واشنطن متورطة في العدوان وحملة أمريكا تقتل الشعب اليمني تتجه بالبوصلة إلى العدو الحقيقي
الصمود : جمال الأشول
كشف العدوان الأمريكي على اليمن عمق العلاقة بين السعودية ودواعشها وبين امريكا والكيان الصهيوني عدو الامة العربية والاسلامية والمستفيد اﻷول من العدوان الذي يستهدف اليمن أرضا وإنسانا منذ اكثر من عشرة اشهر حتى الآن ، والذي لم يحقق سوى التدمير وقتل الاطفال والنساء والشيوخ بصورة همجية وبشعة عكست مدى حقد هذا العدوان الهادف الى تدمير البلدان العربية ، عبر أدواتهم: السعودية ومرتزقتها ودواعشها ، كما فعلت في سوريا وليبيا والعراق ، تنفيذاَ لمخططات المشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة .
العدوان الظالم بقيادة السعودية على اليمن كشفه وفضحه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطاب متلفز على قناة المسيرة مساء الثلاثاء 16 يونيو 2015م بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك ، حيث اوضح السيد ان هذا العدوان هو أمريكي صهيوني وما النظام السعودي وحلفائه سوى أدوات لتنفيذ مخططات «أمريكا وإسرائيل» التدميرية للمنطقة ، واشار إلى أن العدوان، يترجم مطامع أمريكا واسرائيل في موقع الیمن الجغرافي الاستراتيجي، والجزر اليمنية المهمة بين البحر الأحمر والبحر العربي.
واتضح الدور اﻻمريكي في العدوان الهمجي الغاشم على اليمن للعالم من خلال الكثير من الشواهد والادلة السياسية والعسكرية كان السيد عبد الملك قد فضحها في عديد من الخطابات ، لا سيما بعد اعلان السفير السعودي عادل الجبير في 26مارس العام الماضي من واشنطن ، ما يجعل الادارة الامريكية مسئولة جنائياً عن الضحايا والاضرار الناتجة عن أعمال القصف والتدمير والقتل والحصار بحسب القوانين الدولية التي يجب محاكمتها بتهمة ارتكاب جرائم حرب وابادة بحق الشعب اليمني ، اضافة إلى اعتراف جون كيري وزير الخارجية اﻻمريكي بمشاركة بلاده في العدوان على اليمن
اضافة الى عدد من الادلة التي تثبت ان العدوان امريكياً من الدرجة الاولى نوردها على شكل نقاط
– مشاركتها في القصف الجوي المباشر عبر طائراتها وسلاحها ، ومن خلال ادارتها لغرف العمليات العسكرية لتحالف العدوان وتحديدها للاهداف والتوجيه باستهدافها وتدميرها
– مشاركتها في العدوان البري عبر مرتزقة بلاك ووتر الشركة الامريكية التي استخدمتها الإدارة الأمريكية في احتلال العراق
– تشكيلها لغطاء دولي يتستر على الجرائم الوحشية للعدوان وانتهاكاته لكل المبادئ والقيم والقوانيين والمواثيق الدولية
ولم تكتف امريكا بقتل الشعب اليمني وتدمير بنيته ومنشآته وكل مقومات الحياة بل تسعى الى ابادته بالكامل عبر حصارها المطبق والظالم على الشعب اليمني بحراً وجواً وبراً ، من خلال منع ادخال المساعدات الانسانية والمشتقات النفطية ، وحدث وأن طالبت بأطلاق رهائن كانت محتجزة لدى الامن القومي بالعاصمة صنعاء مقابل السماح بإدخال كميات من النفط والشحنات التجارية كانت محتجزة في المياه الاقليمية .
أن الدور الأمريكي في حرب الإبادة التي يشنها تحالف العدوان على اليمن والدور الذي تلعبه في المنطقة بإشعال للحروب والصراعات تحت مسميات وشعارات مختلفة والتعريف بالمجازر الوحشية التي يرتكبها العدوان بحق المدنيين في اليمن ، افشله الشعب اليمني العظيم بفضل الله وبفضل صموده العظيم وثبات ابطال الجيش واللجان الشعبية في مواجهة الغزاة ومرتزقتهم بمختلف الجبهات على مدى أكثر من عشرة اشهر حتى الآن
وفي سياق متصل أكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن أمريكا تحارب في اليمن ضمن تحالف الشر الذي ارتكب مئات الجرائم والمجازر الوحشية بحق أبناء الشعب اليمني خصوصاً النساء والأطفال .
وقال السيد في خطاب بمناسبة المولد النبوي نهاية شهر ديسمبر من العام المنصرم إن أمريكا تحارب في اليمن مقابل أن تكسب ولو مالاً وحتى لو لم تكسب إلا قيمة سلاحها الذي يقتل به أبناء الشعب اليمني ..مبيناً أن السعودي والإماراتي وغيرهم من داخل الأمة يتحركون جنوداً مجندة لأمريكا وإسرائيل خداماً طيعين مذعنين ويتفانون ويبذلون كل جهودهم ويسخرون كل امكاناتهم لتنفيذ مؤامرات امريكا وإسرائيل في المنطقة .
وهذا ما اعترفت به أمريكا رسمياً على لسان السفير الأمريكي السابق باليمن، ستيفان سيش، بقولة ” أمريكا لا يمكنها البقاء خارج إطار المواجهات بالمنطقة باعتبار أنه لا ينبغي ترك أحد يتصرف نيابةً عنها برعاية مصالحها”.. وهو ما يأتي مصداقاً للقول بأن العدوان على اليمن في المقام الأول هو أمريكي.
