التطبيع مع العدو الإسرائيلي خيانة كبرى
الصمود
إن التطبيع العلني بين كيان دويلة الإمارات والعدو الإسرائيلي ما هو إلَّا نتاج طبيعي لموالاتهم لأمريكا الشيطان الأكبر، وربيبتها إسرائيل، فلم يكن التطبيع طارئاً كما يعتقد البعض، بل إنه كان منذ بداية ظهور كيان العدو الإسرائيلي واحتلاله لفلسطين ، ولكن كان بشكلٍ مخفي وسري جداً، ثم أصبح من تحت الطاولة بتعاون في مجالات عديدة، وتطور الأمر وصولاً إلى تسريب صور لبعض الأعراب مع مسؤولين صهاينة وذلك لتهيئة الشارع العربي حين يظهر على السطح كما هو اليوم.
زمن كشف الحقائق:
ليس بغريب ما يحدث في هذا الزمن، فنحن في زمن كشف الحقائق، وكشف الاقنعة والغربلة بين الناس، فإما أن يكون الإنسان مؤمن صريح، أو منافق صريح، فليس بغريب أن يصبح الممنوع مألوفاً، والمألوف ممنوع، فقد كشف هذا الزمن الحقائق جلياً، حيث كشف أن اليهودي عند الأعراب أصبح صديقاً حميماً والصديق عدواً لدود، وليس من الغرابة في ذلك فنحن في زمن نالت الوقاحة فيه ذلك الشرف الرفع، وأصبح الشرف في الحضيض.
وسلام الله على الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه” حين قال إن هناك ثمة منافق صريح، وثمة مؤمن صريح، وكل من يتبرا من أعداء الله “أمريكا وإسرائيل”، ويعاديهم، قالوا عنه رافضي، ومجوسي، وحاربوه، ووجهوا له أقبح الشتائم والتهم، وأما من يطبع مع اليهود، ويسعى لكسب ودَّهم، ويتمسك بصراط “أمريكا وإسرائيل” اللعين، وينصب العداء لمن يعادون أعداء الله، فقد أصبح هو المقبول والمحظوظ الذي يحظى برضى ودعم ورعاية “أمريكا وإسرائيل”.
عُذر أقبح من ذنب:
أعلن الرئيس الأمريكي ترامب، توصل الإمارات والعدو الإسرائيلي إلى اتفاق وصفه بـ”التاريخي”، والذي قوبل بتنديد فلسطيني واسع واستنكار من الشعوب العربية والإسلامية الحرة، باعتباره خيانة للقدس والقضية الفلسطينية برمتها.
وفي ذروة الوقاحة، فقد انكشفت التبريرات التي ساقها النظام الإماراتي لإقدامه على إعلان التطبيع الكامل مع العدو الإسرائيلي، حيث ادّعى ذلك النظام المتصهين أن خطوته للتطبيع جاءت مقابل تخلي العدو الإسرائيلي عن خطة ضم أراضٍ من الضفة الغربية المحتلة الفلسطينية، هو “عُذر أقبح من ذنب” و”خزعبلات ساذجة”، يُكذبها بلا شك نص للاتفاق التطبيع الرسمي والتصريحات لقيادات العدو الإسرائيلي، لاسيما وأن النظام الاماراتي ادّعى مبررات كاذبة للتطبيع، وقال إن التطبيع مع كيان العدو بهدف ايقاف ضم الاراضي الفلسطينية، إلَّا أن رئيس وزراء كيان العدو الإسرائيلي “نتنياهو” فضح هذه الادعاءات سريعاً وكشف اكاذيبهم وقال: “إن الاتفاق تم من موقع القوة، ولم ينص على ايقاف أي شيء من مخطط ضم أراضي فلسطينية”، وأضاف بالقول: “نصنع السلام بدون الانسحاب من الأرض وبدون تقسيم القدس”… فأين أولئك المخدوعين والأغبياء الذين صدقوا النظام الاماراتي ؟!.
