شهد تاريخ العديد من بلدان العالم مظالم كانت أشد وقعا من مظالم احتلالها من قبل الغزاة والمحتلين، وهذه المظالم هي مظالم الكذب والنفاق وتزييف الحقائق الى درجة تحويل السفاحين والمجرمين والعملاء والمرتزقة والخونة الى “ابطال” ، وتحويل اصحاب الارض والابطال والوطنيين والمضحين والشهداء الى “عملاء” و”خونة”.
هناك امثلة عديدة في تاريخ شعوب العالم على هذا التزوير والتزييف وطمس الحقائق، وهي امثلة لا عد لها، ويمكن تلمس مثل هذا التزييف الوقح والصلف في يومنا هذا وفي جغرافيتنا التي نعيش فيها، فتحول سفاحو “داعش” والنصرة من الارهابيين والتكفيريين الى “ثوار” ، وداعموهم من اصحاب مشاريع الفتنة الى اصدقاء للشعوب، بينما تحول المقاومون والجيوش الوطنية التي تقارع جيوش الظلام ، الى ميليشا وارهابيين.
من اكثر الامثلة إيلاما والتي تؤكد مظلومية الشعوب الرافضة للعدوان والطغيان والعبودية هو مقاومة الشعب اليمني البطل للهجمة الظالمة التي يتعرض لها منذ اكثر من اربع سنوات، من قبل اكثر الانظمة تخلفا ورجعية واستبدادا واجراما وفرعونية في العالم ، ومن بين هذه الانظمة يمكن الاشارة الى السعودية والامارات و”اسرائيل” وامريكا ، والتي مازالت توغل في دماء اطفال ونساء وشيوخ اليمن، دون رادع انساني او اخلاقي او ديني.
تعرض الشعب اليمني الفقير الابي لابشع عملية تزوير وقلب للحقائق، حيث الصق طواغيت الارض من اصحاب المال والسلاح، كل فظاعاتهم التي مارسوها في اليمن بأبناء الشعب اليمني الاصيل، فلم يتوان المعتدون ومرتزفتهم عن قتل الاطفال والنساء ، وفرض حصار خانق من البر والبحر والجو على الشعب اليمني، وتدمير مطاراته وموانئه، وقصف وحرمان اليمنيين من الماء والدواء والغذاء، وابادة البنية التحتية، التي بناها الشعب اليمني على مدى عقود طويلة، خلال هذه السنوات الاربع، وقصف رياض الاطفال والمدارس والمساجد والافراح والمآتم والشوارع وخزانات الماء والمزارع والدواجن والمستشفيات، فانتشر المرض والاوبئة، واخذ يفتك باليمنيين وفي مقدمتهم الاطفال، وخطفت المجاعة عشرات الالاف من النفوس الطاهرة، واخذ الجوع يهدد حياة اكثر من عشرين مليون انسان لا ذنب لهم الا انهم رفضوا ان يكونوا تابعين اذلاء لاذناب امريكا والصهيونية العالمية.
في عملية التزوير الفظيعة، حاول تحالف الشر ان يلصق كل تلك الجرائم بابطال اليمن من رجال حركة انصار الله والجيش واللجان الشعبية، مستعينا، باخطبوط ضخم من الفضائيات ووسائل الاعلام التي تكتم على الناس انفاسهم، بفضل عائدات النفط والغاز الضخمة، وبفضل اعلام اسيادهم في امريكا و “اسرائيل” والغرب بشكل عام، ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، فقد تمكنت قوة الحق التي يمتلكها الشعب اليمني، ان تكشف للعالم اجمع عملية التزوير وتوضح الحقيقة، عندما رأى العالم اجمع، بالصوت والصورة، ضحايا هذه الحرب الظالمة على اليمن، وهي اشلاء الاطفال الممزقة بصواريخ امريكا والغرب “الذكية” ، والهياكل العظمية للاطفال التي لم يترك لها الجوع من قوة حتى على التنفس.
ليس فقط مآسي اطفال اليمن، هي من فضحت قوى الشر والعدوان، بل قتلى المعتدين على يد ابناء الشعب اليمني البطل، هو ايضا فضح قوى الشر، فكل هؤلاء القتلى هم من العسكريين السعوديين والاماراتيين ومرتزقتهم من الداخل والخارج، في الوقت الذي تقصف طائرات العدوان، التي تنطلق من قواعدها وتعود اليها بتوجيه الرادارات والاقمار الصناعية الامريكية، بصواريخها الحديثة، اطفال ونساء اليمن، وآخرها جريمة، قصف الباص المدرسي، الذي اعتبرته السعودية هدفا عسكريا مشروعا، وذهب ضحيته عشرات الاطفال باعمار الزهور، ترسل حركة انصار الله طائرة مسيرة تنفجر فوق عرض عسكري في قاعدة العند الاستراتيجية والشديدة التحصين في لحج، وتقتل ليس الاطفال والنساء والمدنيين، بل كبار مرتزقة العدوان من الجنرالات والعسكريين امثال رئيس هيئة الأركان العامة اللواء سالم عبدالله النخعي، ونائبه اللواء صالح الزنداني، و اللواء محمد صالح طماح قائد الاستخبارات العسكرية اليمنية ومحافظ لحج اللواء عبدالله التركي، ووكيل المحافظة صالح البكري، وقائد معسكر العند اللواء محمد جواس.
ان هوية الشهداء الذين يسقطون جراء القصف العشوائي لطائرات وصواريخ العدوان، وهوية القتلى الذين يسقطون من جانب قوى العدوان ومرتزقته، بفضل مقاومة ابناء الشعب اليمني، كانت بمثابة الضربة القاضية التي نزلت على كل عمليات التزوير التي مارستها دول العدوان خلال السنوات الاربع الماضية.