هيئة الزكاة .. وصوابية رؤية القيادة
الصمود
عندما أخرج اليمنيون زكاة أموالهم ، وبدأت هذه الزكاة تصرف في مصارفها الثمانية التي فرضها الله عز وجل في كتابه الكريم في الآية الكريمة ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) أغاث الله البلاد والعباد بأمطار غزيرة لم تشهدها منذ عشرات السنين ، وهذه نعمة كبيرة ، وثمرة طيبة من ثمار الرؤية الحكيمة للقيادة ممثلة بالسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي الذي وجه بإنشاء هيئة عامة للزكاة معنية بتحصيل الزكاة وصرفها في مصارفها الشرعية ، وتصحيح الفساد الذي كان يصاحب عمل مكاتب الواجبات الزكوية في السابق ، والتي كانت تهدر في أوجه إنفاق لا علاقة لها بالمصارف الشرعية ، وتحولت عائداتها إلى ما يشبه ( الفيد ) للنافذين والوجاهات ، وهو ما دفع الكثير من المواطنين إلى الإحجام عن دفعها وحرمان المستحقين منها .
واليوم وفي ظل الهيئة العامة للزكاة بدأنا نلمس أثر الزكاة في واقعنا المعاش ، حيث بات للفقراء منها نصيب، وصرنا نلحظ بعض الإسهامات الخيرية والإنسانية والمبادرات المجتمعية التي تقوم بها هيئة الزكاة ، ومن ذلك تقديم العون للفقراء والمساكين والعمل على مواساتهم ، ومساعدة السجناء المعسرين في السجون والتكفل بدفع ما عليهم من التزامات للغير من ديات وأروش وديون ، والعمل على تمويل تنفيذ بعض الطرق الوعرة في المناطق الجبلية والمعزولة ، علاوة على دعم المجاهدين المرابطين في الجبهات ، وتقديم العون والإغاثة للمنكوبين والمتضررين من الكوارث التي تشهدها بعض المحافظات والمناطق من حين لآخر ، ورعاية بعض الأعراس الجماعية للمرابطين والفقراء وأحفاد بلاد وغيرها من شرائح المجتمع ، والتي من شأنها الحفاظ على النسيج الاجتماعي وتعزيز روح التكافل والتراحم في أوساط المجتمعات ، والحد من معاناة شريحة واسعة من أفراد المجتمع ، على أمل إنهاء معاناتهم بصورة نهائية مستقبلا ، من خلال الخطط والبرامج التنموية التي تسعى الهيئة لتنفيذها وفق برامجها المستقبلية التي تترجم رؤية القيادة في هذا الجانب الهام .
هناك حالات فقيرة ومعدمة وفوق ذلك مريضة تفتقر لتكاليف العلاج ، ونتطلع أن تسهم الهيئة العامة للزكاة في تقديم العون لهذه الحالات بالتنسيق مع إدارات المستشفيات التي يتلقون العلاج فيها.. شعرت بالارتياح لمبادرة الإخوة في فرع الهيئة العامة للزكاة في محافظة ذمار بتكفلهم بعلاج امرأة مسنة سقط بها سقف منزلها أثناء تفقدها له جراء الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة ما أدى إلى إصابتها بكسور متفرقة ، بعد أن ظلت تعاني وحيدة ، حيث لم تسمح لها ظروفها الصعبة بدخول المستشفى للعلاج ، وهي تعيش وحيدة تعيل زوجها المعاق ، دفعوا لها تكاليف العلاج كاملة ، وقاموا برعايتها حتى خروجها من المستشفى ، وتكفلوا بإيصالها إلى منزلها ، ومساعدتها بمبلغ مالي لترميم منزلها ، لم تتمالك نفسها ولم تتمكن من حبس دموعها ، في مشهد مؤثر جدا ، ونأمل الاقتداء بهذه المبادرة ، بحيث يصل خير الهيئة العامة للزكاة إلى كافة المستحقين .
بالمختصر المفيد: صوابية رؤية القيادة في إنشاء الهيئة العامة للزكاة تجلت اليوم في الإسهامات والخدمات والمبادرات والأعمال والمناشط التي تقوم بها وتؤديها ، وعلينا هنا أن نكون عونا لها في الخير ، فالدال على الخير كفاعله ، وأن نحرص جميعا على إخراج الزكاة ، وأن نتصدى لأبواق الشقاق والنفاق والدس الرخيص التي تعكف على مهاجمة الهيئة والتقليل من شأن الخدمات التي تقدمتها ، والتشكيك في مصداقيتها ونزاهتها خدمة لقوى العدوان ، وللحيلولة دون قيامها بمهامها النبيلة ، وهنا ينبغي الإشارة إلى أن الشفافية التي تتعامل بها الهيئة ، وتقبلها للنقد البناء ، واستقبالها الشكاوى المتعلقة بأداء فروعها والعاملين فيها يقطع الطريق أمام طابور التدليس والدجل والافتراء ، ويكشف النوايا الخبيثة من وراء هرطقاتهم وزوبعاتهم التي تمثل امتدادا لهرطقات وسخافات أبواق العدوان الخارجية والداخلية التي دأبت على الكذب والدجل منذ اليوم الأول للعدوان على بلادنا وحتى اليوم .
جمعتكم مباركة وكل، عام وأنتم بألف خير بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .