الصمود | اعتقلت قوات الأمن الصومالية شبكة تجسس إماراتية، وذلك عقب الكشف عن اعتقال شبكة تجسس للإمارات في عُمان قبل فترة ما أثار شبهات جديدة حول النظام الإماراتي وسياساته.
ونقل حساب “الصومال بالعربية” على تويتر عن مسؤول في المخابرات الصومالية تأكديه “اعتقال شبكة تجسس إماراتية في الصومال”.
ودون الحساب ما نصه:”عاجل: مسؤول في المخابرات الصومالية للصومال بالعربية، تم إعتقال شبكة تجسس إماراتية في الصومال”.
ويأتي الكشف عن اعتقال شبكة التجسس الإماراتية في الصومال، مع استمرار التوتر بين الحكومة الاتحادية وأبوظبي، على خلفية تدخلات الأخيرة في الشأن الصومالي.
ولا تزال الحكومة الاتحادية تعجز عن فرض سلطاتها على كامل الأراضي المتنازع على ملكيتها مع ما تسمى “جمهورية أرض الصومال”. وهو إقليم يتمتع بحكم ذاتي موسع، ويمارس سلطاته باستقلالية عن الحكومة الاتحادية دون التصريح برغبته في الانفصال.
وعقدت حكومة الإمارات اتفاقات ثنائية مباشرة مع ذلك الإقليم دون أخذ موافقة الحكومة الاتحادية بمقديشو. ووقعت الإمارات عقد تشغيل ميناء بربرة مع حكومة إقليم أرض الصومال، وأقامت قاعدة عسكرية على أراضي الإقليم.
ولا يملك الإقليم شرعية عقد مثل هذه الاتفاقيات مع الدول الأخرى، وأُعلنت حكومته من جانب واحد، ولا يتعرف بها المجتمع الدولي.
وترى الحكومة الاتحادية أن أبوظبي تسعى لتفتيت الدولة الصومالية التي تواجه تحديات في السيطرة على كامل أراضيها بعد خروجه مثقلة بالأعباء من الحرب الأهلية.
وكانت الإمارات تنفذ برنامج تدريب عسكري للقوات الصومالية منذ عام 2014 في إطار الاتحاد الأفريقي. لكن بعد ضبط سلطات مطار مقديشو 9.6 ملايين دولار على متن طائرة إماراتية خاصة يوم 8 أبريل 2018، أنهت أبو ظبي البرنامج.
ومع بدء “الأزمة الخليجية” في يونيو 2017 طلبت الإمارات من الصومال قطع العلاقات مع قطر، لكن مقديشو اختارت أن تكون على الحياد.
لم تمرر أبوظبي ذلك للصومال، فاتخذت خطوة لا أخلاقية بطرد المتسابق الصومالي إسماعيل عمر مطر من جائزة دبي للقرآن الكريم.
خرج حافظ القرآن الصومالي في فيديو مؤثر يشرح ما حدث معه، فاستقبلته دولة قطر على أراضيها واستقر هناك.
تواصلت الإمارات في التدخل بالشأن الصومالي، ولم يرق لها ذلك، فأشهرت سلاح “الرز” لحكام بعض الولايات الصومالية من أجل إحراج الحكومة الاتحادية.
أعلنت كل من إدارة بونتلاند وإدارة غلمدوغ وإدارة جنوب الغرب في الصومال دعمهم لحصار قطر، على خلاف رأي حكومتهم الاتحادية، لكنهم تراجعوا بعد ذلك، والتزموا الحياد.