صمود وانتصار

فلسفة الصيام في دعاء استقبال شهر رمضان.. (3)

{تأكيد الصيام المعنوي في مدرسة أهل البيت}

فلسفة الصيام في دعاء استقبال شهر رمضان.. (3)

{تأكيد الصيام المعنوي في مدرسة أهل البيت}

بقلم /#أمين_المتوكل
——————————————————–
لابد أيها الإخوة والأخوات أن يترسخ في أذهاننا مفهوم الصيام المعنوي وعلى أنه الغاية من الصيام والحالة التي تلامس التقوى في مفهوم الصيام القرآني

يقول الإمام زين العابدين عليه السلام في دعاء استقبال شهر رمضان ( وأعنا على صيامه بكف الجوارح عن معاصيك واستعمالها فيه بما يرضيك )

هنا يذكر الإمام مفهوم للصيام وهو كف جوارح الإنسان عن المعاصي.. وهنا اتذكر رواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله سمع إمرأة تسب جارتها وهي صائمة فقدم لها طعاماً وقال الا تأكلين فقالت بأنها صائمة فقال كيف صائمة وقد سببتي جارتكِ

فمفهوم الصيام ليس من نحدده نحن ونتماشى في حصره بالامتناع عن بالطعام والشراب والمعاشرة.. بل بمفهوم الإسلام هو أكبر من ذلك ولابد أن نتفهم المسألة

¶¶ يتابع الإمام زين العابدين الدعاء أعلاه فيقول ( حتى لا نصغي باسماعنا إلى لغو)

قد نصوم شهر رمضان الكريم ولكننا لا نترك مجالس اللغو.. ولا نترك الحديث في اللغو
الله وصف المؤمنون وقال ( الذين هم عن اللغو معرضون).. فتربية رمضان عند أهل البيت عليهم السلام هي تربية القرآن.. ففي شهر رمضان لابد أن يكون هناك صوم عن اللغو والحديث فيه.. لأن اللغو يبعد عن الإنسان الذهنية الصافية ويجعل اهتماماته دنيئة وهذا مالا يريده الله لك في شهره الكريم

¶¶ يتابع الإمام زين العابدين عليه السلام ( ولا نسرع بابصارنا إلى لهو)

فالكثير في شهر رمضان يعيش المسلسلات والدراميات.. وإذا أقبل عليه شهر رمضان يضع له جدول في متابعته للمسلسلات ويعيش كل ليالي شهر رمضان المبارك وهو يضيع وقته الثمين في هذا الشهر العظيم بالمسلسلات
وما المسلسلات إلا واحده من عوامل اللهو.. فحين تبعد بصرك عن لهو وتستعيض ذلك بالتفكر والتلاوة ومعاينة دروس القرآن وحياة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته تكون قد أضفت رصيد من التقوى إلى قلبك وعقلك في هذا الشهر الفضيل

¶¶ يتابع الإمام زين العابدين عليه السلام ويقول ( حتى لا نبسط أيدينا إلى محظور ولا نخطو باقدامنا إلى محجور)

حتى حركاتك في شهر رمضان المبارك لابد أن تكون موزونه ومدروسة.. فهذا شهر يعلمنا الانضباط النفسي بل ويمتد إلى الانضباط الاجتماعي وهذا هو غاية التقوى

فالنزاهة والتقوى صنوان.. والتقوى هو غاية الصيام.. فكم هي مشاكل الحياة التي سببها أيادي تعبث وأقدام تتحرك إلى مواطن العبث.. فلو كان هؤلاء العابثين يفقهون شهر رمضان المبارك في مدرسة أهل البيت عليهم السلام لما كان هنالك ظلم.. ظلم للنفس وظلم للمجتمع
فحين نغوص في المحظورات والمحجورات فإن لذلك أثر سلبي على حياتنا وعلى حياة من حولنا.. لذلك يسعى الإمام زين العابدين عليه السلام أن ينطلق في إصلاح النفس إلى إصلاح المجتمع انطلاقاً من شهر رمضان المبارك

¶¶ ويتابع الإمام زين العابدين عليه السلام ويقول ( حتى لا تعي بطوننا إلا ما حللت ولا تنطق ألسنتنا إلا بما مثلت)

النتيجة هنا هي نزاهة في لقمة حلال.. وكلمة طيبة تتحرك في إحياء القلوب

ونحن في عالم يعج بالحرام والربا وأكل أموال الناس وتسبب الحرمان
ونحن في عالم يعيش النزاعات والتهديدات والترصدات بعيداً عن أجواء الكلمة الطيبة

نرى عظمة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وهم يقاربون إلى أذهاننا سمة النفس الكريمة والمجتمع الكريم وتنشأة ذلك في أعظم شهر عند الله تعالى

هي انطلاقة جديدة لابد أن تكون لحياتنا من هذهِ المدرسة ومن هذهِ الصحيفة ( الصحيفة السجادية) لنكون في رمضان كما يريد الله لنا