في حوار صحفي .. متحدث القوات المسلحة يكشف عن صواريخ باليستية لم يتوقعها العدو
الصمود / 26 / مارس
متابعات /
أكّــد المتحدثُ الرسمي باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع، أن الجمهورية اليمنية تمتلك مخزوناً استراتيجياً دفاعياً رادعاً من الصواريخ الباليتسية التي يتم تطويرُها بشكل كبير وقد قطع شوطاً كَبيراً في هذا الجانب.
وأشار العميد يحيى سريع في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية، إلى أن القوةَ الصاروخيةَ اليمنية تملك صواريخ يمكن أن تصلَ إلى ما بعد الرياض وإلى إمارة أبوظبي وأن بنكَ الأهداف يتوسع بشكل مستمر.
ولفت إلى أن ما يقومُ به الجيشُ واللجان الشعبية يأتي ضمن الإجراءات الدفاعية.. مؤكداً أن الشعبَ اليمني مع السلام إذا وُجدت الإرادةُ الحقيقيةُ لذلك أما إذا استمر العدوانُ فليس أمامه أيُّ خيار سوى الخيارات العسكرية.
فيما يلي نص المقابلة :
نص المقابلة التي أجرتها وكالة الأنباء الألمانية (د ب ا): مع المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع…
.
وكالة الأنباء الألمانية ( د ب ا ):
سيادة العميد يحيى سريع نوجه إليكم التحية في بداية هذه المقابلة:
ما ردكم على الاتهامات التي يوجهها الطرف الآخر لكم حول استخدام صواريخ وأسلحة “إيرانية الصنع” ..؟
سمعنا بهذا الكلام كثيراً من قبل إعلام دول تحالف العدوان .. هم يستخدمون الكثير من الذرائع والمبررات لشن عدوانهم على الشعب اليمني .. هذا الشعب معروف عبر التاريخ بأنه شعب له عقلية حربية .. شعب محارب بكل امتياز ومن ضمن المهام الحربية الحصول على الأسلحة وتطويرها بل وصناعتها حتى تتحقق الأهداف المتمثلة في التصدي للعدوان وردع المعتدين وحماية البلاد من الأطماع الخارجية وهذا مشروع لكل شعب أن يدافع عن نفسه وأن يتخذ كل الوسائل الممكنة للحفاظ على أرضه وبلده فعندما يتعرض بلد لتحالف دولي عدواني له أطماع معروفة وارتكب المجازر ودمر البنية التحتية فإن الحديث عن مصدر السلاح يصبح أمراً غير ذي جدوى فلا يهم هنا من أين يأت السلاح بقدر ما يهمنا هو كيف نستمر في الصمود ثم إن السلاح المستخدم من قبل قواتنا معروف مصادره بما في ذلك الصواريخ التي خضعت للتطوير خلال فترة العدوان إضافة إلى الصناعات الحربية المعلن عنها.
ومن المستغرب أن يأتي العدوان ليعيد طرح مثل هذه الذرائع والمبررات بعد أربع سنوات من الصمود وأربع سنوات من الحصار البري والبحري والجوي فمن أين يأتي السلاح إذا كان ما يطرحه صحيحاً وهو يحاصر البر والبحر والجو؟ … ولهذا نؤكد أن اليمني أثبت جدارته في مجال الصناعات العسكرية نتيجة ما تفرضه علينا طبيعة المعركة.
يومين تفصلنا عن ذكرى عمليات التحالف “العدوان” في اليمن، ما حجم الخسائر التي خلفها ضد المدنيين في اليمن .. ؟
منذ الساعات الأولى لشن العدوان تعرضت أحياء شمال العاصمة للقصف الجوي ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى واستمر الأمر على ذلك مع تكثيف الغارات الجوية واليوم هناك ما لا يقل عن 40 ألفاً ما بين شهيد وجريح وبالتأكيد أنكم تابعتم كيف أن القصف طال الأحياء السكنية والقرى والتجمعات المناسباتية للمواطنين كقصف الصالة الكبرى في أكتوبر 2016م وهناك رصد وتوثيق لكافة الجرائم التي طالت المدنيين وكذلك البنية التحتية وكل ما له علاقة بحياة اليمنيين وهناك جهات قانونية تتولى عملية التوثيق والرصد.
في المؤتمر الصحفي ذكرتم أن الجيش يمتلك ويطور صواريخ بالستية طويلة المدى، مشيرين إلى أنها ستصل العمق السعودي والإماراتي ..
