العلامة سهل إبراهيم بن عقيل “الصرخة وأثرها محلياً وعربياً ودولياً”
مقالات | الصمود | العلامة سهل إبراهيم بن عقيل
كانت الصرخة هي القاعدة الأساسية التي قامت عليها الثورة الشعبية الحالية التي أقعدت العالم وأقامته، لأنها انطلقت في قلب الجزيرة العربية، فانتشرت بصيتها وبصوتها، ليس في محيط الجزيرة العربية فحسب، بل وصلت إلى أماكن عدة حتى وصلت بدررها الخمس إلى قلب أمريكا، بل إلى وسط ( البنتاجون ) نفسه.
-
وكان أثرها البالغ، ليس في أمريكا وحدها، بل في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي ودول أوروبا، ولا زالت تتفاعل في كافة أنحاء العالم العربي والإسلامي، وكذلك في القارة الأوروبية، وفي دول آسيوية، حتى من قِبَل من لا يجيدون العربية أو لا يفقهون منها شيئا، سمعناهم يرددون الصرخة، بلكناتهم المختلفة.
-
لقد انتشرت الصرخة، لتُحييَ في الناس والمستضعفين حركات ثورية، تعيد لهم كرامتهم، وحقهم في مقدراتهم وحرياتهم، وامتلاك كل ما يخص المستضعفين من المقدرات.
-
هذه هي الصرخة التي أحيت ما أماته المستعمرون، بل وأيقظت بروحها الجذابة ضمائر كل أحرار العالم.
الصرخة .. وتجاوزها للجغرافيا
-
الصرخة التي أطلقها سيدي الشهيد القائد حسين بدر الدين -رحمه الله- بدأت تنتشر في صعدة، وكانت صعدة بعيدة جداً، من ناحية المساحة ومن ناحية المفهوم عن تعز..هذه الصرخة لم يكن لها التأثير الجاد الذي نجده الآن في كل أرجاء اليمن والجزيرة العربية وخارجها، ولكنها كانت مثل أي شعار يُعرف به الآخرون، لأن الوعي الثوري والإسلامي لم يكن موجوداً على ساحة الجزيرة العربية كاملة، وخاصة في اليمن، ولكنها عندما تغلغلت بدوافعها الثورية لإنفاذ المستضعفين من الحال التي هم عليها بدأت ثمارها تتجسد في بعث حرارة ثورية في النفوس، ليس بالنسبة لليمن فقط أو الجزيرة العربية أو العالم العربي أو العالم الثالث، بل إنها شملت كل ما في النفوس الحرة من إباء وكرامة وفداء وانتفاضة على مستوى الشعوب المستضعفة، عالمياً، فأحيت بذلك مواتاً، وأيقظت النائمين .
-
أما بالنسبة لتعز، فإن الذي أصابها منذ 48 إلى يومنا هذا جعلت الناس متفرقين في الآراء والأحداث .. وما يصيب تعز من مصائب، إنما هو سبب هذه الحرب التي قامت -أولاً وأخيراً- منذ قيام (الزنداني، ومقبل الوادعي) وغيرهما من الأحزاب
حرب تعز .. وحرب البترول
-
هذه الحرب هي من أجل الاستيلاء على تعز، وعند الاستيلاء على تعز يتم إخماد كل ثوره ستأتي مستقبلاً .. لهذا، فإن هذه الحرب – حرب تعز – حقيقة ليست لأجل تغيير الأوضاع، بل لأشياء أخرى يجب فهمها، لأن هذه الصرخة وقعت في قلب الجزيرة العربية، وستغير كيان العالم العربي والإسلامي، لأن الحرب العالمية الثالثة ستكون من أجل البترول، وهذا شيء مفروغ منه، وقد كتب كثير من الكُتاب والسياسيين والاقتصاديين والعسكريين أن الحرب العالمية الثالثة ستكون أولاً وأخيراً من أجل البترول، وما عدا ذلك من مبررات وأسباب إنما هي فقاعات لتضليل الجماهير العربية والإسلامية، وكأن دماء شعوب العالم العربي بيد الساسة العرب، كما قال الشاعر ( وَإِني وَإن كُنتُ الأخِيرَ زمَانُهُ … لآت بِمَا لم تَستَطِعهُ الأوائِلُ) .. ولكن الفرصة العظيمة ضاعت على يد سفهاء العرب الذين كانوا يملكون القرار في حسم هذه المعارك الدائرة.
