السعودية تضحي برجالها في ‘داعش’ لتجميل وجهها القبيح
الصمود|متابعات
اعلنت السعودية ان قواتها الخاصة القت القبض على ماوصفته بزعيم جماعة “داعش” في اليمن، بالاضافة الى المسؤول المالي وعدد من أعضاء هذه الجماعة الارهابية المرافقين له، خلال “عملية نوعية” لم تستغرق سوى “عشر دقائق”! ولم “تراق قطرة دم واحدة”!، رغم ان الوكر الذي كانوا فيه كان يعج بالاطفال والنساء حسب قولها
من المؤكد ان السعودية تعرف قبل غيرها مدى تهافت روايتها، الا انها تبدو مضطرة للاستعانة بهذه الافلام “الجيمسبوندية”، في محالات مستميتة لتجميل صورتها التي، بات قبحها غير محتمل حتى لدى حماتها في اميركا، بعد الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها ضد الانسانية، في اليمن، منذ نحو خمس سنوات، وارتباطها العضوي مع كل الجماعات والعصابات التكفيرية بدءا بالقاعدة وانتهاء بـ”داعش”، واخيرا جريمتها المروعة، المتمثلة باستدراج الصحفي السعودي جمال خاشقجي الى قنصليتها في اسطنبول، والغدر به بطريقة وحشية، واخفاء جثته.
العلاقة العضوية بين السعودية وبين جميع التنظيمات الارهابية الوهابية، دون استثناء، ليست بالتهمة التي يروجها معارضو السعودية، بل هي حقيقة طالما اكدها وكررها، مسؤولون اميركيون كبار امثال باراك واباما، وجو بايدن، وجون كري وهيلاري كلينتون، وحتى مسؤولون كبار في الحزب الجمهوري، بالاضافة الى مراكز الابحاث ووسائل الاعلام والصحافة الاميركية، بل حتى القضاء الاميركي نفسه، الذي مازال يطالب بمعاقبة السعودية عن الجرئم التي ارتكبتها القاعدة في اميركا وفي غيرها من البلدان الاخرى.
قبل فترة وجيزة جدا، كشف تحقيق أجرته محطة “سي إن إن” الأميركية عن وصول أسلحة أميركية زودت بها واشنطن تحالف العدوان السعودي الإماراتي في اليمن، إلى مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة الارهابي، ولفت التحقيق إلى أن السعودية والإمارات استخدمتا الأسلحة الأميركية لشراء ولاءات الارهابيين، في عدوانهم على الشعب اليمني.
وأضاف التحقيق أن مسؤولا في وزارة الحرب الأميركية “البنتاغون” طالب بفتح تحقيق في الموضوع.
وفي كانون الاول/ديسمبر الماضي، كشفت صحيفة “غارديان” البريطانية، عن تزويد السعودية والإمارات، الجماعات التكفيرية باسلحة اميركية وبريطانية متطورة، مثل العربات المدرعة ومنصات الصواريخ والعبوات الناسفة والبنادق المتطورة.
وفي آب/أغسطس الماضي، كشف تحقيق استقصائي لوكالة أسوشيتد برس الأميركية أن تحالف العدوان السعودي، عقد اتفاقات سرية مع تنظيم القاعدة الارهابي في اليمن، وخلص إلى أنه دفع أموالا للتنظيم مقابل انسحاب ارهابييه مع اسلحتهم الخفيفة الثقيلة، من بعض المناطق في اليمن، للظهور بمظهر المنتصر في هذه المناطق.
لذا فليس من المستغرب على السعودية، المنهزمة في اليمن والمتهمة بدعم الارهاب من قبل حلفائها، ان تضحي برجالها في “داعش” وتختلق حكاية القاء القبض على زعيم “داعش” وكبار مسؤولي هذه الجماعة الوهابية التكفيرية في اليمن، دون ان تراق قطرة دم واحدة، بهدف تجميل وجهها القبيح لدى العالم اجمع.