة عطفاً على الأوامر الأمريكية نصت على المراوغة والتسويف وعدم التوقيع على ما يتم التفاهم بشأنه ، وعلى وجه الخصوص ملف محافظة الحديدة ، التي لا يريد الأمريكان ومن خلفهم آل سعود المرتزقة أن يتوقف العدوان عليها.
ان ما يحصل في الحديدة جريمة في حق الإنسانية وانتهاك سافر للقوانين والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان، ويجب وضع حد لهذا الإجرام، وإلزام قوى العدوان ومرتزقتهم بالتفاهمات المتوافق عليها في ستوكهولم إذا ما كانت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي جادين في تحقيق السلام في اليمن وطي ملف الأزمة اليمنية وإيقاف العدوان ورفع الحصار وإنهاء معاناة 30مليون مواطن يمني.