صمود وانتصار

مؤشرات توتر العلاقات بين الرياض والرباط

الصمود|متابعات

أكد غياب المغرب للمرة الثانية عن المشاركة في مناورات عسكرية، تشارك بها 6 دول عربية بقيادة سعودية، توتراً صامتاً تعرفه العلاقات بين الرباط والرياض، ونأي المغرب عن السياسات الخارجية السعودية، وفي بعض الأحيان الذهاب بعيداً في التعبير عن عدم ارتياحه لهذه السياسات.

وأعلنت وزارة الدفاع السعودية عن انطلاق مناورات عسكرية بحرية، تشارك فيها 6 دول عربية، هي السعودية ومصر والأردن والسودان واليمن وجيبوتي، لمدة 5 أيام، وتهدف إلى “تعزيز الأمن البحري للدول المطلة على البحر الأحمر وحماية المياه الإقليمية وتعزيز التعاون العسكري، وتبادل الخبرات القتالية بين البلدان المشاركة”، ولم تُذكر المغرب، ودون أن تعلن الرباط سبب غيابها للمرة الثانية عن هذه المناورات، ولم تشارك المغرب في مناورات عسكرية أو عمل عسكري تشارك به السعودية منذ 2016.

ونفى مصدر عسكري مغربي الأسبوع الماضي “مشاركة مغربية في قوات عربية بقيادة السعودية متجهة نحو الأراضي السورية”، فيما يشبه الرد على تحركات الجيش التركي، وقال: “إن تحركات القوات المسلحة الملكية خارج أراضي المملكة فيما عدا التدريب والتمارين العسكرية، تكون محطّ بلاغات رسمية من القيادة العامة للجيش المغربي، طبقاً للأعراف المغربية والديمقراطية”، وأوضح أنه “لا مصلحة للمغرب في المشاركة في نزاع غير واضحة أطرافه وأسبابه”، وأن “المغرب يحترم مواثيق الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي”.

وأرجعت مصادر دبلوماسية مغربية عدم المشاركة المغربية إلى عدم ارتياح الرباط للسياسة السعودية تجاه عدد من الملفات، منها ما يتعلق بدول الجوار السعودي أو له علاقة مباشرة بالمغرب.

وقالت المصادر: إن بداية عدم الارتياح جاءت من محاولة السعودية عرقلة اتصالات بين المغرب وجماعة أنصار الله من أجل تسلّم جثمان طيار مغربي سقطت طائرته في اليمن في أيار/ مايو 2015، وإن المغرب نجح من خلال طرف ثالث بتسلم الجثمان وقرر بعدها عدم مشاركته من خلال سرب طائرات أف 16 كانت ترابط في الإمارات أثناء الغارات على الأراضي اليمنية، دون أن يعلن رسمياً الانسحاب من التحالف العربي بقيادة السعودية الذي يشن حرباً على اليمن منذ 2015.

وتحوّل عدم الارتياح المغربي من السياسة السعودية إلى انزعاج بعد قيادة الرياض تحالفاً عربياً لمحاصرة قطر، وقرر المغرب انتهاج سياسة الحياد بعيداً عن قرار السعودية بفرض حصار على قطر حيث أرسل المغرب طائرة محملة بمواد غذائية طبية، إشارة إلى عدم انسياقه وراء الرياض واستعداده للعب دور الوسيط ودعم الوساطة الكويتية.

وعرفت العلاقات السعودية المغربية توتراً حين تولّت الرياض الدفاع عن احتضان أمريكا مونديال 2026 على حساب المغرب، وذهبت بعيداً في حشد المؤيدين لأمريكا.

وشنّ الإعلام السعودي والقريب منه حملة ضد المغرب لتبرير عدم التصويت لمصلحة المغرب، وهو ما دفع المغرب إلى الاعتذار عن المشاركة في اجتماع لوزراء الإعلام في دول التحالف العربي في اليمن.

والتقى العاهل المغربي الملك محمد السادس في باريس، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في عشاء برفقة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، الذي نشر تدوينة على حسابه في تويتر، كإشارة إلى صفاء العلاقات، وهو ما لم يثبت بعد أن تمسكت الرياض بموقفها المناهض لاحتضان المغرب لمونديال 2026، وتأكد الفتور في العلاقات حين رفض المغرب الدفاع عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في جريمة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، رغم زيارة الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية السعودي إلى المغرب، ولقائه بالملك محمد السادس.