اعترف مدير عام شركة “NSO” الإسرائيلية المتخصصة في صناعة البرمجيات التي تستخدم للاختراقات الإلكترونية، شاليف حوليو، بأن الإمارات استخدمت برمجيات طورتها الشركة للتجسس على أمير قطر تميم بن حمد، ووزير خارجيته محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وقال حوليو، في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، السبت، إنه في 27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، استعرض أمام اجتماع مغلق بمشاركة نحو 400 من موظفي “NSO”، اجتمعوا في قاعة في جامعة تل أبيب، بهدف كشف صورة لحالات تجسس متنوعة بواسطة البرامج الإلكترونية التي طورتها الشركة، تضمنت شريحة واحدة أظهرت عملية التجسس على المسؤولين القطريين.
وكانت تقارير صحفية، نشرت في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، أشارت إلى شراء أجهزة أمنية سيادية إماراتية منظومة “بيغاسوس” التجسسية على الهواتف النقالة، التي تنتجها الشركة الإسرائيلية، للتجسس على هواتف أمير قطر تميم بن حمد، والأمير السعودي متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، وشخصيات أخرى، وذلك في 2014.
وتفيد التقارير أن هذه المحادثات تتعلق “بالفدية التي زُعِم أن قطر دفعتها لإطلاق سراح 28 شخصا من الأسرة الحاكمة كانوا يشاركون في رحلة صيد في جنوبي العراق، ثم خطفتهم جماعات إرهابية”
وكشف حوليو أن وكالة مراقبة صادرات الدفاع الإسرائيلية (DECA) أجازت ثلاث صفقات مع الإمارات العربية المتحدة لبيع برمجيات NSO، على الرغم من أن الوكالة من المفترض أن تعطي الإذن لـ “هدف مكافحة الإرهاب والجريمة”.
هذه الصفقات —التي يزعم أن مسؤولين عسكريين إسرائيليين سابقين رفيعي المستوى لهم علاقات وثيقة مع مسؤول إماراتي رفيع المستوى- قد جمعت ما مجموعه 80 مليون دولار من العائدات إلى مكتب الإحصاء الوطني الإسرائيلي.
وزعمت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في أغسطس/آب الماضي أن الإمارات حاولت التجسس على هاتف أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأمير سعودي، والعديد من المعارضين في دول مجاورة.
وقالت الصحيفة في تقريرها إن مسؤولين في الإمارات طلبوا تسجيل مكالمات أمير قطر الهاتفية، بالإضافة إلى تسجيل مكالمات الأمير متعب بن عبد الله، قائد الحرس الوطني السعودي السابق، بحسب رسائل بريد إلكترونية مسربة قدمت في قضيتين ضد “إن إس أو” (NSO) الشركة المصنعة لبرامج المراقبة التي استعانت بها أبوظبي، وتتخذ من “إسرائيل” مقرا لها.
وذكرت الصحيفة أن قادة الإمارات يستخدمون برامج التجسس الإسرائيلية منذ أكثر من عام، حيث حولوا الهواتف الذكية للمعارضين في الداخل أو المنافسين بالخارج إلى أجهزة مراقبة.
وتابعت: “عندما عرض على كبار المسؤولين الإماراتيين تحديث باهظ لتكنولوجيا التجسس، أرادوا التأكد من أنها تعمل. وسأل الإماراتيون، وفق الرسائل المسربة: هل يمكن للشركة تسجيل هواتف أمير قطر، ماذا عن هاتف الأمير السعودي القوي الذي أخرج الحرس الوطني للمملكة؟ أو ماذا عن تسجيل هاتف رئيس تحرير صحيفة عربية في لندن؟”.
وبحسب الصحيفة، ليست قطر وحدها التي كانت مستهدفة من عملية التجسس الإماراتية الواسعة، وإنما أظهرت رسائل البريد الإلكتروني أن الإمارات طلبت من الشركة اعتراض مكالمات هاتفية للأمير متعب بن عبد الله، الذي كان يعتبر منافسا قويا على العرش السعودي وكان وزيرا للحرس الوطني.
وأعرب الأمير متعب في اتصال هاتفي عن دهشته من تنصت الإمارات على هاتفه وقال “إنهم لا يحتاجون إلى اختراق هاتفي، سأقول لهم ما أفعله”.
وبحسب الرسائل المسربة، فإن الإماراتيين طلبوا أيضا اعتراض مكالمات رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الذي لاحقته السعودية باحتجازه أسبوعين، وأجبرته على تقديم الاستقالة التي ألغاها لاحقا بعد عودته إلى لبنان، وفقا للصحيفة.