صمود وانتصار

قراءة تحليلية في مستجدات الأحداث الأخيرة الداخلية والدولية على الساحة اليمنية ودلالتها

قراءة تحليلية في مستجدات الأحداث الأخيرة الداخلية والدولية على الساحة اليمنية ودلالتها

الصمود / 31 / أغسطس

أقلام حرة /

كتب / منير الشامي

الأحداث الأخيرة في جنوب الوطن والتي بدأت بإنقسام مزعوم قوات الشرعية بإنقلاب قوات الأنتقالي الخاضعة لسلطة الإمارات والتي كانت إلى ماقبل انقلابها جزء من قوات الشرعية في محاولة فرض سيطرتها على المقار الحكومية والمعسكرات في المحافظات الجنوبية بداية من عدن ومرورا بلحج وابين وحتى وصلت مشارف مدينة عتق عاصمة محافظة شبوه حيث حصلت فيها أعنف المواجهات بين قوات الإنتقالي وقوات الإصلاح المسماه بقوات الشرعية ، وانعكاسها بإعادة الإنتقالي إلى عدن وانتهاء بالغارات على قوات الشرعية ، كل هذه الأحداث لم تكن عفوية ابدا ولم تكن ايضا خارجة عن عمليات تحالف العدوان اطلاقا بل هي جزء لا يتجزأ من عمليات العدوان في اراقة وسفك الدماء اليمنية وهدف تحالف العدوان التخلص من الشرعية بجميع مكوناتها ومن المرتزقة بشقيهم

السيد القائد سلام ربي عليه في سياق حديثه عن تلك الأحداث كشف هذه الحقيقة وبين مدلولها ولا زالت الاحداث في بدايتها وثاني ايامها وحكمته في ذلك هي نصيحة ابناء الجنوب وتحذيرهم من الإنجرار وراء وهم استعادة دولة الجنوب الذي تضمنه بيان الإنتقالي المعلن في اليوم الأول من تحركه ، وعدم المشاركة في اراقة الدماء اليمنية مؤكدا لهم أن أي تحرك تحت تحكم وسيطرة المحتل لن يخدم إلا اجندته.

وهذا يؤكد سعي تحالف العدوان وفي مقدمته السعودية والإمارات للتخلص من مرتزقتهم استعدادا للجلوس مع الأنصار على طاولة المفاوضات فهم لم يعودوا يثقون في قوات الطرفين بعد خمسة اعوام من هزائمهم المتراكمة أمام مجموعات قليلة من ابطالنا المجاهدين في مختلف الجبهات وفشلهم المستمر من تحقيق أي تقدم لصالح العدوان رغم اعدادهم الخيالية في الكشوفات والذي ربما يزيد عن (١٨٠) الف مقاتل ولا يوجد منهم على ارض الواقع ربما لا يزيد عن ١٥٪
فرغم الإنفاق المهول على تدريبهم وتسمينهم ودفع رواتبهم وتسليحهم بأحدث الأسلحة طيلة سنوات ومساندتهم بالطيران المكثف وتزويدهم بالمعلومات العسكرية الدقيقة في كل عملية وزحف إلا أن الهزيمة كانت حليفهم على الدوام ، كل ذلك جعل اموال النظامين السعودي والإماراتي التي انفقوها على تلك القوات حسرة عليهم وهم مغلوبين مهزومين قد مرغ رجال الرجال انوفهم بالوحل لخمسة اعوام متتالية، فباتوا متأكدين من أن قيادات هذه القوات ينصبون عليهم طوال مدة العدوان وخصوصا مرتزقة السعودية مما يؤكد انهيار العامل الأول لدول تحالف العدوان والمتمثل بالقوة البشرية وايقانهم من استحالة استمرارهم في العدوان لهذا السبب وما يليه من الأسباب التالية :-

– التطور المتسارع الذي تشهده اسلحتنا الهجومية( القوة الصاروخية والطيران المسير ) وتنامي قوتها وتنوعها ونجاح كل العمليات الهجومية التي نفذتها وتوسع عملياتها الأخيرة ووصولها إلى الدمام ومشارف ابو ظبي ونجاحها ايضا في إخراج عدد من القواعد العسكرية السعودية عن الخدمة هذه الإنجازات مثلت إنهيار العامل الثاني لتحالف العدوان بزيادة وتضاعف قوة الخصم وقدراته وكذلك العامل الثالث بتحييد ٩٠٪ من طيرانه الحربي بامتلاك منظومات دفاع جوي فعالة وناجحة عمليا خبرها العدوان إضافة إلى انهيار العامل الرابع بتنامي قوة وامكانيات وحداتنا البرية وقدرتها اليوم على اجتياح مدن المملكة بسهولة ونجاح تام

