فيما تنفذ القوات المسلحة اليمنية عملياتها العسكرية المظفرة على الجبهات لصد العدوان السعودي الذي انهى عامه الخامس، تحاول الرياض تعويض هزائمها الميدانية عبر قصف المواطنين الابرياء في صنعاء وصعدة ومناطق مدنية اخرى من جمهورية اليمن.
فاليمن الكريم بطبائع شعبه النقية يخضع منذ آذار /مارس 2015 لعدوان شامل يستخدم التحالف السعودي ـ الاماراتي فيه اقذر اساليب الحرب البشعة وافظع الجرائم الارهابية التي راح ضحيتها آلاف المدنيين بين شهيد وجريح ، وهو ما فتئ يدفع ضرائب جيران السوء ممن يطمعون بخيراته ويسعون فيه فسادا خشية تطور قدرات اليمن الغني بالنفط والمعادن الثمينة الاخرى والعريق بشعبه وحضارته الضاربة في اعماق التاريخ.
لقد اثبتت سنوات الحرب المفروضة على اليمن ان هذا البلد يمتلك امكانات عظيمة في مجابهة العدوان الغاشم وما عملية توازن الردع الرابعة الا دليل على قدرة الجيش اليمني والقوات الشعبية على استهداف المراكز الامنية والعسكرية الحساسة في العاصمة السعودية الرياض الامر الذي اصاب المعتدين واسيادهم الاميركان بالدهشة والذعر في آن واحد.
في هذا المجال صرح المتحدث باسم الجيش العميد يحيى سريع ان القوات اليمنية تمارس حقها المشروع في الدفاع عن الشعب والبلد قائلا (نحن نواجه عدوانا مجرما ولن نظل مكتوفي الايدي ونحن نرى شعبنا يقتل بالغارات والحصار). على صعيد متصل اعتبر السيد محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الاعلى ان تصعيد التحالف بقيادة السعودية والامارات غاراته الجوية على العاصمة صنعاء هو قرار اميركي يرفض عودة السلام الى ربوع اليمن.
ومع ان القوات المسلحة اليمنية وبعد سنوات من الحرب تمتلك زمام المبادرة على مستوى ميادين القتال وفي توجيه الصواريخ والطائرات المسيرة الى العمق السعودي، الا ان صنعاء تؤكد في جميع المحادثات واللقاءات الاقليمية والدولية التزامها بالحل السلمي في سبيل انهاء هذه الحرب التي لا تخدم احدا سوى الكيان الصهيوني والولايات المتحدة واهدافهما التوسعية في غرب آسيا.
ومن المعروف ان المجلس السياسي الاعلى في اليمن تقدم بتاريخ 9 نيسان 2020 بوثيقة حل شامل لانهاء الحرب تتضمن ثلاثة محاور رئيسية هي (وقف كلي ودائم لاطلاق النار) و(رفع الحصار جوا وبرا وبحراً) و(بدء معالجات سريعة للجانبين الاقتصادي والانساني) تسبق الدخول في مشاورات سياسية.
اليمن الذي صمد حتى الان امام اكثر من 200 الف غارة طوال السنوات الماضية على العاصمة صنعاء فقط، له اليوم من القدرة والارادة والتصميم ما يمكنه من اخضاع العدوان الشامل، وهو لن يخشى من دخول المبعوث الاميركي الخاص بايران (برايان هوك) على خط التحالف المشؤوم، وهو يحمِّل الولايات المتحدة مسؤولية ازهاق الارواح البريئة في صنعاء والمدن الاخرى.
وبحسب المراقبين فان انهيار التحالف العدواني بات وشيكا وان جميع المؤشرات تؤكد على ان التحالف على موعد مع هزيمة مدوية في القريب العاجل بعد ما اظهر المعتدون عجزا عن حماية اراضيهم امام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الدقيقة، وكذلك بعد تحرير محافظة الجوف ووصول المعارك الى ابواب مدينة مأرب المرشحة للسقوط بايدي القوات المسلحة اليمنية وتحريرها خلال الايام القادمة.