في هذا التوقيت تحديداً…لماذا:
تناول متخصصون في الشؤون العربية وناشطون أن الاعلان عن التطبيع الاماراتي مع كيان العدو الإسرائيلي جاء في هذا التوقيت وذلك لعدة أهداف، منها ما يصب في خدمة الرئيس الأمريكي ترامب، خصوصاً في حملته الانتخابية للانتخابات الرئاسية المقبلة وذلك لكسب اللوبي اليهودي في أمريكا، المسيطرين على مفاصل الأمور في أمريكا والعمل معه في الانتخابات بكل ثقلهم. ولكي يبدو أمام الشعب الأمريكي بأنه أصبح صاحب إنجاز، وبالتالي زيادة فرصة بقائه رئيساً للمرة الثانية.
وكذلك لضمان سيطرة العدوة الإسرائيلي على باب المندب باعتبار أن الامارات قد أثبتت علناً أنها أداة مخلصة بيد الإسرائيلي والأمريكي في المنطقة، بحيث أن باب المندب سيكون في خدمة العدو الاسرائيلي طالما استمرت أدواته في السيطرة عليه، لاسيما وأن العدو الإسرائيلي قد أعلن صراحة عن قلقه من سيطرة ثوار ثورة 21سبتمبر 2014م على باب المندب، فكان من أهداف شن العدوان على اليمن إعادة السيطرة على باب المندب، وهذا ما تؤكد أن العدوان على اليمن هو إسرائيلي أمريكي بامتياز وأن السعودية والامارات مجرد أدوات وهذا ما اكدت وتحدثت به القيادة الحكيمة أكثر من مرة منذ بداية العدوان، إلا أن البعض من قاصري الوعي كان يرفض الاعتراف بهذه الحقيقة الجلية، لكنها اليوم قد تجلت بوضوح، وتؤكد لهم ذلك من جديد.
هذا بالإضافة إلى كسر الروح المعنوية للشعوب العربية والإسلامية أكثر وأكثر ذلك لأن الوضع العربي في اسوأ حالاته، حيث إن الاعلان عن التطبيع في هذا التوقيت سيؤدي إلى كسر الروح المعنوية للشعوب وسيزيد الشرخ العربي أكثر وهو ما سيصب في مصلحة اسرائيل وسيساعدها في تنفيذ مخططاتها بصورة أكبر، إذ لن يقابل هذا الاعلان بأي رد فعل من الأنظمة العربية مطلقاً، بل بالعكس بأن تذهب بقية الانظمة العربية العميلة لفعل الأمر ذاته دون خوف من أي ردة فعل شعبية نحوها، وما يترجم ذلك هو الإعلان السوداني عن رغبة في التطبيع مع العدو الإسرائيلي.
وختاماً، فإن ما فعله النظام الإماراتي من تطبيع علني ومكشوف وصريح مع كيان العدو الإسرائيلي هي وصمة عار على شعب الإمارات بعد إن أعلن بوضوح في مشهد صريح وواضح خيانته للأمة وولائه للأمريكي والإسرائيلي على اعتباره ذلك بمثابة “طعنة” بخاصرة الشعب الفلسطيني وتضحياته ونضاله وخيانة للقدس المحتلة والقضية الفلسطينية، وإضعافاً للمواقف المناهضة للاحتلال الإسرائيلي.
وفي ظل هذه التطورات والأحداث الخطيرة فإنه لا نجاة للشعوب الحرة والأبية سوى أن تسلك طريق الجهاد والعزة والحرية، وألَّا يكون أبناء الأمة العربية والإسلامية مجرد أتباع لأدوات أعداء الأمة “أمريكا وإسرائيل”.
جدير بالذكر أن السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قد أطلق مبادرة في اليوم الوطني للصمود ” 26 مارس 2020م” أعلن فيها الاستعداد للإفراج عن أحد الطيارين السعوديين وأربعة ضباط سعوديين مقابل الإفراج عن المعتقلين من حركة المقاومة الفلسطينية حماس في سجون السعودية.
وأمام التعنت السعودي ورفضه التجاوب مع مبادرة السيد عبدالملك الحوثي، أعلن السيد رفع سقف الصفقة وذلك باطلاق اثنين طيارين سعوديين وعدد من الضباط السعوديين مقابل أن تفرج السعودية عن المعتقلين من قادة حماس إلا أن النظام السعودي بقي على تعنته ورفضه حتى اليوم.