نمتلك مشروعية التصدي للعدوان .. قضيتنا عادلة فعندما تتعرض البلد للغزو الأجنبي ولمحاولة الاحتلال فلا مشروعية هنا إلا لمن يقاوم ويدافع عن البلد هذا ما يؤكده التاريخ اليمني وما يتفق مع المنطق والعقل بل ومع الأعراف والقوانين والشرائع السماوية فمن حق أي شعب أن يدافع عن نفسه كنا نقول هذا الكلام منذ بداية العدوان وقد أثبتت الأشهر والسنوات الماضية صحة هذا سيما بعد أن اطلع الجميع على المخطط العدواني والتآمري على اليمن والأهداف الحقيقية لهذا العدوان الذي حاول وضع ذرائع ومبررات واهية إلا أنه اصطدم بالشعب اليمني المتطلع الى الاستقلال والحرية وبالتالي فإن ما يُتخذ من إجراءات عسكرية دفاعية يأت ضمن أهدافنا المشروعة ومن ذلك تطوير الصواريخ الباليتسية وقد قطعنا شوطاً كبيراً في ذلك ولدينا مخزون استراتيجي دفاعي رادع وهناك صواريخ يمكن أن تصل إلى ما بعد الرياض وإلى إمارة أبوظبي ولدينا بنك أهداف يتوسع بشكل مستمر وكل ما تقوم به قواتنا يأتي ضمن إجراءاتها الدفاعية وسبق أن أكدنا مراراً أننا مع السلام إذا وجدت الإرادة الحقيقية لذلك أما إذا استمر العدوان فليس أمامنا أي خيار سوى الخيارات العسكرية.
هل ستوجهون الصواريخ إلى السعودية والإمارات في حال استمرت في حربها وحصارها على اليمن ..؟ في حال كانت الإجابة نعم .. هل يمكن اعتبار ذلك تهديداً لهم ؟؟
صواريخنا وكافة أسلحتنا موجهة ضد من يعتدي علينا .. لن تتوقف القوات المسلحة عن اتخاذ ما يلزم في إطار تنفيذ مهامها ومسؤولياتها الدفاعية فالمعركة مستمرة وعندما تتوافر الإرادة الحقيقية لتحالف العدوان لتحقيق السلام فبالتأكيد أن السلام بالنسبة إلينا مبدأ وهدف للحفاظ على أرواح شعبنا ومقاتلينا وبما يلبي تطلعات شعبنا ويحفظ السيادة الوطنية والكرامة اليمنية أما إذا استمر العدوان فأبناء شعبنا مستمرون في التصدي المشروع لمحاولات الغزو والاحتلال وتاريخ شعبنا يشهد على النضالات المستمرة في مختلف المراحل التاريخية ضد الغزاة ولم تتوقف المقاومة اليمنية للغزاة إلا برحيلهم عن الأرض اليمنية وهو ما سيتحقق بإذن الله خلال هذه المرحلة.
كم هي حصيلة الغارات الجوية التي شنها التحالف على اليمن منذ بدء عملياته العسكرية؟
تعرضت معظم المناطق اليمنية للغارات الجوية وهناك طلعات جوية قتالية واستطلاعية على مدار الساعة منذ اللحظة الذي انطلق فيها العدوان وحتى يومنا هذا دون توقف ولنا أن نتخيل كم عدد الطلعات الجوية منذ اليوم الأول حتى يومنا هذا سيما في العام الأول وبحسب ما رصد ووثق فإن إجمالي عدد الغارات الجوية تجاوز ربع مليون غارة وهناك غارات لم توثق أو ترصد لأسباب مختلفة سيما خلال العام الأول الذي كان الأكبر من حيث عدد الطلعات الجوية ولدينا أرقام تفصيلية عن مختلف العمليات الجوية لتحالف العدوان وبإمكان تحالف العدوان نفسه أن يكشف للعالم ما نفذه من عمليات جوية فوق الأراضي اليمنية لكننا ندرك أنه لن يتجرأ على ذلك وإذا كشف عن شيء فلن يكشف عن الأرقام الحقيقية لأن ذلك سيمثل إحراجاً كبيراً له أمام شعوب المنطقة وأمام العالم فبعد كل هذه العمليات والغارات الهستيرية والطلعات الاستطلاعية التجسسية فشل في تحقيق أهدافه رغم تفوقه الجوي والدعم الغربي من السلاح بل والمشاركة المباشرة في العمليات العسكرية.
