صمود وانتصار

صراع السعودية والامارات على عدن.. ما هي اسبابه؟

صراع السعودية والامارات على عدن.. ما هي اسبابه؟

الصمود || متابعات

تشهد مدينة عدن في جنوب اليمن احداثا متسارعة خاصة بعد احتدام المعارك لمصلحة ميليشا ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتيا، وسيطرتها على قصر المعاشيق الرئاسي، في ظل توجيه حكومة الهارب عبد ربه منصور هادي المدعومة سعوديا انتقادات حادة الى التحالف السعودي الاماراتي.

بعد سيطرة ميليشيا المجلس الانتقالي على القصر الرئاسي في عدن، تفاقمت الخلافات بين حكومة هادي والتحالف السعودي الاماراتي حيث وصفت هذه الحكومة ما قامت به ميليشيا الحزام الامني المدعومة من الامارات في عدن خلال الايام الاخيرة بالانقلاب على ما اسمته “الشرعية” منتقدة صمت السعودية تجاه هذه الاحداث.

وقال وزير الداخلية في حكومة هادي أحمد الميسري في سلسلة تغريدات على صفحته الرسمية في “تويتر”: “السعودية صمتت على ما جرى لنا لمدة 4 أيام وشريكنا يذبحنا من الوريد للوريد، وصمت الرئاسة اليمنية على ما جرى في عدن كان مريبا ولم يكن موقفا”.

ووصف محمد عبد الله الحضرمي نائب وزير الخارجية في حكومة هادي المواجهات المسلحة في عدن بانقلاب يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي، وقال إن ما حدث “انقلاب على مؤسسات الدولة الشرعية ​التي جاء التحالف إلى اليمن بهدف استعادتها”، على حد تعبيره.

من جهته، اتهم عبد العزيز جباري نائب رئيس البرلمان في حكومة هادي قيادة تحالف الإمارات والسعودية بذبح ما يسمى الشرعية، وخاطبها “لقد ذبحتم الشرعية من الوريد إلى الوريد”.

وفقدت الحكومة اليمنية المستقيلة السيطرة على عدن، لصالح قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، بعد أربعة أيام من القتال الضاري بين الطرفين والذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بينهم مدنيون.

وبعد اكتمال سيطرة قوات المجلس الانتقالي على أهم المرافق الحيوية في عدن بما فيها قصر معاشيق الرئاسي في عدن، تدخلت السعودية لتدعو أطراف القتال إلى الحوار وتعلن وقفا لإطلاق النار وتهدد المخالفين حيث قام التحالف السعودي بقصف أحد مواقع هذه القوات في عدن.

وقال القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام اليمني ياسر اليماني أن “الإمارات والسعودية ظلتا لأربعة أيام صامتتين، في وقت يقدم فيه الحرس الرئاسي التضحيات للحفاظ على الشرعية، ثم بعد انقلاب أمس أصدرا بيانا”.

وأوضح اليماني أن بيان التحالف بشأن السيطرة على القصر الرئاسي بعدن “مسرحية هزيلة”، مبينا أن التحالف أسقط هادي في عدن كما فعل معه في صنعاء، على حد قوله.

ودعت السعودية، مساء السبت الماضي، الحكومة اليمنية المستقيلة وجميع أطراف الأزمة في عدن الى اجتماع عاجل في الرياض.

وفي هذا السياق، اجتمع الهارب هادي مع الملك سلمان وولي العهد السعودي محمد بن سلمان مساء الاحد وفجر الاثنين حيث اكتفت وكالة الانباء السعودية “واس” بالإشارة الى ان هذا اللقاء تناول التطورات في عدن، دون مزيد من التفاصيل.

كما وصل ولي عهد ابوظبي محمد بن زايد آل نهيان اليوم الاثنين الى جدة لإجراء لقاءات مع السلطات السعودية للتباحث بشأن الاوضاع في عدن.

وحول ما يجري في مناطق جنوب اليمن واهداف السعودية والامارات فيها قال رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط إن ما يجري في المناطق المحتلة من اليمن لا سيما في عدن دليل على صحة خيار مواجهة تحالف العدوان، متهما إياه بالسعي لتقسيم اليمن.

ويرى مراقبون بان الاحداث الجارية في عدن ليست سوى صراع المصالح بين الامارات والسعودية خاصة بعدما فشلت الرياض فشلا ذريعا في كسب الحرب على اليمن واحتلال المحافظات الشمالية في ظل صمود الشعب اليمني ومقاومة الجيش واللجان الشعبية حيث كان الحليفان قد اتفقا سابقا وفق المعلومات المسرّبة على سيناريو تقسيم اليمن ليقع الجنوب تحت سيطرة الامارات والشمال تحت سيطرة السعودية لكن فشل السعودية في تحقيق اهدافها في اليمن دفعها بأن تتحرك نحو المحافظات الجنوبية الامر الذي ترفضه الامارات نتيجة تضارب المصالح بينهما ما ادى الى تفاقم الخلاف بين البلدين.

“العالم”