وفي ذات السياق قال موقع “جلوبال ريسيرش” الامريكي إن العملية هي مخطط لتدمير الأمة العربية، وإغراقها في حروب أهلية، بأيدٍ عربية، تنفيذاً لخطط أمريكية صهيونية.
منظمة هيومن رايتس وتش الدولية لحقوق الانسان وثقت في عديد من تقاريرها الميدانية منذ بداية العدوان ، استخدام السعودية القنابل العنقودية المحرمة دولياً أمريكية الصنع
من جانبه قال جو ستورك، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “إن الحكومة الأمريكية تعلم جيدا بالهجمات الجوية العشوائية للتحالف الذي تقوده السعودية، والتي قتلت مئات المدنيين في اليمن منذ مارس/آذار. ولا زالت تمد السعوديين بمزيد من القنابل في ضل هذه الظروف يعني مزيداً من وفيات المدنيين، التي ستكون الولايات المتحدة مسؤولة عنها.
حملة شعبية يمنية
وردا على الجرائم الأمريكية، شهدت أمانة العاصمة وعدد من المحافظات حملة شعبية كبيرة ” أمريكا تقتل الشعب اليمني ” الحملة دشنها رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي رسميا في الـ 25 يناير الماضي بهدف توجيه رسالة اليمن للعالم بأن أمريكا هي من تقتل الشعب اليمني بخلاف ما تدعيه من شعارات زائفة وأن كل حلفاء العدوان مجرد أذرع
حيث تستمر الحملة الى الآن ضمن فعاليات ومسيرات جماهيرية ووقفات احتجاجية ومعارض صور ومهرجانات ولقاءات قبلية في إطار الحملة للتنديد بالعدوان والدور الأمريكي ومشاركته في جرائم الحرب بحق أبناء الشعب اليمني.
وتزامنا مع الحملة أطلق ناشطون يمنيون وعرب وأجانب هاش تاق “أمريكا تقتل الشعب اليمني” على مواقع التواصل الاجتماعي حيث حظي بتفاعل كبير، وتضمن الهاش تاق مقاطع فيديو وصور أظهرت بشاعة العدوان على اليمن وتفضح الدور الأمريكي وزيف ادعاءاته.
الحملة سلطت الضوء على الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية وتورطها في جرائم الحرب ضد الإنسانية التي يقترفها تحالف العدوان على اليمن.
حيث حقق الهش تاق في تويتر نجاحاً كبيرة وصلت إلى 77 مليون مشاهدة على التراند العالمي ، كما حققت المستوى الثاني في أعلى هاشتاقاتٍ عالمية.
أحد مشاركي الحملة يقول أن كثير من العرب والاجانب لم يكونوا يعملوا بالعدوان على اليمن ،ولأول مره يشاهدوا هذه الجرائم وماذا يحصل على اليمن من عدوان عبر هذه الحملة ، متوقعاً تزايد حجم التعاطف الحقيقي في العالم مع مظلومية اليمن ، مفيداً أن استمرار الحملة يسهم في إيصال رسالة الشعب اليمني للعالم عن قضيته العادلة وكشف حقيقة العدوان التي حاول تحالف دولي على رأسه أمريكا إخفائها عن الرأي العام العالمي.
وفي إطار النجاحات التي حققتها هذه الحملة، شكلت قلق كبير لدى امريكا ، حيث يرى مراقبون ومحللون سياسيون أن من أسباب الحقيقية التي جعلت أمريكا تقلق من هذه الحملة الشعبية، هو إن تشبع الوعي الشعبي في اليمن بحقيقة “أمريكا تقتل الشعب اليمني”، يشكل خطراً استراتيجياً بعيد المدى على الوجود والمصالح الأمريكية في المنطقة، ففي حال استمر العـدوان على اليمن، ووصل الوضع بالدولة اليمنية للفشل الكامل، سيتحول الأمر في نظر الشعب اليمني إلى مسألة ثأر شخصي بينهم وبين أمريكا
حيث كشف رئيس اللجنة الثورية العليا الأستاذ محمد علي الحوثي، أن رسائل وصلت عن طريق الأشقاء العمانيين، تحدثت عن قلق كبير أبداه الأمريكيون من الحملة الشعبية اليمنية.
وقال الحوثي “إن الأمريكان طلبوا في رسالتهم للعمانيين تحييد الشعب اليمني، حسب تعبيرهم في الرسالة، وأشاروا في مضمونها، أنه لولا وجودهم في التحالف لكانت الجرائم بحق اليمن وشعبه أَكثــر بكثير مما هو حاصل”.
وفي قراءة تحليلية لهذه الرسائل الموجهة وما تحمله من مضمون واضح ومبطن ، يتضح جلياً أن الحملةَ الشعبية كانت رداً مناسباً للدرجة التي أثارت حنق الأمريكيين وجعلتهم يهددون بشكلٍ ضمني برفع مستوى الإجرام في الغارات الجوية من حيث نوعية الاستهداف، ومزيد من المجازر بحق المدنيين، في حال استمرت أصابع الشعب تتجه نحوَهم، متهمة ومشوهة الوجه الإنساني الذي تدعيه أمريكا وتعمل على تسويقه، لدى الشعوب الأخرى.