لم تقتصر الانتهاكات اليومية لقوى العدوان ومرتزقتهم في الساحل الغربي بمحافظة الحديدة، على الخروقات العسكرية والقصف المدفعي للأحياء والمناطق السكنية، بل اضحت الجرائم التي يرتكبها مرتزقة العدوان بحق الاهالي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، واحدة من تلك الانتهاكات المستمرة التي يعاني منها المدنيين في عدد من المديريات المحتلة. مديرية حيس بالمحافظة كان لها نصيب كبير من تلك الجرائم، آخرها ما حصل الاسبوع الماضي، حيث شهدت المديرية جريمة بشعة ارتكبها أحد المرتزقة بحق طفلة في السابعة من عمرها، بعد أن أقدم المدعو نعمان سعيد عبده سالم يبلغ من العمر (40 سنة) باغتصاب الطفلة مستغلاً غياب والدتها التي تزوج بها في وقت سابق ليقوم بجريمته الشنعاء. وبحسب أبناء المنطقة فأن “نعمان” المجند في صفوف طارق عفاش ، اعتدى جنسيا في سكن زوجته على الطفلة (م.س) (7 سنوات)، بنت زوجته من زوجها الأول، ما أدى إلى اصابتها بتمزق ونزيف حاد في أجهزتها التناسلية، حيث تم اسعافها الى مستشفى حيس الريفي عقب جريمة الاغتصاب. وعلى اثر هذه الجريمة سارع عفاش الصغير إلى التوجيه باحتجاز والدة الطفلة وأسرتها في محاولة لإجبارهم على التنازل عن القضية والتكتم عليها. كما وجه بشن حملة اعتقالات ضد أبناء المديرية على خلفية مطالبهم بمحاكمة الجاني. ويتحدث أهالي المنطقة بألم وحسرة عن الطريقة الوحشية التي تتعامل بها قوى العدوان معهم عقب كل جريمة يرتكبها أحد أفراد المرتزقة، حيث يتم امتهانهم وتهديدهم بالقتل والسحل في حال رفضهم للصلح أو التنازل عن القضية.. مؤكدين أن عشرات الأسر المجني عليها في حيس والخوخة والتحيتا وغيرها من المناطق المحتلة قد تعرضت للتعذيب والاضطهاد خلال السنوات الماضية من قبل مرتزقة السودان وعناصر المدعو طارق عفاش. ويشير أبناء حيس إلى أن اقتحام البيوت واغتصاب النساء وقتل الأبرياء باتت من الجرائم المستمرة التي يقدم عليها مرتزقة العدوان دون أن تظهر على السطح، بسبب اعمال القمع التي تمارس عليهم، كما هو حال أحد المواطنين في مدينة المتينة بمديرية التحيتا الذي قتل على يد مرتزقة عفاش بعد محاولته الدفاع عن شرفه من قبل أحد المجندين الذي اقتحم المنزل وحاول اغتصاب احدى النساء نهاية العام الماضي .
