صمود وانتصار

ماهي مكامن قوتنا؟

الصمود /17/ أبريل

أقلام حرة /

بقلم / أمين الجرموزي

الإغراء والتهديد والقوة،
أساليب يتخذها أي عدو لإخضاع خصمه،
أنواع الإغراء ثلاثة هي:
المال، والجاه، والجنس،

فإذا فشلت في إغراءه بإحدى هؤلاء الثلاث الموبقات تضطر بعدها الى تهديده بالحصار والتجويع والأزمات أو باستخدام القوة العسكرية،

فإذا فشلت أيضا في إخضاعه عبر تهديدك له يعني انك مضطر لإخضاعه إما بالتجويع والحصار أو بالقوة العسكرية،

ولكن الخصم الذي لم يخضع لا بالإغراء ولا بالتهديد معناه إن هناك مكامن قوة يؤمن بها ويستند إليها في بناء مواقفه وقراراته تمنعه من الخضوع والانصياع لعدوه، وبالتالي فإن استخدام التجويع والحصار الاقتصادي مع خصم كهذا تعتبر مجازفة ومغامرة طائشة ان لم تكن انتحار في حال استخدمت ضده القوة العسكرية مهما كانت قوتك العسكرية ومعطياتك الميدانية فخسارتك وهزيمتك محتومة وأكيدة ما لم تستهدف ما يستند إليه من مكامن قوة،

مكامن القوة لدى خصم كهذا هي:
المعتقد الديني الذي يؤمن به، والمبدأ والقضية التي ينطلق على أساسهما، والثقافة والأخلاق التي تربى عليهما،

فإذا استطعت استهداف مكامن قوته ونجحت في فصله عنها فقد تمكنت منه وأخضعته دون إن تستخدم القوة، إما إذا كنت في حرب معه فقد قضيت عليه عسكرياُ وتمكنت من إخضاعه بسهولة،

لذلك اتخذت أمريكا هذا الأسلوب مع شعوب العالم خصوصآ العالم العربي والإسلامي ونجحت في فصلها عن مكامن قوتها ليس هذا وحسب بل صنعت (أمريكا) مرجعيات بديلة، معتقدات دينية بديلة(الوهابية)، ومبادئ وقضايا بديلة(محور الاعتدال)، وثقافات وأخلاقيات دخيلة على المجتمعات الإسلامية والعربية (تحت مسمى التحضر)،

وصدرتها للشعوب كمكامن قوة يستند إليها كون ذلك يصب في مصلحتها لان المرجعيات الثلاث البديلة هذه تقبل بل توجب على حاملها الخضوع لأمريكا ومعاداة من يعاديها،

وبذلك أخضعت أمريكا العالم لها وتمكنت منه ومن ثرواته وصنعت لها ولإجرامها ولدمويتها عشاق وإتباع يرون في رضاها النعيم والسعادة وفي سخطها الجحيم والهلاك وبالتالي يقاتلون من يعادي أمريكا ويقدسون من يقدسها،

وهذا هو ما يحصل اليوم وانتصارنا مرهون بمدى تمسكنا بمكامن قوتنا وعزتنا.

#هويتنا_الإيمانية