بالصور .. لقاء تشاوري لخطباء ومرشدي أمانة العاصمة لتعزيز الوعي المجتمعي بأحكام ومقاصد فريضة الزكاة
الصمود / 7 / يناير
متابعات/
نظمت الهيئة العامة للزكاة بالتنسيق مع وزارة الأوقاف والإرشاد اليوم بصنعاء، اللقاء التشاوري الأول لخطباء ومرشدي أمانة العاصمة تعزيزا لدورهم الديني في توعية وإرشاد الناس بأحكام ومقاصد فريضة الزكاة والإعلاء من شأنها.
وفي اللقاء أكد مفتي الديار اليمنية رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين، أهمية اضطلاع العلماء والخطباء والمرشدين بمسئولياتهم خلال المرحلة الراهنة في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية أداء فريضة الزكاة ودورها في سد حاجة المحتاجين والفقراء.
وأشار إلى حاجة الأمة اليوم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأداء الأمانة وقول كلمة الحق وحظ الناس على دفع زكاة أموالهم، خاصة في ظل الظروف التي يمر بها الوطن وما يتعرض له من عدوان وحصار وحرب إقتصادية، أدى ذلك لارتفاع نسبة الفقر والمجاعة ، مؤكداً أن تفعيل فريضة الزكاة وتوزيعها في مصارفها الشرعية الثمانية، لما احتاج أبناء اليمن إلى مساعدات المنظمات الدولية وإغاثة المجتمع الدولي .. لافتا إلى أن الزكاة التي تعد الركن الثالث من أركان الإسلام، تحدث عنها النبي عليه الصلاة والسلام بأنها قنطرة الإسلام التي تخرج العباد من مرحلة الذلة والفقر والحاجة إلى العز والغناء .
وتطرق العلامة شرف الدين إلى أن شريحة الفقراء تضاعفت جراء الأوضاع الراهنة، في حين انحدرت الطبقة الوسطى وأصبحت تعاني من شبح المجاعة والفقر، ما يتطلب تضافر جهود الجميع خاصة العلماء والخطباء بتقديم النصح والإرشاد بأهمية دفع الزكاة من الأغنياء على الفقراء ومصارفها المحددة كما أمر المولى تبارك وتعالى .
وأشاد بدور الهيئة العامة للزكاة وجهودها في تفعيل الواجب الشرعي من خلال أنشطتها، وتوزيع جزء من المبالغ الزكوية على فقراء الساحل الغربي، والمساهمة في الإفراج عن 53 سجينا من الغارمين في خمس محافظات بدفع ما عليهم من مبالغ مالية للغير ، كما حث في ختام كلمته أبناء الشعب اليمني على تعزيز التلاحم والاصطفاف لمواجهة العدوان والدفاع عن اليمن وأمنه واستقراره .. مؤكدا أهمية الدور التنويري للعلماء والخطباء في توضيح ما يرتكبه العدوان من جرائم وانتهاكات بحق اليمنيين منذ ما يقارب أربع سنوات.
من جانبه أشار نائب وزير الأوقاف والإرشاد العلامة فؤاد محمد ناجي إلى أن الزكاة فريضة دينية افترضها الله على عباده ترغيبا وتهديدا ووعيدا كما قال تعالى ” وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ * الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ “.
وأكد أن إيمان المرء لا يكتمل إلا بأداء فريضة الزكاة باعتبارها تطهير من درن وشح النفس .. لافتا إلى أن الزكاة فريضة شرعية ذات نظام متكامل، تهدف لتحقيق مصالح العباد والبلاد وتعزيز التكافل الاجتماعي، وسد حاجة المحتاجين، وإغناء الفقراء والأيتام والأرامل وغيرهم ، لافتاً إلى أن أهمية اللقاء التشاوري، تمكن في انعقاده بداية عام 2019م، سيما والتجار ورجال الأعمال يقومون بعمليات جرد لحساباتهم وأموالهم، ما يعزز من التوعية بأهمية إخراج زكاة أموالهم خاصة في ظل الظروف الراهنة جراء العدوان والحصار.
وشدد على أهمية تعزيز التنسيق بين وزارة الأوقاف والإرشاد ومكاتبها بالمحافظات والهيئة العامة للزكاة لتفعيل الدور الإرشادي والتوعوي في الجانب الزكوي .. مشيدا بتوجه القيادة السياسية لوجود وعاء حقيقي للزكاة ووضعها في مكانها الصحيح ضمن المصارف الشرعية ، مؤكداً سعي الوزارة ودعمها لتوجه الهيئة من خلال دور العلماء والخطباء والمنابر الدينية لحظ الناس على دفع زكاة أموالهم وتعريف المجتمع بفضل هذه الفريضة ودورها في تفريج كربات المواطنين وقضاء حوائجهم.
