صمود وانتصار

(وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ)

الصمود

(وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) حتى في تعبيرهم في كلامهم والله يعلم أعمالهم (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ) كيف هو هذا الابتلاء كيف هو هذا الاختبار في مدرسة يتجه الإنسان بقلم ويستلم الصفحات ويقوم يكتب الجواب على الأسئلة؟ أجل مدرسة لكن ليست على ذلك النحو هي هذه الحياة، وما فيها من أحداث وما تكتبه بأفعالك وأقوالك وما تحدده من مواقفك وولاءاتك وعداواتك اين أنت وأين تتجه (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) وأمام أحداث كهذه التي نحن نعيشها نحن في مقام هذا الابتلاء وفي مقام هذا الاختبار وإلى متى البعض يتصور أن هذا الابتلاء لم يأت بعد، فهل ينتظر له ليأتي يوم القيامة؟ لا، نحن في هذا الزمن نعيش أمام هذه الأحداث والعواصف، هذا الاختبار الله سبحانه وتعالى أيضا يوضح أن ما يجلي المؤمنين والمنافقين والذين في قلوبهم مرض وهذه الفئات الموجودة أصلا في داخل المجتمع المسلم، هو الأحداث وهو التحديات وهو مدى الموقف من هذه الأحداث في قصة الأحزاب غزوة الأحزاب وقد أتى الأعداء بجموعهم وجيوشهم وحاصروا المدينة المنورة، وأرادوا اجتياحها والسيطرة عليها، وتحرك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليتحرك بالمسلمين لمواجهة هذا التحدي والقيام بالمسؤولية أمام ذلك الخطر، يتحدث القرآن الكريم عن ذلك يقول الله تعالى: (إِذْ جَاءُوكُم) يعني الأعداء (فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ) فأحاطوا بالمدينة من كل الاتجاهات (وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا) يعني كان الحدث أثره في الضغط على كثير من الناس والتأثير النفسي والمعنوي عليهم، (هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا) وليس المقصود يعني هزات أرضية، هذا الزلزال يعني مستوى الضغط ضغط الأحداث تأثيرها، عندما يشاهدون أن هناك فئات تخلخل الصف من الداخل ومهزوزة جداً من الأحداث لدرجة تسعى فيها للتنصل عن المسؤولية وللتخذيل وتثبيط الآخرين، ويرون مستوى الخطر خطر اجتياح الأعداء وما يمكن أن يحدث فيما لو تمكن الأعداء ونجحوا من السيطرة في سعيهم لاجتياح المدينة، فيسمى هذا زلزالاً (وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا) يعني ليس المقصود هزات أرضية هذا زلزلة المشاكل والتحديات، (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا) المنافقون ليس عندهم ثقة بالله أبداً، ولا يحسبون حساب التوكل على الله والاعتماد على الله في مواجهة التحديات والأخطار وأنه يمكن للناس أن ينهضوا بمسؤوليتهم ويقوموا بواجبهم ويتوكلوا على الله ربهم وهو سبحانه خير الناصرين نعم المولى ونعم النصير، وعندما يسمعون طرحاً كهذا وحديثاً كهذا وتذكيراً للناس بهذا، أنه ياقوم لنواجه هذا التحدي ولنقف في وجه هذا الخطر ولنعتمد على الله ولنثق بالله ولنتوكل على الله ولنلتجئ إلى الله وهو الناصر والمعين، يعتبر أنه لا معنى لهذا الكلام ونقول يا أيها الناس

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

المحاضرة السادسة للسيد عبد الملك بدرالدين الحوثي في ذكرى الهجرة النبوية 1440هـ.