معركة تعز .. لماذا ؟!!
-
المعركة معركة تعز ولا غير .. لقد أدرك الأعداء منذ أول يوم في المعركة أنهم إذا أخذوا تعز انفصلت اليمن، وتفرق بعضها عن بعض، ولذلك أشار الأعداء على خدامهم الأعراب بأن المعركة هي معركة تعز، وتعز وحدها هي التي سترسم الخريطة المستقبلية لليمن المجزأ، وهذا شيء يذكره تماماً أعضاء التحالف ومن وراءهم، وكذلك أسيادهم ومن يُمولهم .
معركة بقاء أو فناء
-
إن المعركة هي معركة بقاء أو موت، بالنسبة لليمن الواحد، وبالنسبة لتحرير الأمة العربية والإسلامية، وخاصة في الجزيرة العربية.
ونحن قد رفعنا العلم، علم المواجهة، وأخرجنا السيوف من قرابها لكي ندافع عن هذا المبدأ العظيم الذي كان يتمناه الآباء والأجداد من قبلنا، وقد قُدم لنا على طبق من ذهب، فمن شاء الميل عنه كانت له الذلة والوبال في الدنيا والآخرة، فهذا سيف المصطفى صلى الله عليه وعلى آله، قد برز ببريقه على أنحاء الجزيرة العربية،ليخرجها من ظلماتها المتهالكة إلى النور الواضح المبين، لكي يقول لهم بفصيح العبارة : هذه جزيرة العرب لن يحكمها اليهود ولا النصارى ولا المطبعون معهم أو أحذيتهم، مهما كانت أشكالهم ولحاهم، وغير ذلك من الأشكال، التي تؤثر في بعض الناس فينجذبون إليها بأشكالها، وهاهم اليوم ينتكسون على رؤوسهم بأفعالهم وأفعال أسيادهم في اليمن، الذي لن يركع لغير الله تعالى .
انتصار الصرخة
-
لقد بعث لنا الله تعالى ولياً من أوليائه، يقود هذه المسيرة القرآنية على طريق سليم، وقد برزت الكثير من الأعمال التي تثير المعجزات في الحركات والسكنات التي كان يقودها أصحاب رسول الله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه في المعارك العظمى، ضد الإمبراطوريتين العظميين، ولم يكن هذا شيئاً غريباً إذا انبعثت من هؤلاء الضعفاء المساكين ما يفعلونه بحق في صفوف التحالف، الذي كما قال صلى الله عليه وعلى آله في غزوة التحالف (الأحزاب): لقد برز الإيمان كله للكفر كله، فانعقدت الألسن عن هذا اللفظ الذي جسده (الشيبة، وبقيق، وخريص)، وبقية منشآت (أرامكو) .. وعمليات (البنيان المرصوص، ونصر من الله، وأمكن منهم)، وعملية (فأمكن منهم) الأمنية .. وغيرها من المعارك، بل الملاحم البطولية النوعية، التي يطول شرحها في هذه الصفحات المشرقات .
تاريخ اليمن الثلاثي
-
إن اليمن قد بدأت، في هذه الخطوات المباركات، تضع قدمها بخطى ثابتة، لكتابة تاريخ جديد، وهو التاريخ الثلاثي لليمن، الذي سيصبح آيات مشرقات في العالم العربي والإسلامي .. وهيهات هيهات !! .. لقد أعاد التاريخ نفسه، وها نحن نُسَطِّرُ بدمائنا ونفوسنا وأموالنا خطوط هذا التاريخ وخطواته، ولن نكل عن كتابة تاريخ اليمن الثلاثي، بالأفعال والأحداث التي ستظهر في المستقبل القريب، متجسدة في دولة عادلة، تضمن حياة كريمة لأبنائها.