صمود وانتصار

المنهجية القرآنية في تبسيط القضايا وترتيبها هامة في العمل الثقافي، لا تقدم الدين للناس حملا.

الصمود|الثقافة القرانية : عندما نرجع إلى قضية منهج نحن قلنا: نستوحي منهجية في عملنا من خلال القرآن الكريم من خلال أسلوبه من خلال ترتيبه للقضايا تعطي منهجية للناس، عندما يعملون عندما يتحركون، هنا يقدم القضية تبيينا متكاملا، تبسيطا للمسألة، أليس هذا موجوداً؟ عندما تقول للناس: نحن عندما نتجه على الطريقة هذه لاحظ المسألة هي سهلة في الواقع، أعني: ليست القضية أنه عندما نتحرك في هذا الطريق فقط تحصل المصائب والمشاكل والعناء والخوف… لا. هذه هي تحصل عند الآخرين وستحصل عندنا، ولو كنا على طريق أخرى ليس معناه سنكون في وضعية صحيحة وسالمين ولا يحصل علينا أي شيء يخيفنا ولا أي شيء يقهرنا ولا أي شيء يتعبنا وإنما فقط عندما نتحرك في سبيل الله، بل العكس هو الصحيح، أن من لا يتحركون في سبيل الله هم يعانون أكثر، قد تكون المصائب عليهم أكبر وتكون وضعيتهم تقريباً إلى ما لا نهاية في السوء.

بينما من يسيرون في سبيل الله لو عانوا مرحلة معينة وصبروا هي القضية التي في نصوص القرآن الكثيرة تتكرر كسنة إلهية متى ما صبروا هو الصبر الذي يأتي بعده فرج هو العناء الذي يأتي معه تأييد، تأييد نفسي تجعلك تتحمل، بينما في الحالة الأخرى في حالة أن يكون السوء وأنت قاعد ومتخلف يكون للشيء وقعه الكبير على نفسك، تكون منهاراً معنوياً فتكون المصائب لها وقعها الكبير على نفسك، أعني: لو استوت مصيبتي ومصيبتك أنا متحرك وأنت قاعد لو استوت في شكليتها فالفارق الكبير في وقعها علي وعليك، هذه القضية كبيرة؛ ولهذا قال الله:{إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ}(النساء: من الآية104) .

عندما تكون أنت ترجوا من الله مالا يرجوه الطرف الآخر معنى هذا ماذا؟ يزيدك هذا، يجعلك تتحمل القضية فلا يكون للمصيبة وقع عليك، أو للشيء الذي يعتبر مخيفا وقع على نفسك كما لو وقع على الآخر، إذاً القضية أشد نكاية فيه وأشد وقعا عليه سيكون عذاباً شديداً. هذه قضية، التبسيط للمسألة ونحن بحاجة إلى هذه أعني: قضية مؤكدة في عمل الناس لا تقدم الدين حملا للناس حملا ومتاعب [والجنة حفت بالمكاره! والمؤمن يصب عليه البلاء صباً! ولازم نصبر ولازم كذا…] هذا غير صحيح.

ذكر الناس بأنه يأتي حتى لو لم نتحرك سيأتي لنا أشد مما نحن فيه، أفضل أن يكون العناء في سبيل الله [إذا قد أنت من مات يوم السبت فيوم الجمعة أفضل] مثلما يقولون، أليسوا يقولون هكذا؟ فهذا أسلوب هام جداً وطريقة ضرورية جداً؛ لأنك تجعل الإنسان هو ينطلق، عندما يقال لك أن تعطي مقارنات للناس تجعل القضية مبسطة لديهم وتصبح بسيطة عندما ترى بأنه فعلاً هي مصائب هنا أو هنا، لكنها هنا هي أفضل؛ لأنه يأتي بعدها فرج وأجر كبير من الله أو الشهادة لو حصلت المسألة وأدت إلى أن يقتل، بينما هنا في الطريق الآخر سيكون بدون مقابل، أليس سيعتبر هذا أفضل وأبسط وأسهل ؟.

لكن أحياناً نأتي نتحدث في اتجاه واحد فقط: [يجب علينا أن نصبر ولو عانى الإنسان في سبيل ذلك فهو يعاني في سبيل الله…!] ونكون في نفس الوقت نقدم القضية أمام الناس بأنه سيلاقي مصائب وعقبات ويتصور بأنه لو كان قاعداً وليس هناك عمل في سبيل الله لما حصلت الأشياء هذه، وفي الأخير يقدم الدين للناس والعمل في سبيل الله للناس وكأنه أحمال ثقيلة هنا يقول: {وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ} (البقرة: من الآية41) عبارة ما ينبغي أن تكونوا كذا… كذا… هي قضية تعطيك أيضاً أسلوباً مع الآخرين.

نقول نحن مثلاً: الله سبحانه وتعالى أنعم علينا بالقرآن الكريم ، أنعم علينا بموقع هام جداً من الناحية الجغرافية من ناحية الثروات الهائلة التي نرقد عليها في باطن الأرض التي نحن فيها في الجزيرة العربية هذه ما ينبغي أن نكون نحن أضعف الناس، لا ينبغي أن نكون أول كافرين بهذه النعمة، نعمة على ظاهر الأرض القرآن الكريم، ونعمة في باطن الأرض الثروات الهائلة، نعمة في الموقع بكله؛ ولهذا يتسابق الآخرون عليه؛ لأنه موقع يعرفون بأن من يسيطر عليه يسيطر على العالم، الإسرائيليون الذين دولتهم ما تزال جديدة ولها فترة قصيرة عندهم طموح أن يهيمنوا على المنطقة هذه، لأنهم يعتقدون أن الهيمنة على المنطقة هذه يعني هيمنة على العالم بكله وهذه حقيقة باعتبار موقعه باعتبار ثرواته الهائلة.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيدحسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.

[الدرس الرابع من دروس رمضان من صفحة [9 ـ 10]]