صمود وانتصار

تصعيدات البيت اﻷبيض ضد إيران أدت توسيع دائرة النزاعات والتوترات .”!

 

فكيف سيكون الحال عند المواجهة العسكرية سيتجه كل العالم الى التفكك .!!

 

مانعانية من إشكال في المنظومة الدولية هوا أن اﻷمم المتحدة ليس لها دور رئيسي في حل مشاكل العالم لأنها محكومة من العصابة الدولية وقرارتها لايمكن أن تنفذ إلا على الدول الضعيفة سياسياً وإقتصادياً وعلمياً لأنها تنفذ من العصابة الدولية التي تمتلك القوة والسلاح .

 

مصطفى حسان

 

 

ترامب يعمل بمخطط صهيوني على إثارة الدوافع النفسية بالتهديدات والقرارات اﻹنفرادية لكن إيران تجيد التلاعب السياسي .!

الضربه العسكرية , وكذالك المواجهة العسكرية غير واردة في الوقت الراهن ﻷن أمريكا تدرك أنها حرب وليست مباراه في كرة القدم , وكل ماهوا وارد هوا اﻹستمرار في عملية المناورات السياسية مبنية على علم في دراسة الخصم , والتصعيدات , والحملات اﻹعلامية بهدف إثارة الدوافع النفسية التي تؤدي الى التسرع بالرد لتعطيها الشرعية في الهجوم , وإحتواء المواقف الدولية المعارضة للقرارات اﻹنفرادية , واﻹستمرار في التضييق اﻹقتصادي على إيران , وتطويقها وعزلها , وإستمرار بقاء ذالك الزخم المعادي ﻹيران الذي تولت السعودية واﻹمارات في زراعته في أوساط المجتمعات العربية السنية حتى وصولها الى حالة اﻹنهاك حتى وإن طالت الفترة الزمنية كما حصل للعراق إبان حكم صدام حسين , وبعد ذالك يسهل ضربه .

 

مايشهده العالم من مواقف تجاه جنون ترامب مختل , وعدم ظهور أي موقف مؤيد لهذه السياسة اﻷمريكية .

 

ودول مجلس التعاون الخليجي بعد طول فترة الحرب في اليمن والعراق وسوريا أتجهت نحوا التباين واﻹنشقاقات فيما بينها , وبقية الدول العربية منشغلة بأزماتها الداخلية السياسية واﻹقتصادية .

 

الرئيس أردغان يمر حالياً بحرب بارده مع أمريكا والسعودية واﻹمارات , يبدوا أن الضغوط اﻹقتصادية اﻷمريكية على تركيا كان لها دور في إضعاف شعبية حزب العدالة والتنمية من خلال مؤشرات إمتخابات مجالس البلدية فهناك عدد من نقاط التقاطع واﻹختلالات في المصالح على سبيل المثال المنطقة العازلة التي يسعى اردغان الى كسبها شمال سوريا , وكذالك صفقة الصواريخ الروسية s400 , والطائرات الروسية f75 .

 

مثلما تخلوا عن تركيا وقطر , ومثلما تخلو عن عمر البشير , وإدخال حركة اﻹخوان المسلمين في قائمة اﻹرهاب , وكما تخلوا عن حركة حماس الذي جاملتهم عند التآمر على سوريا , واﻷن تتعرض فلسطين ﻷكبر مؤامره في التاريخ في بيعها وتوزيع سكانها كمهاجرين بين الدول المجاورة .!

 

فكل هذا التفكك فيما بينهم والتخلي عن حلفاء ساهموا في تدمير سوريا قاد الى إضعاف الثقة بينهم مما أدى الى عرقلة كل المشاريع اﻷمريكية في الشرق اﻷوسط إبتداءً من مشروع الحلف العسكري العربي ضد إيران ( الناتو العربي ) , وصفقة القرن , والدول المطلة على البحر اﻷحمر .

 

وما تستطيع أمريكا عملة هوا فقط خلق الصراعات داخل الوطن العربي بتحريض , وتمويل سعودي حتى يكون مبرراً ﻹستمرار وجودها , وإعادة صياغة هيبتها كدولة عظمى كما هوا الحال في سياستها المتبعة في كثير من مناطق العالم المتوترة والمقسمة , وبقائها ضمن إطار الضغوط والحضر اﻹقتصادي والحرب النفسية في الكوريتين ولم تدخل في مواجهة عسكرية مع كوريا الشمالية منذ سنين طويلة .

 

في اﻷخير هل ستنجح أمريكا بمخططاتها الجديدة كوسيلة ضغط إقتصادية على إيران التي سيتبعها إضعاف خطوط المقاومة الذي يعتبرونها بأنها أذرع إيرانية .

لقد أصبحت التداخلات اﻹقليمية في الشرق اﻷوسط أكثر تعقيداً بسبب تعدد اﻷقطاب المتصارعة , وكلها مؤشرات بإتجاه العالم نحوا التفكك بصوره مخيفة , ولازالت أقطاب القوى بين الكر والفر في ليبيا والسودان ‘ وعدم إستقرار اﻷوضاع بالشكل الملفت واﻹتجاه بها نحوا الفراغ السياسي , والنعثر الملحوظ في التشكيلات السياسية بسبب نغلغل تلك اﻷقطاب الدولية  في تفاصيل المتغيرات والعواصف الشعبية الجديدة , التي لم تنجوا من حلبة الصراعات الدولية , والتجاذبات السياسية , والتنافس بين القوى .

 

ألشئ الذي يعقد مصير الشعوب في تطلعاتها نحوا السيادة تصطدم بالمعوقات اﻷمريكية المتطلعة الى السيطرة السياسية واﻹقتصادية في المناطق التي تشهد حالياً توترات داخلية في العراق , وليبيا والجزائر , والسودان , واليمن .

 

مشكلة الوطن العربي أنها لم تتلقى من أمريكا سوى اﻷوامر والتهديدات مما يشير الى مستوى الضعف الذي وصلت إليه , وخصوصاً حالة الضعف في البناء اﻹقتصادي الذي أرتبط مباشرة منذ البداية مع الدولار كعملة عالمية التي من الممكن أن تهزها كورقة ضغط في أي وقت بإستخدام كل الوان العراقيل الفنية التي تحول دون اﻹستقلال اﻹقتصادي حتى وإن كان جزئياً ..!!

فإلعوبة الورقة اﻹقتصادية للوبي العالمي كفيلة بتفكيك أي منظومة سياسية لتكوين وطنك , وإنهياره , ويكون من الصعب إعادة تركيبة وتجميعة كماهوا الحال في عدد من الدول العربية الذي تشهد هذا الواقع المرير