بالنسبة للحديدة، مع عدم نجاح اتفاق السلام حتى الآن .. هل تتوقعون عودة المعارك مجدداً وهل ستكونون على استعداد لخوض صراع مسلح مجدداً ؟؟
تحدثنا مسبقاً أن السلام خيار أساسي بالنسبة لنا والقيادة أوضحت ذلك في أكثر من مناسبة وأثبتنا جديتنا عبر الجانب السياسي في هذا الشأن ويمكنكم الاطلاع على تفاصيل جولات المشاورات من جنيف إلى الكويت ثم في السويد مؤخراً وبدورنا في الجانب العسكري فقد سارعنا إلى تنفيذ توجيهات القيادة القاضية بتنفيذ ما ورد في اتفاق السويد ولو من طرف واحد منذ الأيام الأولى بعد توقيع الاتفاق وما بين فترة وأخرى نكشف لوسائل الإعلام مستجدات الوضع الميداني في الساحل الغربي ومحافظة الحديدة ونكشف ما يرصد من خروقات مستمرة لقوى العدوان.
أما عن عودة محتملة للمعارك فللأسف الشديد أن هناك تحركات وتعزيزات لقوى العدوان يتم رصدها تباعاً وهذه التحركات تأتي ضمن التحضير لعمليات عسكرية تصعيدية الأمر الذي يفرض على قواتنا الاستعداد لمواجهة أية احتمالات.
ما مدى التزام قواتكم في اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة ؟؟
بالتأكيد التزمنا بوقف إطلاق النار وتعاملنا بمسؤولية مع اتفاق السويد لنثبت لشعبنا اليمني مدى جديتنا في تحقيق السلام واستعدادنا لتقديم ما أمكن من جهد ومن صبر في ذات الوقت من أجل إتاحة الفرصة لإنجاح الاتفاق وذلك بتنفيذه على الأرض.
ما حجم الخروقات التي ارتكبها الطرف الآخر في الحديدة حتى اليوم منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار ؟
الخروقات في تصاعد مستمر لدرجة أن مصطلح خروقات لم يعد يتناسب مع ما يحدث على الأرض فالتوصيف العسكري لبعض العمليات العسكرية التصعيدية للعدوان هو محاولات هجومية الأمر الذي يجبر قواتنا على التعامل مع ذلك واتخاذ الإجراءات الدفاعية المناسبة للتصدي لتلك المحاولات الهجومية ومن هنا فإن مؤشرات فشل الاتفاق تأتي من عدم جدية تحالف العدوان في تنفيذ الاتفاق، وقد بلغ إجمالي الخروقات للعدوان ومرتزقته في الحديدة من 18 ديسمبر 2018م حتى 21 مارس 2019م بلغت 13734 خرقا.
ما هي رسالتكم مع دخول العام الخامس للحرب في اليمن ؟
مجرد مرور أربع سنوات من العدوان يؤكد فشل تحالف العدوان في إخضاع الشعب اليمني فالعمليات العسكرية العدوانية كانت بحسب ما خطط تحتاج إلى أسابيع أو ثلاثة أشهر كأقصى حد لتحقق كافة أهدافها إلا أنها وبفضل صمود شعبنا فشلت فهذا الشعب يرفض الغزاة ويرفض الوصاية ويرفض كل ما يتنافى مع عاداته وتقاليده وأصالته فهو متمسك بأرضه ولا يمكن لأي قوة مهما امتلكت من أسلحة ومن نفوذ عالمي ومن دعم استخباراتي أن تحقق أهدافها في اليمن ومن لم يستفد من دورس التاريخ فعليه أن يستفيد مما حدث خلال الأربع السنوات الماضية وأن يدرك أن الانسحاب اليوم سيكون أقل كلفة من الإصرار على الاستمرار في المعركة فإن يحفظ ما تبقى من وجهه أفضل من أن يستمر في المضي قدماً خلف المخططات الأجنبية كون المستفيد منها الأمريكي والإسرائيلي فنحن ندافع عن بلدنا وأرضنا وبإمكان السعودي أن يحافظ على أموال أبناء أرض الحرمين بالتوقف عن شن العدوان وبإمكان قادة أبوظبي أن يتراجعوا عن تنفيذ المخططات الأمريكية والإسرائيلية فعندما يحدث ذلك سيتحقق السلام لكافة دول المنطقة, وفي النهاية طريقنا واضحة ولدينا من الخيارات ما يكفي للصمود لأكثر من أربع سنوات أخرى.