صمود وانتصار

كذبة الموسم.. ترامب يساعد اليمن ضد كورونا

الصمود| نقلت وكالة رويترز عن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية وصفته بالكبير، قوله ان الولايات المتحدة تجهز “مساهمة كبيرة” لمساعدة اليمن في التصدي لفيروس كورونا، الا انها تبحث عن بدائل لمنظمة الصحة العالمية لإنفاقها!.

هذا المسؤول الامريكي “الكبير” الذي تحدث عن الكرم الحاتمي للرئيس الامريكي دونالد ترامب لمواجهة فيروس كورونا في اليمن، على الرغم من أنه لم تظهر حتى الآن سوى حالة إصابة واحدة فقط بالفيروس في هذا البلد، إشترط على رويترز عدم الكشف عن هويته!.

يبدو ان رفض المتحدث الكشف عن هويته يأتي من باب التواضع، او من باب الاعتقاد بالتستر على فاعل الخير أفضل وأثوب ويبعد الرياء عن مبادرة ترامب “الانسانية” بحق اليمنيين الذين يواجهون خطر كورونا في ظل نظام صحي شبه معدوم.

لا نية لنا بجرح “الشعور الانساني” المرهف لترامب ولا “التشكيك” بـ”الدوافع الانسانية” لمبادرته الجاهزة والتي تنتظر فقط القناة المناسبة لنقل “الاموال الطائلة” التي خصصها لليمنيين، بعد اغلق قناة منظمة الصحة العالمية التي فرض عليها حظرا، ولكن هناك من مازال يشكك، والعياذ بالله، بكرم ترامب ومشاعره الانسانية وحبه للخير.

ومن باب ناقل الكفر ليس بكافر، سننقل هنا تساؤلات المشككين بـ”إنسانية” ترامب و”حبه للخير والانفاق” في سبيل الانسانية وخاصة “حرصه” على اليمنيين ومحاولة التقليل من معاناتهم وهم يواجهون كورونا، وهذه بعض تساؤلاتهم:

-هل كان بامكان محمد بن سلمان ان يواصل عدوانه على الشعب اليمني الاعزل ويزهق ارواح مئات الالاف من اليمنيين الابرياء قتلا وتجويعا ومرضا ويهجر الملايين، دون ضوء اخضر أمريكي؟.

-من المسؤول عن تدمير البنية التحتية لليمن وتحطيم نظامه الصحي ونشر المجاعة والاوبئة والامراض بين اليمنيين؟.

-كيف تفجر ترامب انسانية لمجرد سماعه بوجود اصابة واحدة بفيروس كورونا في اليمن، بينما لم يحرك ساكنا ازاء 80 في المئة من سكان اليمن، الذين يقدر عددهم بنحو 24 مليون نسمة، وهم يتضورون جوعا وتمزقهم الامراض والاوبئة الى الحد الذي يتخطف الموت طفلا يمنيا كل 10 دقائق؟.

-لماذا كل هذا الدعم الامريكي المفتوح للعدوان السعودي على اليمن رغم انه اكثر خطورة على اليمنيين من فيروس كورونا اضعافا مضاعفة؟.

-لماذا لم تتفجر انسانية ترامب ازاء تفشي كورونا في الدول الاخرى التي يفرض عليها حصارا حرم هذه الدول من المعدات الطبية والدواء وهي تكافح وباء كورونا رغم المناشدات الدولية والاممية الداعية لوقف الحروب ورفع العقوبات عن الشعوب؟.

-هل هناك من يصدق ان شخصا بمواصفات ترامب يمكن ان يضع يده في جيبه وينفق على الاخرين!، خاصة لو كان الاخرون من الذين يتهمهم بانهم في محور المقاومة؟.

-اخيرا، حتى لو افترضنا من باب فرض المحال ليس بمحال، ان حكاية نقود ترامب التي جهزها لليمنيين لمواجهة كورونا صحيحة، فانها لن تصل الى الجهة اليمنية المتضررة حقا بالعدوان وكورونا، هذا اولا ، وثانيا امريكا لديها حاسة اقوى من حاسة ابن سلمان المعطوبة، وتعرف ان العدوان على اليمن فشل، ولابد من العمل على تلميع الصورة البشعة لدول العدوان وفي مقدمتها امريكا، لدى الراي العام اليمني والعالمي، ولكن حتى هذه المحاولة لم تنفع ترامب، لسبب بسيط وهو ان قبح وجهه و وجه امريكا، هو قبح خلقي لا تفلح معه عمليات التجميل.

منيب السائح