بدوره أوضح أمين العاصمة حمود محمد عباد أن تصويب مسار الزكاة في الإتجاه السليم، يجسد المعنى الحقيقي لفريضة الزكاة ومقاصدها الدينية وفوائدها في توازن العلاقة بين البشر .. لافتا إلى أهمية الدور التوعوي والإرشادي للعلماء والخطباء والمرشدين في التعريف بفقه الزكاة وأحكامها وفوائدها بما يحقق تعميقها في النفوس وإعلاء شأنها ومكانتها في المجتمع ، مشيراً إلى أن تأسيس الهيئة العامة للزكاة خلال المرحلة الراهنة، يؤكد توجه الدولة لتحقيق المصلحة الشرعية العامة من خلال ولايتها لجمع الزكاة وصرفها في مصارفها الشرعية .
وبين أن مسئولية الخطباء والعلماء والدعاة في إحياء فريضة الزكاة جزء من مسئولية الرسالة الدينية العظيمة التي يقومون بها في تبليغ رسالات الله وإصلاح واقع الحياة ومواجهة المستكبرين والطغاة .. لافتا إلى أن الزكاة فريضة يجب أن تقام وفي إخراجها وصرفها في الأوجه الشرعية طاعة لله عز وجل وتحقيق التكافل الإجتماعي والتكامل المعيشي وكسرا للحصار الإقتصادي الذي تفرضه دول العدوان على اليمن.
وعرج أمين العاصمة على المخاوف التي يبديها التجار ورجال الأعمال في تسليم زكاة الأموال إلى جهات غير موثوقة .. مؤكدا بهذا الشأن أن تلك المخاوف بٌددت بوجود هيئة معنية بالزكاة يرأسها كوكبة من العلماء الذين يحملون الأمانة في استلام أموال الزكاة وتسليمها للمستحقين وفقا للواجبات الشرعية والمقاصد الربانية ، كما أكد عٌباد أهمية وضع الهيئة لأولويات في خططها وبرامجها في تنمية المشاريع الاقتصادية وتأكيدا على روحية التكافل الاجتماعي .. مؤكدا أن أمانة العاصمة ستكون دعما وعونا وسندا للهيئة في تحصيل وتنمية الإيرادات الزكوية .
من جهته أوضح رئيس الهيئة العامة للزكاة شمسان أبو نشطان، أهمية دور العلماء والخطباء والمرشدين في تبصير المجتمع بأحكام فريضة الزكاة ومقاصدها الشرعية التي ذكرها الله تعالى في كتاب الكريم ، موضحاً أن الهيئة حرصت على إنشاء الإدارة العامة للعلاقات الاجتماعية، لتعزيز الدور المجتمعي والتنسيق لحصر الأسر الفقيرة والمحتاجة والأيتام، وجمع بياناتهم ليتم استهدافهم وتوزيع أموال الزكاة على أحد مصارفها .. معتبرا الخطباء والعلماء سفراء وعون وسند للهيئة في إيراد الزكاة وتنميتها وإخراجها من الأغنياء، لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.
وقال” اليوم أعداء الإسلام يحاصرون الشعب اليمني برا وبحرا وجوا، ما يستدعي ذلك تعاون وتكاتف الجميع لتجاوز هذه التحديات “.. معبرا عن ثقته في قدرة العلماء والخطباء على أداء الدور التنويري والتوعوي المناط بهم في حظ الناس على دفع الزكاة وإخراجها.
وأكد أبو نشطان حرص الهيئة على تخفيف معاناة الفقراء والمحتاجين من خلال إنشاء مشاريع صغيرة تسهم في استمرار الدخل والاكتفاء الذاتي لهم .. وأضاف ” لن نطمح أن يكون هناك سلال غذائية للفقراء نهاية كل شهر فقط ولكن بتعاونكم سنطمح إلى أكثر من ذلك وسيعم الخير الجميع وسيصل الخير إلى كل قرية وعزلة ومنطقة ومدينة “.
وتطرق إلى أن الهيئة أنشأت الإدارة العامة للتمكين الإقتصادي لإيجاد مشاريع تمكن الفقراء من القدرة على إعالة أسرهم ومجتمعهم والإكتفاء الذاتي ، معرباً عن أمله في أن تكون الهيئة وقيادتها وكوادرها عن مستوى ظن المجتمع في تحمل المسئولية أمام الله تعالى والناس في تسليم أموال الزكاة وصرفها في مصارفها الشرعية ، داعياً الخطباء والعلماء إلى تعزيز الوعي للتجار ورجال المال والأعمال .. وقال” إذا رأينا النسبة التي تورد من الزكاة إنما هي قليلة من عامة الناس، ما يتطلب تعزيز الثقة بين الهيئة وعامة الناس، بما يمكنهم من دفع الزكاة وصرفها في المصارف الشرعية لها “.
كما أكد إلى أن الشعب اليمني قادر على أن يصنع من هذه الفريضة الدينية، المعجزات من خلال تفعيل الركن الثالث من أركان الإسلام، وإيرادها وصرفها .. مؤكدا أن العلماء والخطباء والسلطات المحلية بأمانة العاصمة والمحافظات، سندا وعونا للهيئة وإنجاح خططها وبرامجها وعملها ومهامها التي أنشأت من أجلها .