جرائم المرتزقة مستمرة ولم تكن هذه الجريمة الوحيدة التي ترتكبها مرتزقة العدوان بل هناك الكثير من الجرائم السابقة التي ارتكبتها طوال الخمس سنوات الماضية منها جريمة اغتصاب فتاة الخوخة وجريمة اغتصاب فتاة وطفل في الحيمة وجريمة اغتصاب فتاة حيس وامرأة في المخا وطفل في التحيتا وطفل معاق في تعز وممرضة في مستشفى الجمهوري بعدن وغيرها من الجرائم اليومية التي ترتكبها قوى تحالف العدوان ومرتزقته السودانيون في الخوخة. وقد سبق وأن كشفت منظمة تهامة للحقوق والتنمية والتراث الإنساني ومنظمات المجتمع المدني في موتمر صحفي عقدته نهاية العام 2019 عن 244 جـريـمـة اغـتـصـاب نفذتها قوى التحالف في الـسـاحـل الـغـربـي كان منها ١٣٢ جريمة اغتصاب نساء، إلى جانب ٨٤ جريمة اغتصاب تعرض لها أطفال، و٢٨ جريمة اغتصاب تعرض لها الرجال. وكانت قوات المدعو طارق عفاش اقدمت العام الماضي على قتل عبدالله علي برة رامي من التحيتا- عزلة المتينة أثناء محاولتهم اغتصاب زوجة ابن أخيه وقاموا بإطلاق النارعلى المواطنين وسجن من ثبت تدخله في قضية منع حالة الاغتصاب. كما سبق أن قام ثلاثة من مرتزقة الإمارات في يونيو 2019م باغتصاب الطفل حميد علي زلع، في منطقة السويق بمديرية التحيتا. وقبلها في شهر إبريل أيضا تعرضت المواطنة سعده عمر أحمد عكيش تبلغ من العمر خمسين عاما من منطقة قطابة بمديرية التحيتا في محافظة الحديدة، لجريمة اغتصاب من قبل أحد المرتزقة السودانيين، وطعنها عدة طعنات عند محاولتها الدفاع عن عرضها والقيام بأخذها في محاولة للتغطية على الجريمة ونقلها بجراحها إلى مكان مجهول. وفي مارس من العام 2018م، تعرضت أيضا احدى النساء اليمنيات في مديرية الخوخة لجريمة اغتصاب من قبل أحد المرتزقة السودانيين، وهي الجريمة التي أثارت ردود أفعال كبيرة، خاصة بعد قيام احد مناصري عفاش عبر قناة اليمن اليوم المستنسخة من القاهرة بتوجيه رسالة ترحاب للسودانيين وتقديم لهم العدد الذي يريدونه من النساء. ادانات المجتمع اليمني بكل مكوناته وكانت الاحزاب السياسية واللجنة الوطنية للمرأة ادانت جرائم الاغتصاب التي يرتكبها مرتزقة العدوان بحق النساء والطفولة في الحديدة. اما مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية فحمل المجتمعَ الدوليّ ، وفي المقدمة مجلسُ الأمنِ ومجلسُ حقوقِ الإنسان مسؤوليةَ ما تتعرض له نساءُ وفتياتُ اليمن من أعمالٍ ارهابيةٍ ولا أخلاقيةٍ بشكلٍ خاصّ، وما يتعرضُ له الشعبُ اليمنيّ وكلّ ممتلكاته ومقدراته من جرائمَ وانتهاكاتٍ جسيمةٍ ارتكبتها دولُ تحالف العدوانِ بشكلٍ عام. كم حمل مركز عين الانسانية دولَ تحالف العدوان ،وفي مقدمتها السعوديةُ والإماراتُ المسؤوليةَ القانونيةَ والجنائية عن كافة الجرائمِ المُرتكبةِ من قبل مرتزقتها وعملائها وخاصةً ما تعرضت لها فتاةُ مديريةِ التحيتا من محاولة اغتصاب. وحث المركز المجتمعَ الدوليّ وخاصةً الأممَ المتحدةَ وهيئاتها المختلفة على القيامَ بتحمل مسؤوليتها والصحوة من سباتها وصمتها المقيت الذي مارسته خلالَ الأعوامٍ الماضية إزاء جرائم تحالف العدوان الغاشمِ والبربري على اليمن وشعبه وارتكابه مختلفَ الانتهاكاتِ والجرائم وبما يتصادمُ معَ ميثاقِ الأممِ المتحدة وقرار الأممِ المتحدة رقم(1325) الداعي إلى تأمين سلامة المرأة وإشاعة الأمن والسلام في محيطها العام؛ واتفاقيات جنيف الأربع التي نصتْ جميعُها على حماية النساء بصفةٍ خاصةٍ ضدّ أيِّ اعتداءٍ على شرفهنّ ولا سيما الاغتصاب، والاكراه على الدعارةِ وأي هتك لحرمتهنّ “.