– إصدار رئيس المجلس السياسي الأعلى لقرار المصالحة الوطنية الشاملة وتشكيل لجنة المصالحة الوطنية في هذا التوقيت ليس جزافا ولا عبثا وانما جاء كضرورة ملحة لتهيئة الظروف لأحداث مستقبلية واستعدادا لمفوضات يمنية دولية مع وفدنا الوطني قد يجتمع فيها معه كل ممثلي دول العدوان او تعقد معهم بعد تقسيمهم على مستويات مستوى اول ثم ثاني …..
وقد لا تكون علنية بل سرية حفظا لماء وجه دول العدوان تقدم فيها دول العدوان ضمانات حقيقية وقوية على جديتها وتلزمها بتنفيذ بنود الإتفاق التي سيتم التوافق عليها تلليها مفاوضات يمنية يمنية تخرج بالتوافق بين مختلف المكونات على اعادة بناء الثقة وعلى مبدأ الشراكة في بناء يمن قوي ومستقل وعلى توحيد الجهود وتوجيهها نحو المصلحة الوطنية العليا كما أن هذا القرار يؤكد على جدية قيادتنا وحرصها على القبول بكل المكونات التي ستكون جدية وصادقة في عزمها على تقديم مصلحة الوطن الموحد على باقي المصالح الأخرى وعلى قطع علاقتها بأي طرف خارجي أيا كانت الأسباب حتى ولو كانت من مكونات المرتزقة

– قرار مجلس النواب برفع الحصانة عن ٣٥ نائبا من مرتزقة العدوان يشير إشارة واضحة إلى أن هذا القرار جاء من مصدر قوة لقيادتنا وأنها باتت قادرة على فرض نص القانون وتنفيذه على تحالف العدوان وعلى الخونة من النواب ولم يعد لديها اي تخوف من طرح هذه الورقة في اي مفاوضات قادمة أو تسوية سياسية مرتقبة ولذلك اعطت قيادتنا الضوء الأخضر ليقوم مجلس النواب بمسؤليته الوطنية والقانونية تجاه الخونة والعملاء من اعضائه

– تطور وتنامي الإنجازات السياسية في الساحة الإقليمية والدولية والتي تمثلت بإعتراف إيران رسميا بشرعية وحكومة المجلس السياسي الأعلى وطلبها تعيين سفيرا للجمهورية اليمنية لديها وعزمها على تعيين سفير لها في صنعاء وهي أقوى دولة في المنطقة دليل وافي على توافق دولي نحو الإعتراف بشرعية صنعاء في القريب العاجل وما الخطوة التي قامت بها إيران إلا الخطوة الأولى التي أجمع المجتمع الدولي عليها وألزم ايران بتنفيذها لأن إيران لا يمكن أن تخطو هذه الخطوة بصورة فردية ابدا وهو ما تفرضه عليها سياستها الخارجية وعلاقاتها مع المجتمع الدولي ، فلو كانت خطوة فردية لقامت بها في اليوم الأول لإعلان المجلس السياسي وتشكيل حكومة الإنقاذ الوطني

– زيارة وفد اماراتي رفيع المستوى إلى ايران وعدم تنفيذ أي عملية هجومية عليها حتى الآن يشير إلى وجود تفاهم بين صنعاء ودبي برعاية ايرانية نحو وقف العدوان

– المواقف الدولية التي حققها وفدنا المفاوض في الساحة الدولية ولقاءاته المتكررة مع سفراء العديد من دول العالم يؤكد على وجود تفاهمات دولية إيجابية تجاه الملف اليمني واول بنوده إجماع دولي على الإعتراف بسلطة صنعاء

– الولايات المتحدة الأمريكية هي الأخرى أعلنت رسميا عزمها على الدخول في مفاوضات مع قيادة انصار الله وسعيها الجاد لتوسيط روسيا لفتح قنوات لها مع قيادة انصار الله لعدم وجود اي قنوات بين الطرفين حتى الآن وهو ما اكده رئيس الوفد الوطني الأستاذ محمد عبد السلام في تصريحه بعد لقائه بنائب وزير خارجية روسيا يوم امس في مسقط عن ما تم اتفاقهم خلال اللقاء عليه وهو ما يدل على حقيقتين ويؤكدهما الأولى حقيقة التوجه الدولي للإقرار بشرعية حكومة صنعاء وفي مقدمتها امريكا
والحقيقة الثانية استعداد النظام الأمريكي للتخلي عن حلفائه بالخليج والتضحية بهم
كل ما سبق يشير إلى إنهيار كل العوامل التي استند عليها تحالف العدوان لأربع سنوات ونصف في عدوانه الداخلية منها والدولية.

هذه الأحداث وتلك المجريات تجعلنا على يقين أن العد التنازلي لوقف العدوان بدأ وسيمضي رغم أنف السعودية والإمارات وأنهما سيتحملا كافة المسؤولية المترتبة على عدوانهم وعلى نتائجه وأثاره على بلادنا شاؤا أم ابو ، ولم يتبقى ليتحقق ذلك إلا الإتفاق على وضع الجنوب وسيتم ذلك الإتفاق إن شاء الله على ذلك خلال الأيام القادمة وطبقا لرؤية قائد مسيرتنا القرآنية ، والثورية السيد ابو جبريل عليه السلام والتي لن تخرج قيد أنملة عن وحدة اليمن واستقلاله وعزة وكرامة شعبه شمالا وجنوبا وشرقا وغربا بإذن الله وتأييده .

ملتقى الكُتَّاب اليمنيين